تحقيقات

10:47 صباحًا EET

فضيحة بعثة الأمم المتحدة بإفريقيا.. الغذاء مقابل «الجنس»!

فتاة: حين أكون مع طفلي أفكر في قتله لأنه يذكرني بالرجل الذي اغتصبني

سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الأضواء على الانتهاكات التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى والاتهامات التي تلاحق القوات في معظم البلدان التي ترسل إليها.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصداقية الأمم المتحدة أصبحت على المحك واهتز عرشها في الوقت الذي تتزايد فيه الفضائح الجنسية لقواتها، خاصة بعد انتشار “أطفال حراس السلام” في إفريقيا الوسطى.

وقالت الصحيفة “في أحد الأحياء، المباني منهوبة ومحروقة في ذروة الحرب الأهلية، هذا المكان الذي كان من المفترض على الأمم المتحدة أن تهب لنجدته، لكن داخل عدد من هذه المنازل نساء وفتيات يحملن أطفالا يقولن إنهن أبناء قوات حفظ السلام الدولية” التابعة للأمم المتحدة الذين استغلوهن جنسيا، أو كما تطلق عليه اﻷمم المتحدة “أطفال حراس السلام”.

ونقلت الصحيفة عن فتاة تدعى “أنا يلفينتي” تبلغ من العمر 14 عامًا قولها “شيء فظيع”، واصفة ما حدث لها عندما اغتصبها جندي بوروندي وتركها حاملًا.

“واشنطن بوست” لفتت إلى أن هذه الاتهامات تأتي وسط واحدة من كبرى الفضائح التي تؤرق الأمم المتحدة منذ سنوات حينما وصلت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عام 2014، واتهم موظفوها رسميا بالاعتداء الجنسي أو استغلال 42 مدنيا محليا، معظمهم من الفتيات القاصرات في إفريقيا الوسطى.

من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاعتداءات الجنسية لقوات حفظ السلام بأنه “سرطان في نظامنا”.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ضحايا تلك الاعتداءات الجنسية أكثر بكثير مما ذكرت الأمم المتحدة حتى الآن، مشيرةً إلى أنه في زاوية من عاصمة إفريقيا الوسطى قرب مقر الأمم المتحدة، قالت 7 نساء، وفتيات في مقابلة مع الصحيفة، إنهن تم استغلالهن جنسيا، خمس منهن قلن إنهن حصلن على الغذاء أو المال مقابل الجنس، والباقي تم اغتصابهن.

من جانبها أوضحت “أنا يلفينتي” الفتاة ذو الـ14 عاما التي اغتصبها جندي بوروندي في خيمته، أن الأمم المتحدة سجلت قضيتها ليست كاغتصاب ولكن تحت مسمى جنس “المعاملات”، التي يتم تبادله من أجل المال أو الطعام، مضيفة “أحيانا عندما أكون وحيدة مع طفلي، أفكر في قتله لأنه يذكرني بالرجل الذي اغتصبني”.

الصحيفة الأمريكية اعتبرت أن اتهامات النساء والفتيات لا يمكن التأكد من صحتها بشكل مستقل، لكن قصصهن تتفق مع اتهامات أخرى بسوء المعاملة في جمهورية إفريقيا الوسطى من جانب قوات حفظ السلام، التي تجمعها، جماعات مستقلة والأمم المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد تزايد الانتهكات من قوات حفظ السلام في الأشهر الأخيرة، وثقت “هيومان رايتس ووتش” في تقريرها هذا الشهر حالات ثماني نساء وفتيات اغتصبن أو تم استغلالهن جنسيا من قبل قوات حفظ السلام أواخر 2015 وسط مدينة بامباري.

وأشارت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها قوات تابعة للأمم المتحدة، ففي البوسنة 1990، اتهمت قوات حفظ السلام باستغلال النساء والاتجار بهن، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2000 تم تسجيل أكثر من 150 اتهامًا بسوء معاملة، واستغلال ضد القوات الدولية.

ووجد المحققون أن العديد من الضحايا كانوا يتامى، كما لحقت هذه الاتهامات بالبعثات التابعة للامم المتحدة في كوسوفو، وهايتي، وليبيريا، وغيرها.

ولكن رغم ذلك، فإن اتهامات سوء المعاملة في إفريقيا الوسطى هي الأسرع بين كل تلك الاتهامات، حيث ظهرت الاتهامات في غضون أشهر من وصول البعثة، وحتى قبل بدء البعثة الدولية رسميا، اتهمت القوات الفرنسية بالتعدي جنسيا على عدد من الأطفال المحليين.

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إن الجنود يخرجون في النهار بحثًا عن الفتيات، ويتسللون ليلا للقائهن في غرف مستأجرة، أو المنازل المهجورة، أو لنقلهن إلى الثكنات.

وأضاف الشهود أن القوات المغربية صنعت خروقا في جدار قواعدهم، حتى يتمكنوا من مغادرتها دون أن يتم كشفهم.

بينما قال لويس ميدجي، باحث إفريقي في “هيومان رايتس ووتش”: “يمكنك اغتصاب أو الاعتداء على النساء والفتيات طالما لا يتم المحاسبة وفي غيابها، يمكننا توقع المزيد من هذه الحالات في المستقبل”.

التعليقات