مصر الكبرى

10:14 صباحًا EET

انتهى الدرس يا…… سادة

 
عندما يكون لديك زميل دراسة هو لا يضيع وقته الا فى متابعة دروسه ومحاضراته ويسهر على المذاكرة يجد ويجتهد طوال العام ، وانت منشغل على الدوام بنقد نظام الدراسة والمناهج والمراجع والأساتذة وحتى الطلبة زملائك ولا تبذل من الجهد سوي القليل وتدخلا الامتحان فينجح هو ويحصل على تقدير امتياز وترسب انت وتنال تقدير ضعيف الى هنا والأمر طبيعى ومنطقى ولكن غير الطبيعى ولا المنطقى ان تغضب من زميلك وتنقلب عليه وتتهمه بالانانية والاستحواز وتشطت فى موقفك منه الى حد مطالبته باقتسام الدرجات التى حصل عليها معك !!

والا تناصبه العداء وتحرض عليه الأساتذة والزملاء بل وكل العاملين فى الكلية واذا أصر على حقه فى درجاته تطالبه بان يتوقف عن استكمال دراسته العليا وينتظرك حتى تلحق به على اقل من مهلك واذا لم يوافق تتهمه بالخداع والغش ! شيئ قريب من هذا ما يحدث فى مصر هذه الايام ، انتفض الشعب المصرى فى ثورة عارمة وغير مسبوقة اذهلت العالم فى ٢٥ يناير ٢٠١١ وقدم خلال ١٨ يوما نموزجا رائعا فى الإرادة والتصميم والتضحيات توجت بخلع رأس النظام وبعض من اهم رموزه وتولى المجلس العسكرى السلطة واعلن على الفور تقديره للثورة وأهدافها وان ادارته للبلاد مؤقتة ووضع خريطة طريق لبناء مؤسسات سياسية منتخبة يسلمها السلطة عبر تعديلات دستورية اعقبها اعلان دستورى ثم انتخابات برلمانية ورئاسية يسلم بعدها السلطة ووضع مسئولية الدستور فى عهدة البرلمان الذى يقوم بانتخاب لجنة تأسيسية لوضعه ثم الاستفتاء عليه دون ربط ذلك بالانتخابات الرئاسية ، والباقى معروف ركزت جماعة الاخوان كل جهودها وطاقاتها على تحقيق الفوز بنصيب الاسد فى هذه العملية والتزمت بقواعد لعبة الانتخابات وتحالفت مع باقى التيارات الاسلامية ونجحت فى الفوز بالأغلبية البرلمانية فضمنت التحكم فى عملية وضع الدستور والهيمنة على البرلمان بمجلسيه ثم اتجهت الى الرئاسة التى اصبحت قاب قوسين او أدنى منها ، الاخوان حددوا الهدف وركزوا جهودهم عليه فحققوا نجاحا مستحقا،  على الجانب الآخر تفرقت وتشتت باقى القوى السياسية وانشغلت تارة بنقد خريطة الطريق وتارة بنقد القائمين عليها وتشرزمت بشكل عبثى وافاقت فى النهاية على الحقيقة نجح الاخوان ورسبوا هم جميعا،  ونعود لبداية المقال ، يلومون الاخوان على نجاحهم ويطالبونهم باقتسامه معهم مرة وبالتوقف عن مواصلة النجاح ليلحقوا بهم مرة اخرى !!لعل الاخوان قد تصرفوا بطريقة لا أخلاقية وبرجماتية فى مواقف كثيرة وانشغلوا بعملية الانتخابات والمواءمات مع المجلس العسكرى وتركوا قوى الثورة تواجه التحديات وتقدم التضحيات بمفردها ولكن غاب عن الجميع انها لعبة السياسة وليست لعبة الثورة تلك التى اختارها الاخوان وايضا ارتضاها اغلبية الشعب التى أقبلت على صناديق الانتخابات ، والآن على الجميع ان يتعامل مع الواقع اى مع الاخوان ويتعلمون الدرس … الدرس الذى انتهى يا….غ  وافيقوا يرحمكم الله

التعليقات