مصر الكبرى

11:19 صباحًا EET

“قلم وصاية” : طيب ادينى امارة!

"مصر أعظم دولة فى العالم و شعبها اعظم شعب!" بس بأمارة ايه يا عم الحاج؟يمكن ببساطة لانها بلدك؟! تفتكر؟ يمكن مش بطريقة حسين فهمى فى فيلم "مافيا" و لا طبعا علشان الاهرامات و الحضارة و جو خفة الظل ده (اللى بقى فاتحة فى "القلش" شوارع، منذ محاكمة المنيل على عينه!)

تونس مثلا ليس لديها نصف هذا و هى الدولة السياحية الاولى عربيا! و لا هو كلام علشان نتنطط على كل دول المنطقة؟!يمكن هى علشان مصر عندك، زى – عدم اللامؤاخذه – مامى و بابى! و لا علشان هى مثلا البوم ذكرياتك "اللايف" لك و لاصدقائك و حبك الاول الفاشل؟ يا فاشل!و لا يمكن هى سببها – بصراحة – الرحلات و الالغاز و هى النكت الجميلة و الطعام المسبك؟ و لا رائحة النعناع كل جمعة بعد صلاة الجمعة الناضحة من اذرع بائعى النعناع الذين يتساقطون على كتفك كالفراش و انت خارج لتوك من صلاة الظهر، و انت تصل رحمك سواء بأجدادك او باصدقاء طفولتك البائسة! بصراحة ده اهم سبب (انا مش جاى لى مزاج فى هذه المقالة ان اغنى "فيها حاجة حلوة"..لا تقلق!!) او بلغتنا الجميلة – التى هى يسر لا عسر – هو ام الاسباب! واخد بالك؟ ام الاسباب! طيب فاكر البت اللى كانت عينيكم كلكم – فى المدرسة – هاتتطلع عليها و معظمكم ظل يحلم بها إلى ان تزوجت فى الـ19 من عمرها، اللطخ اللى اسمه الشفرى عند الشلة "ابن المحظوظة" او "ابن الذين"؟فاكر لما شفتها صدفها فى السوبر ماركت بعدها بـ10 سنوات، ثم سجدت لله شكرا عندما عدت لمنزلك لان الله انقذك من هذه البقرة القصيرة، و ضحكت على "ابن المنحوسة" اياه، الذى تزوجها؟فاكر اصدقائك الاعزاء، اللى على الاقل نصفهم عملوا معاك "السليمة" بندالة غريبة، لم تعرف ترجمتها إلى الان؟كواحد يتوجب عليه لعب دور الواثق من نفسه حتى النخاع "اووول ذا تايم" و دور الراااجل اللى مش مان مثلا و العياذ بالله (رغم انك تستعذب قولها!)، لابد انك مررت بقصص حب فاشلة حتى بعد الحب الاول و تظاهرت "و نجمت كثيرا" بعدم الاكتراث كنوع من تقمص دور القوى اللى عايش و بيتعايش! يمكن لانك تربيت على "اجترار" احزانك بمصل لمحمد فؤاد او محمد منير و ربما بحمادة هلال و ربما نجح على الحجار او هانى شاكر ان يجعلوك "تمزمز" احزانك كما نذروا انفسهم ان يفعلوا! تلك المرثية هى شئ مصرى خالص، دفعتك إلى محاولة كتابة الشعر الرخيص او الاغانى الدرجة الثانية و انت لا تزال للان تتفاخر بهذه "السرسجة" الابداعية! و هو شئ له علاقة بثقافة البلد او لعلاقتك ببلدك اللى فيه كتير مننا بيكره كتير قوى منهم! حاجة زبالة!كم مرة هززت رأسك و انت تستمع إلى شيرين عبد الوهاب مثلا (برغم من تآمرها المبكر للولادة بامريكا حتى "يفلت" جنينها من الخدمة العسكرية و العياذ بالله!) ثم دلكت ارنبة انفك شاردا متمنيا ان تكون دبى عاصمة مصر و مقديشيو عاصمة كلا من الامارات و السعودية معا!