مصر الكبرى

08:42 صباحًا EET

نظافة الفرش والعاهرات

(اللي وسخ الفرش ماينامش علية تاني) مثل طالما رددته جدتي لأمي ، وتورثناه نحن بنات بنات العائلة فيما بعد ، واليوم نردده أيضا علي مسامع بناتنا ولكن بطريقة كوميدية هزلية ساخرة. وجدتي امرأة ريفية تضطهد البنات وتقلل من شأنهن ، وتبالغ في إظهار الحب للأولاد وتزيد من تدليلهم، ولأنني أكبر البنات فقد وضعتني جدتي هدفا لمكائدها (اللذيذة). وترفض جدتي كل مظاهر الخلاعة والميوعة في تصرفات النساء ، فالدلال والضحك والتزين والمبالغة في الاهتمام بنظافة الجسد وتكرار تغيير الملابس الداخلية، والتزين بالمكياج والتطيب بالعطور جميعها دلائل تضم المرأة إلى قائمة العاهرات والعياذ بالله.فالمرأة الطاهرة الشريفة في نظر جدتي لا بد وأن تكون تماما كالرجل ، جادة في جميع مناحي الحياة ، حتي أوقات المعاشرة الزوجية ، وكما تردد دائما ( الحرة ماتدراش بها المخدة) وهذا يعني أن المرأة المحترمة يجب أن تنام في الفراش تماما كالمرتبة فلا صوت يصدر منها ولا حركة ولا تأوهات و آلا كانت كالعاهرات.وجدتي التي تؤمن بالمثل القائل( أكسر للبنت ضلع يطلع لها 24 ) أنذرت والدتي أكثر من مرة من بعض التصرفات التي أقوم بها واعتبرتها أعراضا انحرافية، وقد أدلت بدلوها في هذا الموضوع قبل ( الرأس ما تقع في إلفا س)، وعددت لها بعض السلوكيات الخاطئة مثل إطالة النظر في المرآة ، والاستحمام أكثر من مرة في اليوم، وأخبرتني أمي بما قالته جدتي في إطار من الضحك والسخرية. ولا أدري لماذا تشك جدتي في جميع النساء اللواتي يهتممن بأنوثتهن؟ وتعلن ذلك علي الملأ بقولها ( فلانة دي مرتكبة) أي أن المرأة ترتكب المعاصي ، وبالمعني الصريح الواضح ( زانية) ، وعندما نسخر من كلامها محاولين إقناعها بعدم جدية هذا الكلام وأن المرأة يجب آلا تخالف الفطرة وتعيش كما خلقها الله سبحانه وتعالي أنثي رائعة ذات مظهر جذاب، فتعقب علي كلامنا بقصة المرأة التي أصابها الصلع فعايرها الناس فردت عليهم قائلة ( عيب في رأسي ولا عيب في لباسي ) وكأن كل من واهتمت بجمال شكلها لديها عيب يتعلق بالشرف كائن في اللباس. وأسرفت جدتي في إسداء النصح لبنات العائلة من أجل الحفاظ علي شرفنا وعفتنا مؤكدة أن الشاب عندما يحصل علي ما يريد من الفتاة وبعد أن يسلبها أعز ما تملك يتركها دون رحمة أو شفقة ، ويلوث سمعتها، فلا تستطيع الزواج بشاب أخر بعض تلك الفضيحة ، و من رابع المستحيلات أن يتزوج الشاب من الفتاة التي مارس معها الجنس بدون زواج ، فرغبته فبها تزول مباشرة ، وكثيرا تتطابق آراء أمي مع جدتي في هذا الموضوع ، ومن الأمثلة التي كانت ترددها أمي علي مسامعي حتى لا أتبادل القبلات مع أي شاب ( بعدالبوسة تيجي الحوسة) أي أن الفتاة لا تستطيع منع نفسها من الانجراف الي اللقاء الجنسي مع الشاب بعد أن يهم في تقبيلها ، وتلك المصيبة بعينها كفانا الله الشر.وفي أول عام لي في الجامعة أحببت شابا يدرس في كلية أخرى وفي نفس الوقت يساعد والدة  في إدارة شؤون تجارته، وبدأت في تنفيذ تعليمات أمي وجدتي فلا لقاء منفرد ولا إمساك بالأيدي ولا أحضان ملتهبة ، ولا قبل مدمرة ولا حتى كلام يفهم منة أنني أتجاوب عاطفيا معه. ومرت عدة أشهر ولم تتطور قصة حبنا ،ورغم أنني شعرت بانجذاب كبير نحوة آلا أنني رفضت كل عروضه بالخروج سويا لأي مكان غير الجامعة وتحديدا بالكافيتريا الخاصة بكليتنا . وبت أحلم بالعش الذي يضمنا سويا ، فالحبيب لم ينل مني شيئا يجعله يكتفي ويهرب ، فقد عصيت علية ولم يسطع حتى الإمساك بيدي وهذا أضعف الأيمان ، وهذا ما اعتقدت أنة مبتغي الشاب في زوجة المستقبل والتي ستحمل أسمه وتكون آما لأولادة فيما بعد.