مصر الكبرى

10:30 صباحًا EET

مصر… تهذيب وإصلاح

أو كأنهم أرادوها هكذا من أجل إعادة تأهيل الشعب ليستكمل مسيرته التاريخية في تحمل أعباء القهر وهتك الأرزاق والأعراق في السر والعلن فيستمر تاريخ السرقات بلا مؤاخذة وتاريخ العدوان بلا راد

يديرون مجموعة مكثفة من مسلسلات القمع والتجريف والايلام والتخويف تعمل بلا كلل او ملل ليل نهار لكي تؤول بالمجتمع الى حالة العدمية والحيرة والتهدل التي كان عليها لقرابة الأربعين عاما
ويطلون بها على الناس في الشوارع والنجوع ومن شاشات المحطات التلفزيونية وصفحات الجرائد و "سرسوب" الحرية المؤقت الساري في الانترنت
إجراءات تبدو منهجية مدروسة اذ لا مبرر لوجودها الا أن تكون مستهدفة لذاتها من أجل التأهيل الجماعي …
كثيرا ما تساءلت عن أهمية الصراع الذي كان محتدما في شارع محمد محمود وكثيرا ما جائتني تفسيرات وحكايات لم تشف غليل فضولي ولا عطشي للاقتناع، محمد محمود مجرد شارع كبقية الشوارع والصراع داخله يشبه الغليان في "حلة" الانتصار فيه كالهزيمة يفضيان الى لا شيء على المستوى الاستراتيجي للثوار لكنه يساوي معركة أولى للشرطة لا تنال فيها هزيمة حتى بعد ان تضرب الثوار بالرصاص الحي والغازات والخرطوش… معركة محدودة لرفع معنويات الشرطة وحذف بعض قيادات الثورة من الحياة وارسال رسالة الى الناس مؤداها اننا مازلنا هنا واننا نحن ولسنا انتم تحت رعاية الجيش وحمايته وان مرافق الدولة من الحوائط والأبواب تعني لنا الكثير ونستطيع ان نحافظ عليها … وكانت رسالة مبدأيه
معركة ماسبيرو الدامية …الضرب الموحش تحت الحزام مع الاستماتة في ادعاء البلاهة بعد ذلك والضارب في هذه المعركة كان الجيش بنفسه لكي يكتب رسالة الى المسيحيين تفيدهم بأنه عليهم أن يعرفوا مركزهم وأن يدركوا مكانتهم وألا يرفعوا أصواتهم اكثر مما ينبغي… لا بأس من اللعب لكن في حدود ان يظل لعبا…. يا مسيحيين ارجعوا الى مساكنكم ليحطمنكم النظام وجنوده وهم يشعرون… وكانت رسالة حاسمة أتت أكلها بلا شك
والعباسية جلسة كهربا لعناصر أمن الدولة الملتحين الذين نسوا أنفسهم وظنوا أنهم ثوارا …استفزاز ثم استدراج ثم علقة ساخنة وكانت رسالة فعالة أعادتهم الى رشدهم والى دفاتر الحضور والانصراف من جديد في جهات الأمن التي كانوا يعملون لها من قبل…. ومن بعد كنماذج يحتذي بها أصحاب العقول الضعيفة من الغلابة الذين يريدون دليلا يقودهم لرضا الله كبقية المؤمنين.
البالون.. زوج من الكفوف الساخنة على وجه أهالي الضحايا أو الشهداء أو رود مصر كما أحب أن اسميهم لن الشادة منحة لله وحده وهم أيضا ليسوا ضحايا ..ومتى كان البطال ضحايا؟ وهذه الرسالة لم تأت أكلها فكان لزاما أن يتبعها رسائل أخرى مماثلة ومختلفة تتراوح ما بين المزيد من الدماء والمزيد من البلطجة والكثير من الطجرمة والجليطة فيما يتعلق بالعلاج والتعويضات …ثم أخيرا وليس آخرا محاكمات ضالة لقتلة لا يختلف عليهم عاقل
والاتحادية واحد واثنين وثلاثة …. لتسييل القضية وفرض اعتياد سماع أخبار القتل والهتك على مسامع الناس فلا يغضبون لها ولا يشعرون بها… تكرار من أجل التخدير والتنميل و"الدهولة" وفي الحواشي كثير كثير من الأحداث …اشاعات ثم حقائق ثم اشاعات عن اغتصابات عديدة للنساء وتعرية وسحل واعتقالات بالجملة والقطاعي وإعادة افتتاح معتقلات ما وراء الشمس بل وتطويرها الى حياة كاملة وراء الشمس
مصر التي في خاطري مازالت في خاطر الذين كانوا ومازالوا يحكمونها والذين لا أعرفهم جميعا على وجه الحصر والتحديد وان كنت أعرف أن الجند منهم وأن لأمريكا يد ضالعة معهم وأن لإسرائيل رجال على نفس المائدة وأن الاخوان رفاق لهم منذ أيام بعيدة
العمل جار على قدم وساق في إدارة مركز إعادة تأهيل الشعب وتحطيم وعيه ووجدانه وحشد كل أنواع الحيرة الى منابت عقيدته الوطنية والدينية والأخلاقية والسياسية لكي يعود الى وادي العبيد
تأهيل وإصلاح…. هل سينجحون؟

التعليقات