“فناني اللقطة الواحدة” : محمد كريم .. اسم سيظل محفوراً في وجداننا

وأضافوا "أتي سريعاً بشكل خاطف.. كالوميض.. وذهب سريعاً..وخطف قلوبنا معه.. شخصية طيبة لها حضور.. من خلال ابتسامة من القلب تعبر عن كل المشاعر الجميلة.. وموهبة متميزة.. استطاعت اثبات نفسها ضمن مواهب اللقطة الواحدة في وقت قصير، وتمكنت من أخذ مكانها في مقدمة الصفوف.. شارك معنا كريم في أول مشوارنا.. فظهرت لمساته الرقيقة.. والقوية معاً.. في عرباته الشعبية..شاهدنا رهافة حسه في مراكب الجزيرة، أما إحساس الحارة الصادق، فقد رصدته أنامله بلمسات أكثر نضجاً في حويط ثم في كوبري القبة، أما نهاية مشواره القصير زمناً.. الثري قيمة وأعمالاً، فقد كان في لقطة العرائس الغنية بألوانها.
ترك كريم فينا الذكرى.. تفوح من إبداعاته التي برع فيها مستخدماً خامة الباستيل.. خامته المفضلة.. بجانب تمكنه في خامات أخرى كالزيت والمائيات.. واختلطت ذكرى الإبداع بذكري المواقف الإنسانية ولفتاته الأخوية لكل لقطاوي.. الآن وبعد مرور ما يقرب من سبع سنوات.. نتذكره وكأنه تركنا بالأمس.. يضحك معنا.. ويبتسم من القلب..لم يتركنا كريم لأنه.. داخل كيان كل منا.. من يريد رؤيته فلينظر في عيني أمه أو يطالع وجه أبيه.. أو يتأمل لوحاته التي مازالت شاهدة على إبداعه، وعلى حرصه الدائم على الاجتهاد والوصول فيها إلي المزيد من الجودة والإتقان.
حينما علمنا بخير غيابه عن دنيانا.. أصابتنا مساحة من الذهول التام، وعدم التصديق.. فقد كان للتو معنا.. حماسه وحيويته كانا يسبقانه دائماً، وضحكته ملأت الدنيا بهجة، وابتسامته لم تكن لتفارق وجهه أبداًً.. فجأة.. ذهب كل ذلك، وهو في بداية مشواره الشاب.. المقبل على الحياة.. الباحث عن كيانه.. وعن مستقبله.. توقفت دقات القلب.. لكن لم تتوقف أبداً ذكراه بيننا.. لم ننسه أبداً، وكأنه كان معنا بالأمس.. نحتفل هذه الأيام بمرور عشر سنوات على بداية لقطتنا العزيزة ونتذكره كأحد الذين رووا البذرة في مهدها، ووضعوا أولى اللبنات.. فلأجلك منا كل دعاء وتضرع إلي ربنا بالرحمة والغفران.. ونتمنى منه سبحانه وتعالي أن يرزقك السعادة التامة والدائمة في جنة الخلد بإذنه، وأن يجمع بيننا في خير دار بمشيئته ورحمته".
اللقطة الواحدة