كتاب 11
ثوابت امريكا والإخوان
فيما يتعلق بالموضوع المثار الآن ؛ عن أمريكا وحكم الاخـوان ، وإن كان لي أن أقول شيئا فهـو رؤيتى بأن الأمــر لايقتصر على حكــم أمريكا والاخــوان فقط ؛ بل ينصب على حكم مصر بغض النظرعمن يتولي مقاليـــد هذا الحكـم بشكل خاص ؛ وحكم المنطقة العربية بشكل عام ؛ بغية الحفاظ على مصالحها ومصالح طفلها المـــــدلل (اسرائيل ) !!
بادىء ذى بدء .. لابد ان نتفق على أن الكثيرين يعولون على أن الجيش هو المنقذ من طغيان وجبروت "الأخوان" ؛ بعدما أثبتت الأيام انهم قد عصروا ليمونا دون طائل على أنفسهم ؛ للقبول بحكم أبسط مايقال عنه أنه مخيب لكل الآمال بعد ثورة عظيمة .لذا فالاحباط حجمه بحجم التوقعات الايجابية والرغبة في جني قطوف الثورة بعد طول انتظار لنسمة هواء الحرية ورغد العيش ؛ بعيدا عن فساد حكم تخلصنا منه ؛ لنبدأ عصرا جديدا أول مرة نجرب أن "نختار" رئيسنا دون أن "يفرض "علينا !!
ومن هنا بدأت المأساة التي نعيشها الآن ؛ من جراء "سوء الاختيار " لكوننا عديمي الخبرة ، حتي ساستنا أخفقوا في الاختيار مثلنا تماماً ؛ والمفترض أنهم الاكثر حنكة ودراية ، والآن يجاهرون بندمهم حيث لا ينفع الندم!! فلقد أثبتت الأيام إخفاق كافة الحلول السياسية التي تبناها كبار الساسة أو النخب ، أو ماجت بها حركة الشارع من المعارضين . فمن الطبيعي ان تتجه الانظار إلى "سوبر مان" مصر الجيش بقوته واسلحته وعتاده ؛ والذي يراه الجميع القوة الرادعة الوحيدة التي تستطيع ان تبطش بالاخوان وتسقط حكمهم ؛ لكن "هيهات" أن يحدث هذا ؛ طالما أن أمريكا لاتقره ولاتبارك هذه الخطوة .. وهو السبب الغائب عن الاذهان ؛ ونؤكد على سبب كون الجيش ليس خيارا مطروحا لانقاذ البلاد كما يتراءي لنا !! فالظاهر للعيان ؛ ان كل مايدور على الساحة السياسية بمصر مرهوناً بالرضا والمباركة الامريكية ؛ وإلا فلا مجال لتحقيقه على أرض الواقع . فأمريكا تري حتي الآن .. أن الأخوان لايشكلون تهديدا لمصالحها ومصالح اسرائيل ؛ لذا لايعنيها من قريب أو بعيد رغبات الشعب المصري ــ وإن أعلنت غير ذلك ــ من تعاطفات ؛ لاتعدو أن تكون كلامية لا أكثر ولا أقل؛ ورفضه لوجود الحكام الجدد أو معاناتهم من شظف العيش وتفاقم هائل لمشكلاتهم ؛ وتراجعنا وتقهقر المجتمع إلى الوراء على كافة الأصعدة ونقص الحريات ومحاولة تقويد الإعلام؛ كتوطئة لتكميم الافواه…….. إلخ ؛ دون أن تلوح في الأفق بادرة أمل واحدة ترطب جوف المصريين الملتاع المكتوي بنار الأسعار ونقص الاحتياجات الأساسية ، وتلبية المطالب الفئوية الملحة في قطاعات الدولة في ظل وجود قيادات مؤهلها الوحيد هو انتمائها للجماعة الحاكمة ؛ دون أدني دراية بتبعات وحساسية مناصبهم ؛ فتزداد الأمور تفاقما بمرور الوقت .. ولانجد منهم الا إعلاء لسياسة "تبرير الفشل "بمنأي عن الاعتراف بالأخطاء .
وبطبيعة الحال واشنطن تعلم بحجم معاناة المصريين ؛ لكنها تقابلها بهز الاكتاف غير عابئة ؛ طالما حرص الأخوان على الانصياع لكل أوامرها لنيل الرضا !! و كلنا رأينا أن ( مبارك ) نفسه عندما تخلت عنه أمريكا هوي سريعا ؛ وتلاشي نظامه وأصبح نزيل السجون في غمضة عين !! فهذه العبرة نصب أعين النظام الحاكم الآن .. يفعلون مايريدون ؛ لكن مصالح أمريكا واسرئيل لديهم خط أحمر ، ومن أهم ثوابتهم التي تقابل ثوابت واشنطن ، وكل يراعي ثوابته لدي الطرف الآخر في تناغم دون مساس يبقي الحال علي ماهو عليه !! وسيظل المنقذ الوهمي "الجيش" بعيدا عن المضمار للإبقاء عليه كقوة معادلة في صراعات اقليمية ؛ في مواجهة ايران كما يعلم الجميع من جراء الأحداث المتتابعة ؛ وعن تحركه داخليا لإسقاط النظام الحالي ..فلينتظر المنتظرون !