مصر الكبرى
متاهة الإخوان..ومكلمات النخب!
إن محاولة الانتحار التي تجاهلتها جميع الجهات من عدة أيام لأحد المواطنين الذي ضاقت به سبل الحياة وقرصه الجوع لأنها ليست في حاجة إلى توظيفها لصالحها حتي تسلط عليها الأضواء وتستقطب بها مايحقق لها غرضا أو مصلحة وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن حال الشعب وماأفضت إليه الدولة من تدني مستوي المعيشة لديه يتجاوز هذه الحالة الفردية ! فلنا أن نتخيل كم مشنقة يقيمها جوعي ومطحوني وفقراء هذا البلد ولايدري بهم أحد حتي يستوقفهم ويمنعهم من إزهاق أرواحهم التي هانت على أصحابها من فرط مايعانونه, فالجوع والفقر والحاجة وضيق ذات اليد مذلة مابعدها مذلة لايستطيع احتمالها إنسان دون أن يكون هناك بصيص من أمل في غد أفضل وعيش كريم ورزق يسد رمق الجوع وهذا أضعف الإيمان ! فهوان الروح يكون بلا أدني ندم حينئذ..وإذا هانت النفس على الإنسان بهذا الشكل لنا أن نتصور بأي روح سيقبل الشعب على يوم ال25 من يناير الذي سننصبه قريبا بيوم الخلع العالمي للأنظمة الديكتاتورية الفاسدة إذا ماجنحت الجماهير في هذا اليوم إلى المطالبة بإسقاط النظام الذي يعد العدة من الآن لتحويل
ذكري الثورة إلى احتفالات وكرنفالات وهذا دليل على أن نظام الحكم في غيبة تامة عن نبض الشارع الحقيقي وإن كنت لاأندهش كثيرا من سلوكهم هذا فهم بحق قد غنموا وحدهم من الثورة وغنموا "مصر" ونعموا بحياة القصور ونعيم السلطة يتمرغون فيها فبطبيعة الحال هم يرون أن ماحققوه من الثورة مدعاة للإحتفال من جانبهم!! وعلى الجانب الآخر نري معظمنا إنها ذكري يشوبها الكثير من الحزن فهي ذكري سنوية لضحايا الثورة من خيرة شبابها ففي بيوت ذويهم تقام سرادقات العزاء في هذا اليوم وستذرف دموع الإفتقاد والوحشة للراحلين ممن سالت دماهم من أجل الوطن !وهي دماء قد راحت هباء لأنها لم يضحَ بها من أجل أن يسرقها الأخوان وتتردي أحوال البلد أكثر من ذي قبل ! وقد تاه الشعب من كثرة اللغو واللغط من جانب التيار المدني وجبهة الانقاذ التي لم ولن تنقذ شيئا فمفاصل الدولة مقبوض عليها ملغمة برجال الجماعة الحاكمة ولامناص منهم في اعتقادي إلا بإسالة المزيد من الدماء فما خشيناه من تهديدهم بحرق مصر إذا مالم يتمكنوا من الحكم آت لامحالة ولافكاك منه إذا كان دعاة الثورة مستمرة مازالوا في حماستهم وإصرارهم لإنقاذ البلدمن عتامة وجاهلية تخيم على أجوائه سوادا ونكدا وغما وغيابا كاملا لأي بارقة امل رغم توالي الفرص لهم ليعرضوا خطة واحدة تسكن آلام الشعب وتصبره على كل هذا الإحباط والتوهان في بوتقة الإخوان !أو "مكلمات النخب"!