مصر الكبرى

10:24 صباحًا EET

مليونية الفلول تتحول إلى مئوية رفض التصويت

 
في مظاهرة كان من المفروض لها أن تكون مليونية, لم يشهد ميدان التحرير أمس سوى بضعة مئات من المتظاهرين. ورفضت جماعات المتظاهرين نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت التي اعتبرتها مزورة, وأعلنت عدم قبولها لحكم صناديق الإقتراع. وبينما اختلف المتظاهرون حول نتائج الانتخابات, فقد اتفقوا جميعا على أن مرسي وشفيق كلاهما لا يمثلان ثورة 25 يناير. وفي الوقت الذي رفض فيه شعب مصر الخروج إلى الميادين في جمعة الأول من يونيو, هتف مئات الشباب المتجمعين في ميدان التحرير ضد المجلس العسكري, مطالبين بإسقاط النظام للمرة الثانية. ورفع الشباب لافتات تهاجم مرسي وشفيق, من بينها لوحة كبيرة كتب علها برنامج لمرسي يقول فيه "أضحي بالثوار علشان الإخوان", وبرنامج لشفيق يقول فيه "أضحى بالثورة علشان الفريق".

   ورغم رفض المتظاهرين لكل من مرسي وشفيق, إلا أنهم أجمعوا على المطالبة بضرورة النص على الدولة المدنية في الدستور, وضرورة تسليم المجلس العسكري للسلطة وهم يرردون الهتاف: "لا عسكري ولا إخوان الشرعية للميدان … يسقط يسقط حكم المرشد." كما نادى بعض المتظاهرين بضرور الإتفاق على ميثاق شرف بين الثوار والرئيس القادم, يقوم على المبادئ التي يجب عليه تنفيذها عند فوزه من أجل تحقيق مطالب الثورة.
   ورغم أن الإخوان ساهموا في الدعوة لهذه المليونية, فقد اختفى أعضاء الجماعة من ميدان التحرير هذه المرة. فقد تم توزيع شباب الإخوان على مساجد جمهورية مصر – من الإسكندرية إلى أسوان – لمهاجمة أحمد شفيق أثناء صلاة الجمعة, وحث المصلين على التصويت لمحمد مرسي الذي سيقوم بتطبيق الشريعة. كما قام شباب الإخوان بتوزيع المنشورت على المصلين بعد خروجهم من المساجد, تدعوهم إلى اسقاط شفيق.  
   واختلف موقف المحللين السياسيين في توجيه النصائح للمواطنين, فقد حيث حث الكاتب الإسلامي أمين الهويدي الناخبين على عدم مقاطعة الانتخابات والتصويت لمرشح الإخوان باعتاره أقل سوءا من المرشح المدني: "لست ضد مبدأ المقاطعة … وفي الموقف الذي نحن بصدده, فإنني لست مع الذين اسودت الدنيا في أعينهم واعتبروا أننا أمام كارثتين متساويتين. وهو ما عبرعنه أحد الفنانين حينما صور ما هو مطروح علينا بحسبانه خيارا بين – واحد يشنقنا بحبل وآخر يقتلنا بالرصاص – بما يعني أننا مقتولين في الحالتين … ليس من الإنصاف أن يوضع المرشحان على قدم المساواة, وقد سبق أن قلت إن أحدهما يقودنا إلى مستقبل مجهول (مرسي) يحتمل الإيجاب والسلب, والثاني يستدعي ماضيا كئيبا قامت الثورة للقطيقة معه … إن المقاطعة في الظرف الراهن تمثل إضعافا لصف الجماعة … وتصويتا غير مباشر لنظام مبارك, الذي حقق الاستقرار بمصادرة الحريات … من هذه الزاوية فإن المقاطعة لا تعد حلا وإنما هي الخطوة الأولى في السير على طريق الندامة". (جريدة الشروق 2 يونيو)  
   وفي الجانب الآخر كتبت هدى ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تدافع عن شفيق بصفته مرشح الدولة المدنية: "لماذا الطعن فيه بهذا الشكل … لأنه كان رئيس وزراء في أواخر عهد الرئيس مبارك لمدة 34 يوما فقط؟ … هل كل من عمل في الدولة مع الرئيس مبارك (يجب أن) يتنحى عن الخدمة الوطنية؟! الجيش كله كان الرئيس مبارك قائده الأعلى على مدى ثلاثين عاما, والجهاز التنفيذي كله كان يرأسه مبارك … الطعن في الفريق أحمد شفيق لأنه كان رئيس وزراء مصر عندما حدثت موقعة الجمل باعتباره مسئولا عنها؟ … الشعب يريد الاستقرار والإنضباط بعد عام ونصف من التمرد, ويريد عودة السياحة… الشعب يريد انتعاش الإقتصاد … والشعب يريد تحقيق الأمان … إنني أدعو إلى أن ننحي الإنفعال جانبا, ونفكر بهدوء في مصلحة الوطن ومصيره, وفي مقدراتنا نحن الشعب المصري, وننظر إلى المستقبل بكل تفاؤل ونؤدي واجبنا القومي باختيار الدولة المدنية, التي يحمل لواءها الفريق أحمد شفيق." (جريدة الأهرام 2 يونية)
أحمد عثمان        

التعليقات