مصر الكبرى

11:44 مساءً EET

سؤال إلى الرئيس القادم

 
جاءت الأحكام على مساعدي العادلي صادمة للمجتمع المصري على الرغم من اتساقها مع مسلسل براءة ضباط الداخلية من قتل الثوار. بيد أن ما يثيرني هو توقيت جلسة النطق بالحكم.

لماذا لم يتم تأجيل النطق بالحكم لما بعد انتخابات الرئاسة فالمستشار رفعت مستمر في عمله إلى نهاية العام القضائي في 30 يونيو 2012؟ كان الحكم متوقعاً وله مؤشرات عديدة، ورد الفعل على الحكم كان أيضاً متوقعاً، فهل الهدف هو استثارة الناس وتوجية اهتمامهم وغضبهم بعيداً عن انتخابات الرئاسة؟ كان سلاح الثورة الأكثر ردعاً هو قدرتها على الحشد. فهل فقد هذا السلاح مع كثرة استخدامه فعاليته، بل وأصبح يُستخدم لضرب الثورة؟ وماذا ننتظر بعد الضربة القادمة يوم 14 يونيو عند البت في الطعن في قانون العزل السياسي؟ مزيد من الغضب واستنزاف الطاقة؟ لماذا لم يتم البت في قانون مصيري للدولة المصرية حتى الآن؟ وكأن الهدف هو ضمان استمرار حالة عدم الاستقرار. أو كأن الهدف هو إلهاؤنا عن التفكير في انتخابات الرئاسة، وهي أولية الساعة، لتفادي طرح الاسئلة الصحيحة. لماذا ينتابني شعور وكأننا فئران تجارب يتم وضعها في حالات استثارة لمراقبة ردود أفعالها؟
في جميع الأحوال، أرغب في الخروج من حالة التمحور حول الذات كي أطرح سؤالاً على الرئيس القادم، فنحن لسنا الأطراف الوحيدون في لعبة الإنتخابات الحالية. سؤالي هو التالي: أصبح واضحاً لإسرائيل أنها لا تستطيع الاعتماد على مصر الثورة لتوفير احتياجاتها من الغاز كما لا يخفى على أحد توجه اسرائيل للسيطرة على الغاز في المياه الإقتصادية من لبنان إلى مصر وهناك بالفعل مشكلات بين اسرائيل وتركيا ولبنان وقبرص في هذا الشأن. لن اسأل عن أسباب تقاعس الدولة في التنقيب عن الغاز في مياهنا الإقتصادية حتى بعد الثورة وعن استمرار مصر في الاعتماد على شركات أمريكية في التنقيب، لكن سؤالي لرئيس الجمهورية القادم هو هل "تستطيع" حماية حق المصريين في مياههم الإقتصادية أم ستستمر في سيناريو الإلهاء في مواجهات داخلية بهدف تمرير اتفاقات دولية تفقدنا حقنا في ثرواتنا الطبيعية؟ نحن لا نتعامل مع أغبياء بل مع دوائر ذكية من المصالح الداخلية والخارجية تضم دول وشركات عملاقة، وأعتقد أن ذوي المصالح الخارجية تعلموا درس الثورة جيداً وستكون قبضتهم على ثرواتنا حديدية في حالة تمكنهم منها. سيادة الرئيس القادم، في أي صف ستكون؟ عن أي مصالح ستدافع؟ وهل تملك القدرة والكفاءة والخبرة اللازمة؟
على الرئيس القادم أن يكون أميناً على مصر و"قادراً" على حماية ثرواتها ويملك الحنكة اللازمة للإنتصار في ملعب الكبار. لا يتبادر في ذهني سوى أسم واحد متخصص في القانون الدولي وأثبت كفاءته في التعامل في قضايا دولية دقيقة ومتشابكة، غير أنه خارج دائرة السلطة ولا يتوقع أن يدخلها مع الرئيس القادم.
أيها السادة المرشحون، كفوا عن تصدير الأحلام لنا. كونوا أمناء مع أنفسكم ومع وطنكم. مصر تحتاج خطة استراتيجية واضحة وواقعية ودقيقة وفقاً لمعطيات الوضع الراهن وأزمات المستقبل القريب. مصر تحتاج كفاءات من الطراز الرفيع. اتقوا الله فينا.

التعليقات