طيب لماذا يوصيك الله بأهلها خيرا، برغم انك – فى اصفى ساعات يومك- تتمنى فناء نصفهم..فقط؟انت تحب نفسك و تحب بلدك، الا ان شئ من الاثنان يتغلب، حبك لنفسك على البلد او العكس او ان تتعادل الكفتان!طيب الا تمتعك دراما ان كل هولاء الدعاه و المشايخ و القساوسة يؤكدوا بكل عنف يوميا ان ماتواجهه هو ضريبة على كل حى، حتى فى سويسرا؟ هولاء المغتربين – الذين يعيشون فى جحيم (يا حرام!) و المهددين بالطرد فى كل ثانية، قد انجب معظمهم طفلان و اشترى اغلبهم سيارة المانية فارهة فى خمس سنوات فقط- يتمنون العودة لمصر و يحسدونك على الدفء الاسرى بينما انت مازلت تتشكك فى وجود شئ فعلا اسمه الجنس؟الا تلقنك هذه البلاهة دروسا قاسية فى الحياة و تعطيك مصلا عنيفا فى حكمة الدنيا؟احنا يا رجال، عايشين فى دراما كبيرة، تختلط فيها الكوميديا السوداء بأفلام الـ"سايكو دراما" و اسم هذه التحفة هى "مصر" و التذكرة هى "عاطفة الحب" لهذا الفيلم، حتى لو كان فيلم رعب سيورثك كوابيسا!
هذا فيلم تشاهد فى مشاهده الاولى – اللى بالابيض و الاسود – زملاء الصبا و فى وسطه افيهات مهرجين التلفزيون المصرى الدرجة التالتة (تلفزيون بلدى البلدى!) من اول الاعلانات المحمضة حتى قارئى النشرة "المخشبين!" طيب ايه معنى هذا التكالب فى المحاكم لحفنة من المحامين بعضهم اغرق شعره فى الجيل و العطور للدفاع عن آل مبارك و صحبه فى محاكمة القرن؟هو حب ظهور..تهبيل و تعبيط طمعا فى الشهرة الدولية السريعة، و لو ظهورا بمظهر المدمنين؟ هنا برضه حب..حب الذات، و ملعون ابو القضية! لو هاتكسب من غير ما اطلع انا و اطلع جامد كمان؟ ما الحياة صعبة يا برنس! هذا ما نجح فيه حاكم مصر! ابعد الام عن ابنها و اثبت له كم هى ناكرة للجميل و تكره اولادها!فى اواخر العهد "البائض" السابق..كثر المهمون جدا، فأصبحوا بالمئات بعدما كانوا – مثل اى دولة – بالعشرات..و النشطاء اصبحوا بالالافات..المدونون بعشرات الالاف، و الاعلاميون و المراسلون بقى وصلوا لمئات الالاف! ثم اصبحت قراءة (شتائمهم) للجميع..مكتبة انا الحكومة..انا الحكومة! هذه المسرحية الممسوخة يظهر فيها 500 بطل، لا يفقه المشاهد لها شيئا و اللى متضايقنى ان كل ما اضرب لك مثل، تنفيه بمثالية و نموذجية غريبة! انى و معى ملايين لا نعرف احدا غير مجروح فى تاريخه!
ان المصطنعين و هم ايضا بالملايين يحتكرون لنفسهم –واحد واحد – لعب دور قائد الجماهير الوفية! ترى هل انوب عن رفاق المقهى فقط مثلا؟ الا اجد مثلا 10,000 نسمة ( و هو عدد قليل جدا) لاتكلم بإسمهم؟ليه بلدنا اعظم بلد؟ هى اعظم بلد..لحبك فى قومها (قومك) اللى لو كان لك قوم غيرهم و بلد غيرهم..كنت شفتها و شفتهم..برضه اعظم ناس..صدقنى هو نوع من الحب الجماعى النبيل و الفطرى و الذى ليس له اى مرجعية مادية او معنوية..مهما كانت انجازات بلدك..هناك من تجاوزها بكثير..و حبك لبلدك..هو جزء من حبك لنفسك..الا انه اكثر سموا و صحة بكثير جدا..

التعليقات