مصر الكبرى

08:35 صباحًا EET

ترسيخ الدولة المدنية فى سلوك المصريين‎

تدار الآن حياتنا فى مصر ومن قبل بسنوات بفكرة التواكل وعدم إحترام حقوق الغير طبقا لمفاهيم الدولة المدنية الحديثة فتجد أغلب المعاملات تتم فى إطار من المجاملات والإحراج والقرابة والنسب والعشيرة والأهل وأخيرا وليس آخرا الخوف الوظيفى والإدارى !!!

ولو تتبعنا كيفية إدارة منشأة حكومية على سبيل المثال وخلافا لما يتم بالقطاع الخاص …ستجد من يجامل زميلتة أو زميلة بالتوقيع فى كشف الحضور والإنصراف نيابة عنة حيث أن هذا الغائب قد تجدة مازال فى بيتة أو فى المطبخ أو فى عمل آخر أو على المقهى يلعب الطاولة ويشد أنفاسا بأنفاس من أجود أنواع المعسل أبو زلومة !!!
وإذا سأل مديرة عنهم يقولون كذبا وإفتراء إنة فى عمل أو يصلى أو أى أعذار أخرى … ويأتى آخر ويطلب منك ما لم تستطع فعلة أو قضاؤة معتمدا على الإحراج وسيف الحياء مثلا من أن تحل محلة فى مأمورية ما أو كتابة إسمة فى كشوف المكافآت رغم أنة لم يشترك بالعمل من أساسة … وقد شجع ذلك كبار الموظفين على فرض الإتاوة خصما من هذة المبالغ التى لا صاحب لها إلا خزينة الدولة المتخمة بالأعباء وبالأخص باب 3 أجور ومرتبات فى موازنة الدولة وكذا فى هيكل أى جهة حكومية ما ( وإديها فى العبيط … تديك سميط )ولو راقبنا مبنى كالتليفزيون المصرى ( يقدر بحولى 43 ألف موظف ) وتتبعنا صلات القرابة والنسب بين معظم العاملين ففى الغالب ستجد أنهم مجموعة عائلات وقد إستولت على المبنى بحجة لائحة أبناء العاملين … وقس على ذلك باقى أجهزة الدولة فقد بنيت على فكرة التوريث الذى رفضتة الثورة المصرية الأخيرة !!!
أما قضية العشيرة والأهل فقد بدت واضحة بعد تولى الرئيس الحالى للأمور (شكليا ) وبمتابعة التغييرات والتعيينات فى معظم الوظائف منذ ذلك التاريخ لتأكدت أنها تتبع هذا النهج العقيم وأهملنا معايير الكفاءة المهنية واللوائح والقوانين !!!
ستجد إدارة حكومية بالكامل قد إستبدلت بأنصار الإخوان والملتحين وصاحبات النقاب العالى بعد إستبعاد سيئات الكعب العالى !!!
فأنى تكون النهضة ومازلنا نترنح بين تلك المعايير الوهمية التى جاءت على مصر بالخراب والدمار ( وياعم قول ياباسط )أما عن الخوف الوظيفى والإدارى من الجزاءت والخصم من الراتب والمكافأة أو الحرمان من إستمارة الإنتقالات إياها فقد يؤدى ذلك إلى عدم إنتظام العمل بالوجة الأكمل وتجد العمل المكلف بة ثلاثة أفراد من الممكن أن يقوم بة فرد واحد لو أخلص نيتة للعمل !!!
ولنبحث الآن عن دور الأجهزة الرقابية التى تراقب الأداء الحكومى والإلتزام باللوائح والقوانين مثل جهاز التنظيم والإدارة … ستجدة أيضا مبنى على تلك السخافات فكيف تكون الرقابة !!!
لابد وأن يؤمن كل مصرى بفكرة الدولة المدنية ومعناها الحقيقى وهو أن لكل شخص حقوق وواجبات ولم تتعرض المسيرة التعليمية لهذة النقطة عمليا بالتحديد وإلا لما كل هذا الفشل الإدارى والوظيفى فى كل قطاعات الدولة والقطاع العام !!!
ومن هذا المنطلق أدعو أستاذة الإدارة والتنمية البشرية لبحث المسألة قبل أن نأكل أنفسنا بسبب الدين الحكومى وهذة الدولة المترهلة كما أدعو كل موظف عام أن يتذكر أنة بهذة الأعمال قد يسرق نفسة ويأكل لحم أولادة وأقرب المقربين… لأن الدولة ستتآكل بفعل هذة العوامل على مر الأيام … ولن تنفعنا شريعة ولا إخوان ولا نسوان … إحترموا مصر أيها السادة .

التعليقات