كتاب 11

02:01 مساءً EET

شكراً قناة العربية على صندوق فبراير

التسجيلات التي حصلت عليها قناة العربية لاعترافات قيادات «كارثة» 2011 في البحرين، تعد «كنزاً» سياسياً إعلامياً لنا، تقدم خدمة عظيمة في شرح القضية البحرينية وعلاقتها بإيران ووكلائها من أمثال حزب الله وزعيمه حسن نصر الله تحديداً، نهنئ القناة على الثقة التي أهلتها لنيل هذه الأدلة دون غيرها من القنوات الفضائية، كما نشكر الزميل محمد العرب على جمعها وعرضها على القناة التي هي القناة الإخبارية الأولى والأكثر مشاهدة في عالمنا العربي رغم أنف خصومها.
تسجيلات كهذه تعد كنزاً للأمن البحريني ولسمعة البحرين التي شوهت وكنزاً لتصحيح الصورة التي شوهت ولتوضيح عمق الأزمة وأبعادها، لذا لدينا بعض الملاحظات التي لا تقلل من شأن الإنجاز إنما كانت ستزيده قوة وعمقاً في التحليل والاستدلال، فالمعالجة الإعلامية كانت بحاجة أن تجتهد أكثر في تعريف المشاهد العربي بتاريخ نشاط هذه المجموعة التي عرض البرنامج اعترافاتها، أي بالعودة إلى جرائمها التي ارتكبتها عام 1995 أي قبل 20 عاماً وما هو دورها في أحداث التسعينات والأضرار التي تسببت بها حين ذاك، وعدد الضحايا وفداحة الإجرام والأثر السياسي والأمني والاجتماعي الذي تحملته البحرين من نشاطاتها الإجرامية طوال الــ 20 عاماً الماضية، وهناك مادة أرشيفية كانت ستخدم الموضوع أيما فائدة.
فالمشاهد العربي يجهل تسلسل تلك الأحداث وعلاقتها بالثورة الإيرانية وتصدير الثورة وتشعبات التيارات الدينية الشيعية التي تنتمي لها هذه المجموعة، كما إن المعالجة كانت بحاجة لربطها بالمجموعات التي تنشط في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ليعرف المشاهد السعودي أننا نتحدث عن تنظيم واحد تقوده هذه المجموعة مازالت كوادره حتى اللحظة ترفع مظلاتها في البحرين كلما أمطرت في العوامية.
كان يفترض في المعالجة عرض التسلسل الذي مرت به هذه المجموعة مع صلحها ونكوصها مع الدولة، من تصويتها على الميثاق ومن ثم عودتها للعنف مرات ومرات، فالمشاهد العربي لا يعرف أن عدد المرات التي قبض عليهم والتي خرجوا بها من سجونهم بعفو ملكي وصل عند بعضهم إلى 14 مرة، حتى يعرف المشاهد العربي أن خطورتهم لا تنتهي بمجرد اعترافاتهم التي شاهدوها، فليست هذه هي المرة الأولى التي تعترف بها هذه المجموعة وتقر بخطئها وتعود مرة أخرى لذات الجرم، إنما الخطورة في «مشروع إسقاط الدولة» الذي تتبناه هذه المجموعة الإرهابية وإحلال دولة الفقيه محلها.
تذكير المشاهد العربي بأحداث 2011 والجرائم التي حصلت فيها وعدد الضحايا وبشاعة الجرم وخطورة الإرهاب وحجم التهديدات التي تعرضت لها البحرين والمستمر إلى الآن ما كان يجب أن يغيب عن هذا الفيلم حتى يربط المشاهد بين التسجيلات الحصرية التي عرضت والحوادث الإرهابية التي جرت حين كانت هذه القيادة طليقة، فقد كنا نشاهد خطاباً «بريئاً» لأشخاص، وجريمتهم كانت في رفضهم للحوار واعتذروا عن «خطئهم»!! فكانت صور وفيديوهات ضحايا الإرهاب ستربط تلك الاعترافات مع وقائع الجرائم التي ارتبطت بحراكهم، لم يكن الأمر يحتاج أكثر من عودة للأرشيف وكتابة «السكريبت» بشكل يجمع هذه الأبعاد والحقائق إلى جانب اعترافات هذه المجموعة ليعرف العالم حقيقة الدور الإيراني ودور حزب الله لا في أحداث البحرين بل بالإرهاب الدولي وهذا هو الأهم. مازالت البحرين بحاجة إلى الإعلان والإعلام عن قصتها الحقيقية للمشاهد العربي، لأننا لا نريد تعاطفاً مع قصتنا من باب انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، كما إنه -مع الأسف- علينا أن نقر أن المشاهد العربي بما فيه النخبة المثقفة مازالت حتى اللحظة تجهل العديد من جوانب القصة البحرينية لتقصير كبير من جانبنا، وتلك الاعترافات التي تربط هذه المجموعة بحزب الله اللبناني وبحسن نصر الله كانت فرصة ثمينة جداً نشكر قناة العربية على إظهارها الشكر الجزيل ونشكر كل القائمين على هذا الجهد والإنجاز.

التعليقات