محليات
المصريين بالخارج بين حلم الإستثمار في وطنهم و المزايدة عليهم
أزعجني مؤخرا بعض التصريحات من بعض مسئولي وزارة الإسكان أن المصريين العاملين بالخارج يجب أن يتسلموا أراضي بيت الوطن على حالتها بدون مرافق و يسددوا الأقساط قبل موعدها المحدد في شروط الحجز بدعوى أن البلد بحاجة للدعم و بحاجة للدولارات و يجب علينا دعم الدولة و الوقوف بجانبهاهذا التصريح يحمل كم من المغالطات و المزايدات ما لا يمكن أن يمر مرور الكرام .
أولا سيدي المسئول أنت لست أكثر وطنية من أي مصري عامل بالخارج لتزايد عليه بهذا الشكل الفج القبيح الغير مقبول
ثانيا ما نتحدث عنه في مشروع بيت الوطن هو تعاقد إستثماري بين وزارة الإسكان و المصريين العاملين بالخارج فيه حقوق و واجبات على كلا الطرفين
المغتربين قاموا بما عليهم و سددوا إلتزاماتهم و بقى على الوزارة أن تقوم بإلتزاماتها المحددة طبقا للقانون و الشروط و اللائحة العقارية
ثالثا, تأخير تسليم الأرض تتحمل مسئوليته الكاملة وزارة سيادتكم لتقاعسها عن القيام بواجبها و إسنادها التنفيذ لشركة لا تمتلك إمكانيات تؤهلها للتنفيذ و سوابق أعمالها غير مشجعة و “إبني بيتك” موجود و شاهد و الله وحده أعلم كيف تم هذا الإسناد و على أي أساس
رابعا, الإسراع بتنفيذ المرافق و التسليم بالشروط المتفق عليها و التي تنص عليها اللائحة العقارية سيسرع من عجلة التنمية و البناء و توفير فرص العمل و ضخ المزيد من الأموال و الإستثمارات و التي سيكون أغلبها بالدولار لإنها من المغتربين
خامسا, بدلا من أن تزايد علينا سيدي المسئول فلتقم بواجبك الذي تتقاضى عنه راتب و مكافآت, فلتكن على قدر المسئولية الملقاة على غاتقك
الوطنية ليست في أن تطلب مننا أن نتنازل عن حقوقنا و إنما أن تقوم سيادتك بواجبات وظيفتك
الوطنية سيادة المسئول أن تشجع على ضخ المزيد من الإستثمارات من الداخل و الخارج عبر الوفاء بتعهداتك و القيام بوظيفتك كما يجب بدلا من أن تطلب من صاحب الحق أن يتنازل عن حقه من أجل أن تحمي منصبك و كرسيك
الوطنية سيادة المسئول أن تطرح مزيدا من الفرص و تشجيع أكثر من 9 مليون مصري يعملون بالخارج على الإستثمار في وطنهم و ضخ العملة الصعبة بدلا من الإستثمار بالخارج
الوطنية سيادة المسئول أن توفر المناخ المناسب للإستثمار الذي يحقق المنفعة المتبادلة بين الدولة و المصري العامل بالخارج بما يساعد على توفير فرص العمل و دفع عجلة التنمية و الإقتصاد للأمام
مصر وطننا تمر الآن بمرحلة هامة في تاريخها و تحتاج لتكاتف الجميع و المصريين العاملين بالخارج الذين يمثلون أكبر مصدر للعملة الصعبة بما يعادل أكثر من 4 أضعاف دخل قناة السويس على أتم إستعداد لضخ المزيد و المزيد و إعلان مبادرات لدعم الإقتصاد و لكن عندما يكون من يجلس على كرسي المسئولية على قدر هذه المسئولية, عندما يؤدي وظيفته كما يجب, عندما يفي بتعهداته, عندما يتوقف عن المزايدة على غيره و محاولة الإلتفاف على القوانين
العائق الرئيسي الآن في مصر و الذي يقف حائلا أمام دفع عجلة الإستثمار و النمو الإقتصادي هو البيروقراطية الحكومية و المسئول الغير مسئول, الرجل الغير مناسب و الذي لا يصلح ليقود مسيرة التنمية و الإستثمار في هذا العصر لإنه يعمل بعقلية بالية لم تعد تصلح, من لا يعنيه إلا أن يقول تمام يا أفندم و كله تمام حتى و لو بالكذب و الخداع
سيادة المسئول, كف عن المزايدة و الألاعيب و إبدأ في القيام بواجبك الحقيقي أو إرحل و اترك منصبك لمن يستحقه
سيادة المسئول, مصرنا تستحق أفضل من هذا فلا تكن أنت الترس المكسور
الله و الوطن من وراء القصد