مصر الكبرى

07:44 صباحًا EET

حوار لا صدام (حوار المهمشين … والنخبة المتحجرة )‎

تجدهم فى جلستهم كالملوك وكأنهم يعرفون مفاتيح الحكمة والغيب وعندما تتحدث إليهم قلما أشاروا إليك فلا يعيرهم أى إهتمام من حاول أن يفهم ويركض خلفهم …. تلك النخبة المتحجرة من كل صوب ولون ذوات الأربع أجنحة لإمتصاص البلل لديهم دون عناء !!!

تلك النخبة التى طالما تحدث عنها الكثير ولم يصلوا ولن يصلوا أبدا لكنهة عظمتهم وتعاليهم على المهمشين من أبناء هذا الشعب ووجدت فى يومياتى لمعرض الكتاب المنصرم أن أتفحص وجوة هؤلاء القوم الذين لا نفقة تسبيحهم أبدا !!!
فهم فى واد والمهمش فى واد آخر فهم يبحثون عن الأضواء والتكريم والآخرين يبحثون عن رغيف خبز أو فرصة عمل أو ثقافة بسيطة وغير متعالية والكل يقرأ ولا يحاول الإقتراب من الآخر وعندما يحاول أحدا من الإقتراب لهم وجدتهم ينعتوة بالمتسلق والإنتهازى !!!
أفيقى أيتها النخبة المتحجرة فمصر برمتها بين يديكم بل الثقافة العربية برمتها !!!وكان شعار معرض الكتاب هذا العام كما تعلمون ( حوار لا صدام )كيف لا يكون الصدام وأين هذا الحوار فالوقت قد لا يتسع …. وأطلقت جماعة الإخوان مجموعة من محبى الجدل لإفساد هذا الحوار الراقى ولكى تدخل فى حوار بدون صدام مع هؤلاء تحتاج للعديد من الساعات … فقط لتبدأ بأرضية مشتركة تبنى عليها هذا الحوار فالإخوان يفرضون عليك الحوار بالكتاب والسنة والنخبة تصر على نزع فتيل الأديان من أى حوار وجلست مهموما مدحورا فكيف لهؤلاء أن يتفقوا !!!
فالكل يتمسك برأية وقناعاتة وأجد أن دور المثقف الواعى هو البحث عن أرضية ليبدأ بها حوار بلا صدام فأنى يستكان لة؟ وهذا لا يقلل أبدأ من دور هيئة الكتاب فى إقامة الندوات الثقافية والتغطية الصحفية لها … فنحن نهتم بالنتائج قبل تطبيق الخطة دون الوصول لأى إستفادة … فكم منا تعلم جديدا هذا العام من زوار معرض الكتاب !!!
ولا أجدة إلا سوقا كبيرة تباع وتشرى فية الكتب والوسائل الأخرى وإن أصرت هذة النخبة المتعالية من المثقفين على الحوار بهذة الطريقة على غرار ( إخدمنى وأنا سيدك)وكأنها أدوار ترسم وبرامج عقيمة ولابد من أن تنفذ منذ أيام دار الإوبرا ولا جديد فيها سوى التقنية الحديثة فتلك الأضواء المبهرة هى التى تتحكم فى كل شيئ الآن حتى المهمش أصبح يبحث عن الأضواء وليس الثقافة ولسان حال الكثير من أين لنا بتلك التكلفة الباهظة لتمويل ثقافة الصغار قبل الكبار وهناك دول كثيرة سبقتنا فى المضمار … وأعتقد أن معرض الكتاب بتنظيمة الحالى لن ينقل المهمشين من القاع إلا لو تمسك المبدعين بلعب الأدوار الحقيقة لهم وليس بمجموعة الموظفين وفى الغالب معظهم غير إحترافيين لأداء ذلك الدور الخطير !!!
فالكل أصبح ينافق الكل والكل أصبح يتعالى على الكل من أجل الأضواء والبزنس وبضعة ألوف تأتى فى حينها كل عام !!!
لابد أن يعيد السيد رئيس الهيئة العامة للكتاب والقائمين على المعرض النظر مرات عديدة فى الأعوام القادمة وإلا سوف نستمر فى الصدام بلا حوار … وتحية لوزير الثقافة المقال أو المستقيل .

التعليقات