مصر الكبرى

08:18 صباحًا EET

مقبرة الأحلام

 
سيجد المتابع للحالة المصرية منذ ثورة عرابى أن الشعب المصرى يحلم بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية ومازال يحلم إلى الآن ويعلم الله إلى متى ستستمر هذة الأحلام إن لم تكن قتلت بفعل عوامل السياسة الفاسدة والحكام المتعاقبين على مدار أكثر من قرن من الزمان وأرى أن المشهد قاتم وحالك السواد وخصوصا للثوار الذين أشعلوا شرارة هذة الثورة العظيمة !!!

فمازال هناك الفقراء وأصحاب الحاجات من ذلك التاريخ وحتى اليوم ولقد حقق الزعيم عرابى بعض المكاسب لتلك الفئة لكن لا تكاد تذكر  والثوار فى كل زمان ومكان لهم طبيعة الرؤية عن بعد للمستقبل للشباب والأجيال القادمة وبرغم الأمية التى كانت متفشية آنذاك إلا أن الروح الثورية باتت متأصلة فى هذا الشعب وفى الغالب تجد سماسرة الثورة أيضا فى جميع الأزمان ومن يركبون الموجات والثورات والخيول فى قصور الحكام الفاسدين…. وعليها فقد ماتت ثورة عرابى ولم تسهم إلا فى تحقيق تحديد العلاقة مع الإحتلال الأجنبى !!!ثم ظهر الزعيم مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية والسعى نحو نفس الحلم الأبدى للمواطن المصرى وبرغم عمرة الذى لا يتجاوز الخامسة والثلاثين إلا أنة نجح فى تكوين خلايا ثورية تدافع عن مصر من الإحتلال ومن حكام العرب والمسلمين الذين كانوا فى الغالب مواليين لقوى الإحتلال على حساب مصر العروبة والإسلام وبيع موادر مصر بأبخس الأثمان وإعطاء الإمتيازات للأجانب وبعض علية القوم من الإقطاعيين ولم تتحقق فى عهدة منظومة العيش والحرية والعدالة الإجتماعية !!!ثم ظهر الزعيم سعد زغلول المناضل الثائر زعيم الوفد المصرى وقامت ثورة 1919 على تلك الأهداف التى نتحدث عنها حيث أن مطلب الحرية سواء من المستعمر أو من الحاكم المستبد فكلاهما أعمى القلب والبصيرة … فحقا من لم يرى رعيتة بنور قلبة وعين بصيرتة يصبح أعتى المجرمين الأوغاد وأسفرت عن الكثير من المكاسب لكنها لم تقترب من الأهداف الأساسية لأى ثورة كما تقدم ..وظل الفقير فقير والغنى يزداد سطوة وغنى وتضعف هيبة الدولة فى أعين مواطنيها وأعين العالم الخارجى !!!وإسمتر الحال من عام 1919 وحتى عام 1952 إلى أن قامت مجموعة الضباط الأحرار بثورة يوليو المجيدة ومنذ ذلك التاريخ بدأت الإنجازات فى صالح فقراء الوطن والكادحين وصغار المنتجين والعاملين بالدولة وأرست بالفعل هذة الثورة دعائم العيش الكريم من تعليم وصحة لكنها لم تقترب من العدالة بين كبار القوم وأصاغرهم وظهرت مراكز القوى وتوابعها ممن ركبوا على السلطة والثورة وحكم البلاد بالحديد والنار والأجهزة القمعية ويسجل التاريخ حالات كثيرة تشير لذلك !!!إلى أن حدثت نكثة 67 وما تلاها من أحداث جسام هددت أمن الوطن فى كل شيئ حتى المواد الغذائية الأساسية وتمسك الشعب بقائدة وزعيمة يوم التنحى أملا وحلما فى إستكمال المسيرة الوطنية ولعل من أهم مكاسب تلك الثورة خروج الملك وحاشيتة وخروج الإنجليز إلى غير رجعة بالشكل الإستعمارى العسكرى … وظل عبد الناصر ببناء الجيش من جديد ومعة قواد كثيرون من رجالات هذا الوطن وأخص بالذكر الزعيم السادات الذى أكمل المسيرة بتعقل وروية بعد وفاة قائدة ورفيقة جمال عبد الناصر !!!وإصطدم السادات بمشاكل كثيرة وأهمها مراكز القوى وثورة التصحيح وأنقض على كل معارضية ومن يمارسون القهر المعنوى والجسدى على بعض رموز المعارضة الوطنية وإرهاب المواطن الغير مسيس من قبل أجهزة الأمن وإنتبة السادات لأهمية تحقيق النصر وعودة سيناء وأخذ يقطع من قوت المواطن لتسليح الجيش حتى إكتملت منظومة الحرب المقدسة لإستعادة كامل الأراضى المصرية… ولولا تقاعس بعض الحكام العرب وتدخل أمريكا والغرب لإنتهت إسرائيل بكاملها !!!