كتاب 11
10:44 صباحًا EET
أطفال “سوريا “والحصاد المر
خمس أعوام مضت علي بداية الأزمة في “سوريا ” والتي شردت أكثر من ست ملايين مواطن منهم حوالي 3 ملايين لاجئ خارج الأراضي السورية في دول الجوار “العراق ومصر وتركيا والأردن ولبنان” بالإضافة إلي دول المغرب العربي وبعض الدول الأوربية ،وبعيد عن المشهد السياسي الجدلي وأسباب الأزمة والحرب والتي يعرف أصحاب الألباب أنها مؤامرة علي “العرب” لنهب ثرواتهم وتفكيك قوتهم لتمكين إسرائيل في المنطقة حسب مخطط “الصهيونية العالمية ” فسوريا أصبحت ارض للصراع بين “أمريكا وخلفائها من جانب وروسيا وشركائها من جانب أخر ” توقد هذه الحرب الضروس من أموال وأنفس الشعب السوري بكل فئاته “أطفال وشباب ونساء وشيوخ “،ولذلك ساترك الحديث عن المشهد السياسي ،للحديث عن مشهد أكثر مأساوية وهو الأطفال “المشردين” خارج سوريا ولن أقول لاجئين بل هم مشردين حقا ،لان اللاجئ لهم حقوق في مكان لجوئه وهؤلا من دون مكان يؤويهم ولا تعليم أو صحة أنهم حقا ماساه تخجل منها الإنسانية .
سأعود قليلا إلي الوراء وتحديدا في مطلع سبتمبر عام 2015 الماضي عندما غرق الطفل السوري “إيلان “عبد الله على شواطئ مدينة “بوردوم” التركية أثناء هروبهم من جحيم الحرب إلي اليونان وكان صورة الطفل حديث العالم كله ،إذ أيقظت الضمائر وأدمت القلوب وأدمعت العيون ،ولكن توقف المشهد عن المشاعر فقط وهذا هو حال الضمير الإنساني ،وسرعان ما نسي الجميع وتناسي ما وصل إلية حال أطفال سوريا فذاكرة العالم أصابها “الزهايمر “تجاه ماساي العرب وأطفالهم لأنهم شركاء في الجريمة بما في ذلك المنظمات الدولية والهيئات العالمية التي تغض الطرف عمدا عن ما يحدث لنا ،وفي النهاية انتهي الحديث عن سوريا وشبابها وأطفالها وبقيت ذكري” إيلان” في قلب أهله ومحبيه فقط .
واكتفت الأمم المتحدة بنشر التقارير فقط فقالت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية أن نحو 300 ألف طفل من اللاجئين في الأردن لا يتلقون تعليم واجبروا علي العمل لساعات طويلة بأجور زهيدة هذا حالهم في الأردن ولا يختلف الأمر كثير في تركيا ومصر ولبنان والعراق ودول المغرب العربي فالمشهد واحد والمأساة متكررة .
وفي مصر نشاهد ونرصد واقع هؤلاء الأطفال المأساوي الذين هجرتهم الحرب من دون مساعدات أو أموال أو احد يرعاهم ،وكان مصريهم هو التسول في القاهرة وبعض المدن مثل أكتوبر والتجمع وغيرها من أماكن تجمع هؤلاء الأطفال وأسرهم ،ولذلك أوجه رسالة مقتضبة إلي أصحاب الضمائر في العالم من منظمات مجتمع مدني وجمعيات أهلية والي الهيئات الدولية التي تهتم بشؤون الإنسان بوجه عام والأطفال علي وجه الخصوص والي المسؤولين العرب في جامعة الدول العربية “أنقذوا أطفال سوريا فإذا كان “إيلان ” لقي وجه ربة فان مئات ألاف من أطفال سوريا يعذبون وتنتهك طفولتهم كل يوم ونحن في سبات عميق و نوم ثقيل لم تستيقظ ضمائرنا بعد ،ونلهو نلعب وندعم بمئات المليارات مشاريع إعلامية وبرامج ترفيهية عبثية لاهية ونصم أذننا عن هؤلاء الأبرياء كل ذنبهم أنهم عرب وان المسؤول عنهم “الراعي “انساق وراء مؤامرة فرقت جمعهم وشتت قلوبهم وأهدرت دمائهم فدفع ثمن سكين واستنه ليقتل به نفسه وأخيه ويشرد به ابنه ،أن الأمر جد خطير وان تداعيات وخطورة تشريد أطفالنا سنجني ثمارها في المستقبل سيكون حصاد مر ،حفظ الله سوريا العظيمة وأطفالها وأعاد إليها ماضيها المشرف وجنبها مصير المستقبل المجهول انه ولي ذلك والقادر علية .