كتاب 11
كارت احمر….وصفارة!!
في الوقت الذي يقاتل فية الأخوان من اجل البقاء في السلطة ….مدافعين عن انسان فان….يقاتل المصريين من اجل وطن سرق منهم.
في الوقت الذي يسلح فية الاخوان انفسهم بالسلاح من اجل اجهاض ثورة 30 يونيو…يحشد المصريين انفسهم ويتسلحون بالأيمان بالله العلي القدير…وبورقة "تمرد" …وبكارت احمر وصفارة.
في الوقت الذي يهدد فية التيار المتأسلم بأستخدام القوة وبسفك الدماء وبتحويل مصر الي سوريا في حالة اسقاط شرعية خادمهم…اعلن المصريين اعتصامهم السلمي الي ان يتم اسقاط النظام.
ورغم كل هذا…رغم عنفهم…وسلاحهم…وكلابهم….يختبئون كالجرذان…والسلمية ترعبهم…وتمرد …ترعبهم….والكارت الاحمر والصفارة …ترعبهم….وشعب مصر المسالم يرعبهم…
لماذا الجماعة مرعوبة من شباب سلاحهم كارت أحمر وصفارة…. إذا كنتم حكمتم فعدلتم كما تتوهمون…. فلماذا لا تنامون إذا كنتم مقتنعين بأنكم أديتم واجبكم نحو الشعب…. لماذا قمتم بتعلية اسوار الأتحادية .. لماذا تقيمون بروجاً مشيدة للاختباء بها؟…….هناك بالفعل حالة من الأرتباك في صفوف الجماعة .. ويتوزع شعور أفراد الإخوان ومواقفهم حيال يوم 30 يونيو ما بين الخائفين من مواجهة الشعب، والمشفقين على مصير الجماعة. لقد كانوا فى غنى عن كل هذا، لو أحسنوا الإدارة، والتزموا بشعارهم الذى تاجروا به طويلاً وهو "مشاركة لا مغالبة".."الاسلام هو الحل"…و"نحمل الخير للجميع" ….وفي المقابل هناك قلة تدفع فى اتجاه العنف والانتقام، وترى أنها لحظة حاسمة يجب أن تكون اللافتة المرفوعة فيها هى «نكون أو لا نكون»، ويغذى هذا الاتجاه وينفخ فيه بعض منتفعى «الجماعة الإسلامية» ممن تربوا على العنف .
إن الكثيرين يعقدون آمالهم على الأسابيع المقبلة وما يمكن أن ينجم عنها من تطورات قد تعيد رسم الخارطة السياسية والاجتماعية فى البلاد مجدداً، وهنا يمكن التوقف أمام عدد من الملاحظات أبرزها: إن القوى الوطنية أصبحت على يقين من أن المعركة القادمة أصبحت مصيرية، وأن فشلها فى الحشد الجماهيري فى ميدان التحرير وبقية المحافظات من شأنه أن يرسخ وجود دولة الإخوان ويدفع الجماعة إلى فرض المزيد من الهيمنة والسيطرة على جميع المؤسسات وتفكيكها إن استلزم الأمر ذلك…كما ان إن هذا الفشل سيؤدي إلى إحباطات جماهيرية عارمة، وسوف يدفع الكثيرين إلى فقدان الأمل فى التغيير السلمي وفق سيناريو ثورة الخامس والعشرين من يناير، مما يدفعها أيضاً إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة، وهو أمر سوف يصب لمصلحة الجماعة التى تخطط للسيطرة على البرلمان المقبل لإصدار القوانين التى تخدم مخططاتها الآنية والمستقبلية؛ لترسيخ بقائها فى حكم البلاد لعقود طويلة من الزمن.
إن الحشد الكبير المتوقع حدوثه سوف يعني أيضاً رسالة هامة للولايات المتحدة وبعض القوى الغربية التى تقف سنداً خلف جماعة الإخوان وكان لها دورها فى مساندتها للوصول إلى السلطة فى مصر وعدد من البلدان العربية الأخرى، وأظن أن ذلك من شأنه أن يدفع هذه القوى إلى مراجعة مواقفها، خاصة بعد أن أدركت عن يقين أن خياراتها كانت خاطئة فى فترة سابقة.
الأيام المقبلة حاسمة يزيد من اشتعالها أزمة اقتصادية طاحنة وعودة للأساليب الأمنية السابقة، وصلف وغرور وتفريط فى مقدرات الوطن ونهب وسلب وظلم وديكتاتورية واعتداء على السلطة القضائية وجميع مؤسسات الدولة، وكل ذلك بالتأكيد سوف يرسم -أراد البعض أم لم يرد- خارطة جديدة لطبيعة الصراع بين شعب يعاني ويتطلع إلى الأمن والحرية ولقمة العيش، ومحتل يسعى إلى اختطاف الدولة كاملة وتأميمها لصالح التنظيم الدولي للجماعة وأهدافها….فوحدوا الصف……………….!!
Rania_hefny@hotmail.com