وإستمر بنفس السياسة التى أجدها من الحكمة بزيارة إسرائيل وفتح أفق جديدة لمعاهدة سلام لتؤمن خطة إصلاح إقتصادى وأمن غذائى يشمل الجميع والإنفتاح الإقتصادى على العالم بأجمع كما كانت أيام التجارة الإولى للعرب والمسلمين وفتحت الدولة كل أبوابها للإستيراد من الخارج وخصوصا السلع الإستهلاكية والترفيهيية وكأننا لا نحب الإنتاج ولا التفوق وكان لهذا النظام مالة وما علية وإنقسم المجتمع لفئتين . فئة غنية بفعل الإستيراد .وفئة فقيرة بفعل الإستهلاك . وبالطبع هو ليس مسئول عن ذلك وتكمن المسئولية على عاتق وزراء الإقتصاد والإنتاج فى تلك الحقبة !!!وإنتهى عصر وعمر السادات على أيدى غادرة وسط زهوة بنصرة يوم إحتفال أكتوبر المجيد بساحة النصر و أولئك القتلة الفجرة قد قتلوا بفعلتهم بعض أحلام هذا الشعب لأنة كان بحق يريد بناء دولة وإقتصاد قوى طبقا لإسس إنتاجية وغير إستهلاكية حسبما تقدم وكانت تترصد الزعيم بسبب فصلة الدين عن السياسة وتجاوزة مع بعض شيوخ الفتنة حسبما يزعمون لكنهم خسروا وخسر هذا الشعب !!!وظهر النائب الأول حسنى مبارك الذى ركب على إنجازات حرب إكتوبر بزعم صاحب الضربة الجوية وهناك من هلل وصفق وأشاد نفاقا وإفتراء على رجال كثيرون ساهموا فى هذا النصر وأعلن عن المؤتمر اٌلإقتصادى وخطة إصلاح لمدة خمس سنوات وإستمرت الوتيرة بتصاعد وجدية وإخلاص حتى عام 90 فعندها بدأت الصفقات والتربيطات وجنون العظمة وحب السلطة والكرسى ومن هذا التاريخ والإقتصاد المصرى يتأرجح بين الهبوط والصعود بسبب ظهور فئة المنتفعين من القرب من العائلة الحاكمة بأمر الشيطان وأطاح مسلسل التوريت للمخرج صفوت الشريف بآمال هذا العجوز المتصابى وأسرتة التى تملك من الأموال ما لايعد ولا يحصى . وقد فشلت بالفعل كل الأجهزة الرقابية فى حصر تلك الأموال !!!وقامت الثورة المصرية الأخيرة وقضت على رموز عهد مبارك وعائلتة لكن مازال يتبقى من الذيول ما وجب قطعها … وخرج الشعب المسكين من عهد مبارك صِفر اليدين وخالى الجيوب والبطون وظهرت فئات مجتمعية فوق القانون وفوق الدولة وفوق الشعب وتجمعت الملايين لإسقاط مبارك وأفلحوا بثورة نظيفة تخلو من النفاق … إلى أن ركب من ركب وأولهم جماعة الإخوان والإسلاميين وبعض النخبة ممن يجيدون السباحة فى أى تيار ..وتم تحييد الثوار وإستقطابهم على أيدى خبيرة فى تلك الأمور وفرح من فرح بالكاميرا والتوك شو إلى أن سقطنا جميعا فى بئر ومستنقع الفشل !!!وجاءت الإنتخابات الرئاسية والمشكوك فى نزاهتها وجهل مؤيدى الرئيس المنتخب بعد أن إختفت الإحتياطيات النقدية بفعل الفترة الإنتقالية بواسطة مجلس مبارك العسكرى والكل بات يهلب وينهب على كل المستويات فى غياب الأمن والقانون وحب مصر الحزينة فستجد أمولا مهربة وتجد تعدى على المال العام وتجد نفاق سياسى منقطع النظير من كل أبواق الإعلام والنخبة وممن طفوا على خبث الثورة بعد غليانها……… ولنبحث سويا .. أين الثوار الآن .. فمنهم مكتئب حزين …وكثير منهم قد ترك البلاد والعباد داخل وخارج الوطن !!!وبدأ العهد الإخوانى والإسلامى الأول ومازال الوطن يترنح بعد أن صعد الدولار لأعلى سعر من تواجدة فى الساحة المالية وإرتفعت الأسعار بالطبع وبات الرئيس المنتخب ومجموعتة الفنية فى وضع سيئ جدا ومازالوا يمارسون العناد والكبر وعدم الإعتراف بحقيقةالأزمة المالية وتدخل جزيرة قطر فى شئوننا الداخلية وشبهة بيع سيناء وقناة السويس بعقود إمتياز كأيام الإحتلال الإولى !!!والآن ماذا جنى المواطن المصرى من كل هذة الحركات والثورات … فالكل محلك سر … ومازال هناك الكثير لنفعلة من أجل هذا الوطن … فهل ستكون مصر العروبة والإسلام والحضارة مقبرة الأحلام ؟؟؟؟ هذا ماسنراة فى القريب العاجل !!! 
 

التعليقات