كتاب 11

01:54 مساءً EET

إيران تستعد للمواجهة في السعودية والبحرين

لا تكمن خطورة تقرير الباحث مايكل نايتس، الذي نشره معهد واشنطن يوم الثلاثاء 23 فبراير (شباط) في المعلومات الواردة فيه، إنما تكمن في التوصيات التي وردت فيه، والتي تشي بالكيفية الساذجة التي تتعاطى بها السياسة الخارجية الأميركية مع التهديدات التي تمسّ أمن منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تحديدًا.
ففي هذا التقرير الخطير لمايكل نايتس رصد لتطورات نوعية للتهديدات الإيرانية الإرهابية للبحرين والسعودية، وصلت لمرحلة تهريب وتصنيع المتفجرات «الخارقة للدروع» من إيران والعراق إلى البحرين والسعودية، وهو تطور يعني أن هناك تهيئة لعمليات إرهابية نوعية تستخدم فيها تقنية عالية لمواجهة المدرعات والغواصات والأساطيل البحرية، وتحتاج لتدريب متخصص قامت به إيران للمجموعات الإرهابية في المناطق الشيعية في السعودية والبحرين!!
ففي يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) 2013، تم تعقب قارب سريع، وعُثر فيه على كميات كبيرة من مكونات القنابل المتطورة، بما في ذلك «31 كلايمور» من نوع الألغام المضادة للأفراد والمتفجرات الخارقة للدروع، بالإضافة إلى الإلكترونيات لتسليح وإطلاق النار على الأجهزة الأمنية وقاد القبض على القارب إلى ورشة عمل لصنع القنابل المحلية في قرية القرية.
كما اعترضت البحرية البحرينية يوم 25 يوليو (تموز) من عام 2015 قاربًا سريعًا تلقى أسلحة من على متن سفينة خارج المياه الإقليمية البحرينية. القارب كان يحمل 43 كيلوغراما من مادة C4 المتفجرة وصواعق، وثماني بنادق AK – وأقر أحد البحارة في القارب بتلقي تدريبات على استخدام المتفجرات في معسكر الحرس الثوري في إيران قبل عامين.
أما في النصف الثاني من عام 2015، فقد تم الكشف عن مخزن وورشة تصنيع تحت الأرض وجدت في دار كليب في 6 يونيو (حزيران)، وعثر فيها على كميات كبيرة جدًا لمكونات قنابل متقدمة خارقة للدروع.
هذا عن البحرين، أما عما تم رصده في المملكة العربية السعودية، ففي 8 مايو (أيار) 2015، اعترض رجال الجمارك على جسر الملك فهد سيارة تقل المتفجرات المخترقة للدروع أثناء محاولتها عبور الجسر، مما قاد في نهاية المطاف إلى ورشة العمل التي عثر عليها في دار كليب، حيث تلقى المهربون المتفجرات الخارقة للدروع. أخطر ما جاء في هذا التقرير هو تزايد الربط بين هذه المجموعات الإرهابية وهذه المتفجرات الخطيرة مع الشبكات الإيرانية والشبكات العراقية، إذ قادت التحريات إلى أن جماعة حزب الله العراقية بدعم من الحرس الثوري الإيراني، وبقيادة الإرهابي المعروف لدى الولايات المتحدة بأبي مهدي المهندس، قامت بتدريب أفراد هذه الخلايا الإرهابية على استخدام المتفجرات المخترقة للدروع في العراق، وقام حزب الله بتقديم الدعم اللوجيستي والمالي لجماعة إرهابية بحرينية تسمى «سرايا الأشتر».
اللافت للنظر هو أن مايكل نايتس أشار إلى التهديدات الأمنية المحتملة للقوات الأميركية البحرية في البحرين، إذ إن المقبوض عليهم تلقوا تدريبات واكتسبوا مهارات الغوص لزرع الألغام والمتفجرات في البحر، مما يشكل تهديدًا محتملاً للسفن الحربية الأميركية في البحرين، حيث يقع مقر الأسطول الخامس الأميركي (تم الكشف عن خلايا تدعمها إيران ورصد للأرصفة البحرية الأميركية والبنية التحتية الساحلية في الكويت منذ عام 2011).
في 28 يوليو (تموز) 2015، انفجرت قنبلة ودمرت عربة للشرطة في سترة في البحرين، مما أسفر عن مقتل اثنين من رجال الشرطة وإصابة ستة آخرين. وبعض الأجهزة المغناطيسية قد تم تهريبها من العراق، وهي ذاتها التي تستخدمها الميليشيات الشيعية في الاغتيالات وفي الهجمات على المركبات غير المدرعة، وقتلت هذه المتفجرات الخارقة للدروع في العراق ما مجموعه 1526، منهم 196 جنديًا أميركيًا، وجرحت 861 آخرين خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 إلى ديسمبر 2011، واستهدفت القوات البريطانية بشكل مكثف.
أكتفي بهذا القدر مما جاء في التقرير، وأتفق مع الباحث في أن ذلك يعد تصعيدًا خطيرًا ونقلة نوعية كبيرة في المواجهة الإيرانية الخليجية تقوم بها إيران عن طريق من سماهم الباحث الأميركي «بوكلائها» في المنطقة بحرب مباشرة مع القوات السعودية والبحرينية، تشكل تهديدًا مباشرًا للقوات الأميركية والبريطانية الموجودة هناك، والأخطر أنها تشكل تهديدًا لمصادر الطاقة.
إنما المفارقة أن الباحث الأميركي بعد كل هذا الرصد والعلم بخطورة هذا التصعيد ونوعيته، يوصي الإدارة الأميركية بزيادة التعاون الاستخباراتي الأميركي الخليجي، لمواجهة هذه الدرجة الخطيرة من التهديدات على الأمن الدولي! كما يوصي الحكومات الخليجية بزيادة الجواسيس بين الشيعة على بعضهم البعض، والانفتاح على الجماعات الشيعية!!
إن الموقف السياسي الذي اتخذته هذه الإدارة كان أحد أهم الأسباب في تمادي العربدة الإيرانية في المنطقة، فإن لم يكن الحل هو نصح الإدارة الأميركية باتخاذ موقف دولي حازم تجاه إيران ينضم بجدية تامة وبخطوات عملية لا شفهية إلى «عاصفة الحزم» الخليجية للقضاء على الوجود الإيراني في المنطقة، والتعامل بحزم مع «وكلائها»، فلتعلم الولايات المتحدة أن هذه الإدارة تسعى إلى تقويض هذه المصالح والقضاء عليها كلية.

التعليقات