هاله محمود تكتب : هند الحناوي وعلياء المهدي بداية الثورة

ما هو ذنب علياء المهدي التي تعرت على الفيس بوك؟ ذنبها انها صدقت فعلا بان الثورة بمعناها الشامل قد قامت في مصر. وان هذه الثورة قامت لتحرر البلد ليس فقط من حكم فاسد بل لتحرر المجتمع من مفاهيم فاسدة أثقلت روح المرأة ووجودها. من يشاهد علياء في المؤتمر الدولي في السويد بوجهها الخالي من الأصباغ وجسدها النحيل وارتباكها الشديد، لا يمكن ان يصدق بان هذه الشابة الصغيرة قد تعرت لإثارة غرائز الفحول من رجالنا الذين تجاوز عددهم في مشاهدة الفيديو كل توقع. علياء تعرت لانها أرادت ان تقول بان لحظة تحطيم كل التابوات قد أتت. فإلى اي مدى كانت علياء محقة؟
الثورة لن تكون حقيقية في مصر او في تونس او ليبيا او اي بلد عربي، ما لم تكن الثورة التي تحرر المرأة. وبالأخص الثورة التي تحرر جسد المرأة وتحرر ارادتها على هذا الجسد من دون ان ترمى بالحجارة. لقد كانت البداية مع هند الحناوي، الشابة المصرية التي استطاعت بكل جرأة ان تقف ضد كل الغطرسة الذكورية والنفاق السائد في مصر وتنال حقها كانسانة وكام وقد وقفت معها أسرتها وقفة صلبة تحسب لها. هذه هي بداية الثورة الحقيقية في مصر. الثورة على المفاهيم والذهنيات المتبلدة. 
وأخيرا، اريد ان اذكر بانه عندما خرجت النساء في اوروبا في ستينات  القرن الماضي، وقد خلعن حمالات صدورهن، مطالبات بحقوقهن، لم يكن أبدا يقصدن إثارة او إغراء احد، كن فقط مصممات على ان ينلن حقوقهن كبشر وان يحركن المياه الأسنة في مجتمعاتهم آنذاك. وقد نجحن ورفع التاريخ لهن القبعة.
علياء المهدي وهند الحناوي هما بداية الثورة الاتية.. فهل انت مستعدة يا مصر؟