مصر الكبرى

08:25 صباحًا EET

قراءة في ملف الثورة الأيرانية

قامت الثورة الإيرانية عام 1979 لتكون الثورة الشعبية الأولى والكبرى فى النصف الثانى من القرن العشرين، وقد قام بها كل الشعب الإيرانى ضد الإمبراطور وأعوانه، وهو أمر يشبه إلى حد كبير ما حدث فى الثورة المصرية، ففى الثورة الإيرانية اشتركت التيارات الإسلامية الشيعية والبرجوازية الإيرانية والطبقة المتوسطة والطلاب بجميع طوائفهم، واشترك فيها التيارات الليبرالية واليسار الإيرانى بجميع طوائفه وكذلك أقليات وأعراق كثيرة موجودة فى إيران. واستلهم الجميع روح الخومينى الزعيم الروحى الذى كان لاجئاً فى فرنسا فى ذلك الوقت. تم استخدام المنابر والمساجد في الدعاية وللتأكيد علي ان من ينكر ولاية الفقية كمن ينكر وجود الله.

وبعد نجاح الثورة كان أول رئيسين للوزارة هما من الجناح الليبرالى للثورة وكان مشهوداً لهما بالكفاءة والنزاهة ومعارضتهما المستمرة للشاه قبل الثورة ولكن بعد فترة من الوقت وكما حدث فى ثورات سابقة أكل الثوار بعضهم البعض واستأثر بالسلطة التيار الإسلامى، وأعلنت الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وأنشأ الشباب الشيعى ميليشيات شعبية بدأت في ارهاب الشعب الأيراني نفسة.
قامت الثورة الأيرانية قامت على أكتاف كل التيارات السياسية.. ثم ركبها التيار الإسلامى وحده…هذا و تنص المادة الخامسة من الدستور الإيرانى على أن ولاية الأمر، وإمامة الأمة فى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فى زمن غيبة الإمام المهدى تكون في يد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية..كما ينص علي ان المرشد الأعلي لة جميع الصلاحيات "الغير محدودة" ومنها انة يكون رئيس للسلطة القضائية والقائد الأعلي للقوات المسلحة ولة صلاحية اعلان الحرب ان اراد ..كما انة رئيس موْسسة الأذاعة والتليفزيون وهو الرجل الأول والأخير والمالك الوحيد لمقدرات الشعب ولا تصح مراجعتة ابدا. وبالتالي يتضح ان جميع موْسسات الدولة وسلطاتها تكتسب شرعيتها من شخص المرشد وليس العكس.
وبالطبع حتي يصل الحاكم الي هذة الدرجة كان علية ان يقوم بتصفية كل التيارات السياسية التي شاركت في الثورة بعد اتهامهم بالكفر والخيانة والعمالة بل وقد تم اصدار احكام اعدام فورية لأي صوت ثوري ولم يتبقي علي الساحة سوي التيارالديني المتشدد.  وايضا تم اضطهاد الاقليات خاصة الكردية والسنية وكذلك الاحواز ذو الاصول العربية مع تصفية كل رموز الاصلاح .
ومن هنا يتضح ان الشعب الأيراني الذي ثار يوما وكان مطالبا بالعدل والمساواة اختار التيار الديني ….الشعب الأيراني اختار ظل الله علي الأرض لأنة كان يمثل لة قمة العدل …وكان يمثل لة الوسيلة الوحيدة للتخلص من حكم الشاة الديكتاتوري ….وفي النهاية تحولت الثورة الأيرانية الي ثورة اسلامية وذلك بعد عام واحد فقط من وصول الخميني الي طهران قادما من باريس.
    الحقيقة  أن كلمة الديمقراطية فى إيران هى خيال ووهم كبير وأى معارض يُقْهر بالحديد والنار والتعذيب. والنتيجة ليست كما يعتقد الكثيرون     
فإيران الغنية بالبترول وبشعب عظيم له تاريخ وحضارة لم تستطع أن تتقدم للأمام، لقد حدث بعض التقدم فى السنوات الأخيرة ولكنه محدود بأجزاء فى
العاصمة فقطً، وما حدث للشباب فى إيران فى القرن الواحد والعشرين هو كارثة بكل المعانى..فالديكتاتورية هنا تم ممارستها بأسم الدين…والسوءال ايستطيع احد ا يعترض علي حكم الدين …ايستطيع احد ان يعترض علي قرارات ظل الله علي الأرض؟…..بالطبع لا…
 أن نظم الحكم الإسلامية هى مثل كل النظم الأحادية فاشية وقاهرة للشعب ومانعة للتقدم و الان تعاني ايران من نتاج اختيارها…تعاني علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والادبي والثقافي بعد ا اصبحت كل مقدراتة بيد فرد واحد يمثل دولة المرشد التي لن تسقط الا بعد اراقة بحور من الدماء….
سوءال اخير –ايذكركم هذا المشهد بشيء ؟؟….واتريدون ان تسيروا في نفس الطريق؟؟.
rania_hefny@hotmail.com

التعليقات