عرب وعالم
ازدواجية المواقف في إسرائيل تجاه تركيا
يبدون أن المصالحة بين إسرائيل وتركيا ما زالت تواجه عقبات كبيرة، حيث جدد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون شكوكه، إذ يشترط طرد قيادات حماس من تركيا، بينما تطالب أنقرة بالوصول الحر لغزة وهو ما ترفضه تل أبيب المتمسكة بحصار القطاع.
بينما تعلن تركيا أن المداولات بينها وبين إسرائيل تقدمت جدا وباتت جاهزة لتوقيع اتفاقية فإن حكومة الأخيرة تتحدث بلسانين متناقضين بهذا الخصوص، فمقابل حديث ديوان رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو عن تقدم في محادثات المصالحة يستبعد وزير دفاعه موشيه يعالون التوصل لأي اتفاق.
ونقل عن الناطق بلسان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن هناك تطورا كبيرا في استئناف العلاقات الدبلوماسية التي تدهورت لحد القطيعة بعد الاعتداء على أسطول الحرية عام 2010 والذي كان في طريقه لفك الحصار عن غزة.
ونسبت القناة الإسرائيلية العاشرة لمسؤول إسرائيلي لم تسمه القول إن المفاوضات حول التعويض عن الضحايا الأتراك تشارف على الانتهاء.
لكن المسؤول أكد بقاء قضايا مفتوحة تحول دون استئناف العلاقات الدبلوماسية، وهو ما يواظب على تأكيده يعالون الذي يحمل لواء الحرب ضد تركيا ولا يكتفي بمهاجمتها، حيث يطرح شروطا للمصالحة لم يتم طرحها من قبل.
كما أعرب يعالون اليوم عن تشككه باحتمالات المصالحة مع تركيا في تصريح لصحيفة “إسرائيل اليوم”، وكرر ما قاله خلال مؤتمر صحفي قبل أيام مع نظيره السويسري في بيرن.
ووقتها، قال يعلون إن إغلاق “مقر الإرهاب” التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إسطنبول شرط لتطبيع العلاقات مع أنقرة.
وكانت صحيفة “هآرتس” قد نشرت نهاية الأسبوع الماضي تسريبات مفادها أن إسرائيل تشترط استعادة جثتي جندييها من غزة لتوقيع أي اتفاق مصالحة مع تركيا.
وأكد يعالون اليوم أيضا أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل استضافة أنقرة قيادة حماس “الإرهابية” في الخارج، مضيفا أن “الأتراك يدعمون حماس ويجب مناقشة ذلك. لست متأكدا من أنه يمكن ترتيب العلاقات مع تركيا”.
خطوات متبادلة
بالمقابل، أكد ديوان نتنياهو اليوم حدوث تقدم في محادثات المصالحة في زيورخ، وأشار إلى بقاء بعض القضايا مفتوحة وأنها ستناقش خلال لقاءات ستعقد قريبا.
وخلص البيان المقتضب للقول “نتطلع لتطبيع العلاقات مع كل جيراننا، وهذه خطوة يجب أن تكون متبادلة”.
ونقل المعلق رؤوفين باركو عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنه تم الاتفاق على كل التفاصيل تقريبا عدا خلاف حول مسألتين مهمتين.
وأضاف باركو للجزيرة نت أن المسألة الخلافية الأولى تتمثل بمطالبة تركيا بوصول سفنها لقطاع غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وقال إن إسرائيل تتمسك بموقفها هذا لرغبتها بمواصلة فرض الحصار البحري على القطاع، وكذلك بسبب معارضة مصر لزيادة التدخل التركي في القطاع.
وأشار باركو أيضا إلى أن المسألة الثانية المختلف عليها تتعلق بنشاط حماس في تركيا، حيت تطالب إسرائيل بإغلاق مكاتبها في إسطنبول.
صفقات الغاز
ويرجح مراقبون أن ازدواجية الموقف في إسرائيل تعكس خلافات واختلافات بالموقف داخل الحكومة الإسرائيلية.
وأوضح السفير الإسرائيلي الأسبق في تركيا ألون ليئيل أن موضوع الغاز المكتشف في إسرائيل يؤثر كثيرا على علاقاتها مع تركيا.
وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن نتنياهو معني جدا بتصدير الغاز الإسرائيلي لتركيا بدوافع اقتصادية، لكن يعالون يتحفظ بسبب نظرته للأمر بمنظار أمني.
وقال ليئيل إن يعالون يتطلع لتعزيز العلاقات مع اليونان وقبرص ومصر بدلا من تركيا، وأنه يضغط من أجل تلبية طلب مصر باقتناء الغاز الإسرائيلي كي تصدره هي لأوروبا، وأنه يرى في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حليفا استراتيجيا لإسرائيل ضد حماس.
وتابع “يعتقد يعالون أنه بحال نشبت حرب جديدة في غزة فلن تستطيع إسرائيل الاعتماد على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعكس اعتمادها على السيسي”.
ونفى ليئيل وجود تقاسم أدوار معتبرا أن حديث إسرائيل بصوتين حيال المصالحة مع تركيا مردّه وجود اختلاف بالتوجهات، كما استبعد استئناف العلاقات بين تركيا وإسرائيل رغم الضغوط الأميركية لأن لمؤسسة الأمنية تناصب أنقرة العداء وتصمم على حصار غزة، حسب رأيه.