مصر الكبرى

10:36 صباحًا EET

نسرين المنياوي تكتب : أن تفوز مصر

أى تبرير ذلك الذى يستحضره من يزيفون الوعى ، معتادى الفوز بالتزوير .. من لابعرفون حدودا ، عند حماية مصالحهم ، بين الحق والباطل.. وأى تبرير يسوقه من يختارهم ؟ ..  أى ضمير غائب !

وأى دين ذلك الذى يستدعيه من يظن أنه يختار قوما يؤمنون أنه إما أن يحكموا هم أو أن الدين قد أهدر .. لقد نسوا جميعا : ولا تزكوا أنفسكم !!
أى درجة من الوعى تلك التى يحتاجها الأمر كى يصل الطرفان معا إلى حقيقة أن صدامهما الآن خيانة لمصر ، مصر الناس والتاريخ والأرض والشجر والنهر . ..
كم هى الخسائر التى تقنع الطرفين أنه كفى ! ومن يدفع الثمن ؟
أى لحن ذلك الذى يجب أن يتعلم  كل من الفريقين عزف نغماته على تلك الأوتار المشدودة بينهما حتى لا تكون النتيجة نشازا فى نشيد الوطن ؟
أينما كانت مصالح العباد فثم شرع الله ..
للإخوان أقول : نعم الحرب خدعة .. لكن فى مواجهة الأعداء الخارجيين وليس مع بنى الوطن ! نعم أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، لكن نصرته ظالما واضحة وضوح الشمس ؛ بأن تبصره بالحق .. لاتكونوا كالنازيين تستعلوا بفرقتكم على الناس ولاتكونوا منافقين تخلفوا العهد ووتتولوا يوم الزحف لقد فعلتوا ذلك من قبل فهلا صدقتكم أن هذا كان عليكم وبالا أم ليس بعد ؟ كم من الضحايا والتضحيات تلزمكم كى توقنوا أن وسائلكم فضائح مخزية لاتقود إلا إلى هزائم ؟ كم من الوقت لتتعلموا وتجنبوا أنفسكم والبلاد تضحيات أكثر ؟ هناك أكثر من إجابة صحيحة لنفس السؤال .. مساحات التفاهم بين الناس واسعة فلا تضيقوها وأنتم تعلمون .. فلا تزيفون الوعى الدينى للبسطاء أو لمتبعيكم بغير علم ، فسوف تحملون وزرهم مع وزركم .. أى دين وأى خشية من الله تسمح لكم بفعل ذلك ؟
للعسكر أقول القوة تحمى الحق .. لكن حق الأمة عليكم أن ترعوا حقوقها لا مكتسباتكم ! وأنتم راع ومسئولون أمام الله أولا ثم أمام بنى وطنكم ثانيا إذا ضيعتموها ! وأقرأوا التاريخ واستحضروا أنه من الأفضل أن تبقى بعض المكاسب بدلا من تضييع كل التاريخ والاحترام  أمام أمة لن ترضى الظلم مرة أخرى .. وشباب لم يعد لديه ما يخسره .. والمثل القريب حاضر أمامنا ومن حولنا أمثال  لم تذهب بعد من الأذهان والوجدان .. استبقوا مابقى من عزة تاريخ قواتكم المسلحة واستحضروا أنكم أمناء على هذا البلد ومدينون له ولجيشه بالكثير .. فهو من أوصلكم إلى ما أنتم عليه الآن . وتذكروا أن المزيد من الضغط والمزيد من اللامبالاة .. أدت فى كثير من الأحوال إلى الانفجار .
للفريقين أقول : هاكم الفرصة الأخيرة  ، خالفا كل التوقعات ، توقعات الخائفين على مصالح الوطن أو المتربصين به أو حتى الشاخصين بأبصارهم لايستطيعون فهم المشهد ولاتفسيره.. إثبتا للناس كافة .. بل لضميرى كل منكما   .. أنكما لازلتما بشر .. تشعران بآلام الناس ومخاوفهم .. تتذكران الخالق وتخشيان أنه يراكما.. برهنا أنكما تشعران بالمسئولية تجاه الوطن .. الوطن كله وليس فريقيكما فقط ، اثبتا أنه رغم كل التحديات الذاتية والمحيطة أنكما تستطيعان تجاوزها جميعا وأن تغَّلبا الواجب ، اجلسا معا ومعكم باقى ممثلى الوطن من قوى وطنية ممن يختلفون مع فريقيكما ، إجلسوا معا بقلب سليم ، لوجه الله والوطن .. استحضروا جميعا فطرتكم السليمة .. التى لابد أن تظل منها بقايا ، مهما طغت غفلة السلطان وشهوة المال.. فقد تكون هذه الفطرة السليمة هى طوق النجاة للوطن ولكم معا ! إرسموا جميعا خارطة طريق جديدة للوطن .. ليتذكر لكم أبناء الوطن أنكم كنتم سبب رأب الصدع لاشق الصف .. لتضربوا المثل لأجيال الثورة من الشباب فى حقن الدماء ولم الشمل وتكريس نقاط الاتفاق ونبذ الفرقة .. وتوحيد روافد الأفكار والآراء البناءة لتصب جميعا فى نهرمصالح الوطن ، فتروى ظمأ الناس للمشروع وثماره بتعاون كافة الأطراف فى بناء كيانه وحصد نتائجه .. ليكون معلوما للجميع أن النصر سيكون إما للجميع أو لا أحد .

التعليقات