كتاب 11

08:04 صباحًا EET

هدير السنباطي ..حفيدة السنباطي ترث جيناته!

كلنا في حاجة إلى إستراحة المحارب من جنون الأحداث السياسية المتلاحقة ولايوجد مهرب ولاملاذ أروع ولا أجمل من الموسيقا والغناء..قادني إرهاقي من صخب السياسة إلى صفحة على الفيسبوك للمطربة الصاعدة بسرعة الصاروخ "هدير السنباطي" حفيدة عملاق من عمالقة زمن الفن المصري الجميل الموسيقار الكبير"رياض السنباطي"،فاستمعت والفضول يملأني إلى صوتها في أغنية "الأماكن" للمطرب الخليجي الشهير محمد عبده، فهالني تمكنها الشديد وبراعتها في أداء هذه الاغنية الصعبة التي يهرب من آدائها المطربون المحترفون حتي لايكشف فقر موهبتهم وضعف حناجرهم المعالجة بالأجهزة الحديثة الخافية للعيوب الصوتية في تسجيلاتهم لأغانيهم،فالصعوبة تتبدي في اللهجة واللحن معا وقد أدتها "هدير السنباطي" بسلاسة شديدة ودون الاستعانة بفرقة موسيقية أو آلة إيقاعية حتي!!!! وجاء صوتها ساحرا أخاذا وإحساسها مرهفا قريبا من قلب المستمع! أعجبني أيما إعجاب هذا التحدي الصارخ والثقة الشديدة التي أبدتها "هدير" في اختيارها لهذه الأغنية الصعبة والناجحة جدا بصوت القدير محمدعبده،لتكتسب رصيدا كبيرا لدي مستمعيها الجدد الذين بهروا بحلاوة صوتها وروعة آدائها وتمكنها العالي من نمنمات الغناء دون هفوة،فانهالوا عليها في تعليقاتهم بأجمل عبارات الثناء والتشجيع الذي نعده تصفيقا حادا بلغة النت…

مما دفعني للكتابة عن صاحبة هذه الموهبة الفذة والصوت المائز فالتعليق على صوتها في أرض الفيسبوك الضيقة لايفيها حقها من الإشادة التي تستحقها عن جدارة ودون أدني مبالغة فهي بحق _من وجهة نظري الخاصة_ صوت مصر القادم المرتقب ! لذا ينبغي على المشتغلين بالحقل الفني ممن يبحثون عن المواهب الشابة الجادة المسارعة إلى تبني هذه الحنجرة الماسية التي تجري جينات الفن الأصيل في عروقها من جدها العبقري…فحبها للغناء بدأ منذ نعومة أظافرها وهي طفلة لاتتعدي الثامنة من عمرها اكتشف والدها المرحوم"حسن السنباطي" الإبن الأكبر للسنباطي الكبيرموهية "هدير" وحاول أن يساعدها لتشق طريقها إلى عالم الفن فألحقها بأكاديمية الفنون لتدرس بالمعهد العالي للموسيقا العربية علوم الموسيقا والغناء حتي تصقل موهبتها وتتمكن من أدواتها الفنية بالعلم …ثم بدأت في انتاج أولي أغنياتها "لو مكاني" و"عشمي في الله" وقد لاقت نجاحا مقبولا من المتلقين ،إلا أن وفاة والدها قد أسقط في يدها ففقدت المشجع والمعجب الأول والمكتشف الأول لموهبتها ناهيكم عن سندها الحقيقي في الحياة!! وهي تحمل الآن على عاتقها تكملة المشوار الذي بدأته مع والدها حتي تحقق حلمه لها وحلمها أيضا في أن تتبوأ مكانة مرموقة وتصبح نجمة من نجوم الغناء العربي،وهي في هذا لاتعتمد على شئ سوي موهبتها وصوتها الرائع وفقط!!! لاتستغل رصيد جدها عند الجمهور المصري والعربي بل تريد أن تظهر شخصيتها الفنية المستقلة. وكنت قدقرأت تصريحا لها في أحد اللقاءات أعربت فيه عن توجهها الذي رسمته لنفسها في أن تعيد بغنائها زمن الفن الجميل وهي من تغنت بأغاني كوكب الشرق "أم كلثوم" وتدربت حنجرتها عليه ونمت أحاسيسها منذ الصغر…"هدير السنباطي" بحق أعدها كروان الشرق المنتظر يبقي أن يتلقف هذا الصوت المبهر الملحنون الأفذاذ ليخرجوا بألحانهم الجميلة أقوي نبراته وقراراته وجواباته لوضع اللمسات الضرورية لإبراز الشخصية المائزة الكامنة في صوت "هدير"! فمصرنا بحق "ولادة" نحتاج فقط لمن ينقب عن الدرر والجواهر الفنية وجليها وتقديمها لننعم ببريقها !!
 

التعليقات