كتاب 11

10:11 صباحًا EET

على دمشق رايحين شهداء بالملايين

لا يسع الفرد إلا أن يقف فاغراً فاهه أمام عظمة فخامة الرئيس محمد مرسي الذي يثبت لنا كل يوم حكمة عقله ورجاحة تفكيره وشجاعة قراراته، فبعد شهر من اقتحام المسجد الأقصى وأشهر من ضرب غزة وعقود من المذابح التي عانى ويعاني منها أشقاؤنا الفلسطينيون، هاهو رئيسنا العظيم وبحكمة يعجز اللسان عن توصيفها يقطع العلاقات مع… سوريا! في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث لم تبادر مصر قبل ذلك، على حد علمي، بقطع علاقاتها مع أي دولة عربية.

تقطع مصر علاقاتها مع النظام السوري في نفس الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة الجيش السوري الحر في مواجهة النظام السوري ومن خلفه إيران حسب ما يروجون، إيذانا ببدء الحرب السنية الشيعية التي ستهدم منطقة الخليخ، وسط ترحيب من اسرائيل، الدولة اليهودية التي أخيراً لن تعود نموذجاً شاذاً وسط منطقة يتم تقسيمها طائفياً وعرقياً ومذهبياً وبأيدي أهلها ودون أي تدخل من الكيان الصهيوني. بل على العكس، قد تصبح اسرائيل هي الحكم وحمامة السلام. وعلى دمشق رايحين شهداء بالملايين، فالطريق للأقصى صعب وشاق لا داعي منه، فكيف لنا مواجه واحدة من كبرى القوة العسكرية في العالم بحجة أنها أغتصبت أرضنا. نروح نستشهد في دمشق أسهل طالما لدينا الدعم الامريكي والمباركة الإسرائيلية. أليست هذه أوامر الله أيها الباحثون عن الشهادة؟
ليفخر شباب الإخوان بحكمة أول رئيس منتخب من فصيلهم. الرئيس الذي يصلي كل جمعة في مسجد تحت أضواء الإعلام. استمروا في مؤازرته، فمصر ستنصر الإسلام وستجاهد في… سوريا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أليس ذلك ما تربيتم عليه؟ أليس ذلك ما تعلمتموه في جماعتكم: أن عدونا هو سوريا الذي قام جمال عبد الناصر بالإتحاد معها في محاولة لتضييق الخناق على الدولة الشقيقة اسرائيل؟ هبوا لمواجهة الظلم البين في سوريا، ولا تتباكوا على عقود من قتل وقهر الفلسطينيين، لا تتساءلوا لماذا تشارك اسرائيل في بناء سد النهضة في أثيوبيا، فكل شيء على ما يرام واسرائيل دولة صديقة تربطنا بها معاهدة سلام والسد الأثيوبي لا يعرضنا لأي خطر. لا توجد أية مؤامرة، ومخطط إعادة تقسيم مصر والمنطقة مجرد خزعبلات.
شاءت الصدف يوم الجمعة الماضية بعد أن استمعت لخطبة العريفي التي حث فيها على نصرة "الثورة السورية" أن أقرأ مقالاً على موقع أخبار اسرائيل القومية. لم أندهش من تطابق المحتوى بين خطبة الشيخ السعودي الوهابي وبين محتوى المقال الإسرائيلي التي يشير فيها إلى أن إيران هي المستفيدة من الثورة المصرية التي أضعفت من مصر "السنية" في مواجهة القوة "الشيعية" مما أدى إلى مقتل أكثر من مائة ألف "سني" في سوريا على يد النظام السوري "الشيعي". لم أندهش من التطابق بين خطبة الشيخ الوهابي والمقال الاسرائيلي، فطبول الحرب قد أذن بدقها. فهل ينجح المصريون في انتزاع قرارهم وفقاً لإرادهم الحرة أم تظل مصر في تبعيتها للبيت الأبيض؟
إلى كل من يرفض الاعتراف بفشل نظام الإخوان الذي يجرنا من أزمة إلى أخرى: حوادث قطار، جراد، قمامة، انقطاع كهرباء، ازمات وقود، ارتفاع اسعار، ازدياد بطالة، مقتل جنود، فقدان الدولة لهيبتها عندما يفرض الرئيس حظر التجول على مدن القنال فتخرج في مهرجان وتقيم دوري، الخ، الخ، الخ، الخ. مصر تستحق أن يسوسها خيرة عقولها، والمصريون يستحقون أن تكون رئاستهم معبرة عن إرادتهم. فهل هذه هي إرادة المصريين؟ هل نرغب في قطع العلاقات مع سوريا؟ هل نقبل بازدواجية المعايير؟ هل هذا هو الحق الذي نسعى لاتباعه؟

التعليقات