وأختفي الحبيب لعدة أيام وتخيلت أنة يعد لي مفاجئة قريبة وذلك بالحضور بصحبة أهلة للتقدم لطلب يدي ، وبالفعل ظهر الفارس راكبا سيارته وبجواره فتاة لعوب تنفخ دخان السيجارة من خلال مبسم أسود طويل ، فذكرتني بأحد مشاهد فيلم الغانية (أيرما لادوس) وعرفت فيما بعد أنها خطيبته. حزنت كثيرا علي نفسي وبكيت أياما وليالي، وحفاظا علي كرامتي تناسيت الأمر ولم أحاول الالتقاء به أو الإستفسار عما حدث بل تواريت عن أنظاره تماما وتعمدت آلا أتواجد في أي مكان بضمة ، وتعافيت بعد أن طبقت مثال جدتي ( من حبنا حبناة وصار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا أجتماعة).ولم تطل خطبته لتك الفتاة كثيرا فلم تمر عدة أشهر آلا وسمعت أنة تزوج منها وبعد مرور 3 أعوام بالتمام والكمال وكما يحدث في الأفلام العربية ، رأيته يقف أمامي وكنت أتسوق في أحد شوارع المهندسين ، وأمسك بيدي قبل أن أفلت منة ، وتوسل إلى أن أوافق علي سماع مالدية، ولأول مرة ركبت بجواره في سيارته ، وتعالت ضربات قلبي المضطربة ، وهدأت قليلا ثم نظرت الية فسألني عن أحوالي ورددت علية سؤاله فأجاب بأنة( يبكي علي بدلا من الدموع دم)،وأخبرني أنني الوحيدة التي أحبها صدقا في حياتة، وهذا الكلام يرددة دائما أمام أهلة وأهل زوجتة بل أنة يفتخر بي لأنني أطهر بنت في الوجود، حتى أن زوجته وبعد عودته الي المنزل يوميا تمسك بالمصحف وتطلب منة أن يقسم بكتاب الله أنة لم يقابلني أ وحاول التحدث معي ،وواصل كلامة بأنة تورط في الزواج من تلك الفتاة، فعندما أقام علاقة مها كان يهدف التسلية وأضاعة الوقت، خاصة بعد أن ظن أنني لم أتجاوب معه عاطفيا ، وأنني أتعبتة بثقافتي ونقاشي المستمر حول سياسة الانفتاح ومعاهدة السلام والصراع العربي الإسرائيلي. وأتجه لتلك الفتاة التي تجاوبت معه مع أول عزومة علي الديسكو ، بل ودخلت معه منافسة في شرب أكبر عدد ممكن من زجاجات البيرة ، وكان الأشتعال الجسدي في ذروتة عندما تم اللقاء في شقته ، وفي الصباح أعترفت لة بأسم الشاب الذي عاشرته قبل 5 سنوات تقريبا ، وهو أحد أبناء تجار السيارات المعروفين ، وأخذت تبكي وتتوسل له آلا يتركها لأنها فعلا تحبة.ولم يفترقا لعدة شهور فقد وجد فيها المرأة التي كان ينشدها ، لقد أمتعت رجولته، وسلبته ببراعتها في الأداء المحترف، وقال ( أنها حقا امرأة للسرير فقط)، وأفاق من غفلتة بعد أن أخبرتة أنها تحمل جنينا منة في أحشائها وعلية أن يتصرف بسرعة قبل أن ينفضح الأمر ، والي أول مأذون وجدوه في الطريق تزوجا ، وطالبها في اليوم الثاني بإجهاض الجنين لأن الوقت غير مناسب لإنجاب الأطفال فمازال طالبا بالجامعة ويعتمد ماديا علي العمل مع والدة.وبعد تخرجة من الجامعة أستقل بنفسه وتوسعت تجارته، وفي أقل من عامين استطاع أن يدخر رصيدا لا بأس به في البنك والآن يشعر بالندم لأنني لست زوجة لة ، ورغم أنني أظهرت عدم الأهتمام بحديثة عن زوجته آلا أنني شعرت بأنة نال الجزاء الذي يستحقه ، وكانت فرحتي بما حدث له ممزوجة بالشماتة والزهو بالانتصار علية. وقبل أن أتركة مغادرة سألني هل تقبلين الزواج مني؟ وبضحكات ساخرة أجبته( أنا ما بتجوزش راجل سكند هاند) فعقب فورا ( أنا دايما فرست وون) ، فقلت لة ( أنت اعتدت علي المستعمل اللي بتشترية من البالة ، واتا بصراحة ما انفعكش)، وتركته وذهبت بعد أن اكتشفت كذب المثال التي ترددة جدتي بأن ( اللي يوسخ الفرش ماينامش علية تاني) فبعض الرجال أعتادوا علي الوساخة ، فحبيبي سابقا نام علي الفرش الذي أتسخ بمعرفة رجل أخر بل أن هنا 5 سنوات طوال ربما أوسخ فيهم رجال آخرين فرش تلك الصبية، فهذا الحبيب كان مثالا حيا علي الشاب الذي نام بمحض أرادتة علي الفرش الذي أتسخ من قبلة ولسنوات طويلة ، وواصل نومة علي هذا الفرش الذي وسخة هو أيضا ، بل واستمر نائما في بحر من الوساخة طوال سنوات عمرة فيما بعد.

التعليقات