عين ع الإعلام
نبيل العربي: إيران ليست عدوا
في حوار خاص لمجلة السياسة الدولية قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أن تغيير النظام السوري تقرر على المستوى الدولي، لكنه أوضح أن المشكلة في آلية تنفيذ ذلك. في الوقت نفسه، رأى أن إيران ليست عدوا ، لكن أكد ضرورة توقف تدخلها في الشئون الداخلية لدول الخليج، ومحاولاتها في مسألة التشيع في مصر.
وفي لقاء خاص أجرته “مجلة السياسة الدولية” – نشرت تفاصيله الكاملة في عدد يناير 2013- قال العربي: ” تغيير النظام الحاكم في سوريا تقرر علي المستوي الشعبي بالثورة التي تشهدها منذ مارس 2011، وكذلك على المستوي الدولي منذ اجتماع جنيف، ولكن يتوقف التنفيذ على مجلس الأمن، خاصة الدول الخمس الكبرى التي تسيطر على قرارات المجلس. وهنا، يمكننا القول أيضا إن إيران لها دور، لأنها تساعد النظام السوري مساعدة ضخمة، ولكنها خارج هذه العملية”.
وفي مواجهة المؤشرات المتصاعدة حول سيناريوهات تجزئة سوريا، أكد أن الإبقاء على سوريا موحدة، واستقلالها وسلامتها الإقليمية، والمحافظة على ترابها، يأتي على قمة أولويات الجامعة العربية. وتابع: عندما زرت سوريا ثلاث مرات في العام الماضي ، وقتها كان حديثي مع الرئيس بشار الأسد بمنتهي الصراحة والوضوح، وطلبت منه ثلاثة أمور، هي: أولا: ضرورة وقف إطلاق النار والقتال، ثانيا: الإفراج عن المعتقلين والأسري، وهم بأعداد كبيرة جدا، ثالثا: -وهي من أهم ما يمكن- ضرورة البدء في إجراء إصلاحات سياسية حقيقية.
واستبعد التدخل الدولي في سوريا على غرار ليبيا، وقال: لا أعتقد أن الظروف متشابهة بين سوريا وليبيا. فلدى المعارضة السورية جيش له قيادة موحدة، ويتم تسليحه من أطراف، لا أعرف من أين، ولا علاقة لجامعة الدول العربية بهذا الموضوع، ولم يصدر أي قرار بالتدخل العسكري في سوريا، وأستبعده تماما، فلم يصدر قرار من الجامعة في هذا الموضوع.
وحول الدور الإيراني بالمنطقة، قال العربي إن “إيران لا نعدها عدوا، ونتعامل معها عندما تتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية لدول الخليج، وأيضا التوقف عن محاولاتها بالنسبة لمسألة التشيع لمصر”.
أما تركيا، فوصفها الأمين العام للجامعة العربية بالدولة النشيطة التي ترغب في مساعدة دول عربية كثيرة. وقال: بعد أن كان توجه المسئولين الأتراك منذ عشرين عاما هو السعي بجميع الوسائل للحاق بقطار الاتحاد الأوروبي، إلا أنهم وجدوا أن لهم مصالح أكثر في أن يتجهوا إلى المنطقة العربية، ونحو الدول الإسلامية ، حيث لديهم أنشطة كبيرة في مجالات البناء والتشييد والفنادق.
ورفض المقولات التي تتحدث عن أن انشغال الشعوب العربية بثوراتها سيقلل من أهمية القضية الفلسطينية، وسرد أدلة تدل على أهمية فلسطين المحورية قائلا: عندما حدث اعتداء على بعض الفلسطينيين وعلى بعض الجنود المصريين على الحدود، خرجت في مصر تظاهرات غاضبة، وتعرضت السفارة الإسرائيلية للاعتداء، وكان ذلك أثناء حكم المجلس العسكري، ولم يكن في عهد الإسلاميين إطلاقا. كذلك الإنجاز الكبير، الذي تحقق في 4 مايو 2011 بتوقيع المصالحة الفلسطينية، لم يكن أثناء حكم الرئيس محمد مرسي، بل كان المشير محمد حسين طنطاوي هو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وحول الأوضاع الداخلية حول مصر، أكد أن مصر تمر بمرحلة مخاض لم تتضح معالمها بعد، وشدد على ضرورة استعادة القاهرة دورها المحوري في المنطقة، وهذا يتطلب أن تكون نموذجا ديمقراطيا. وعلق عبور مصر المرحلة الانتقالية على شرط أن يتحلى الإسلام السياسي فيها بالديمقراطية. وتابع :” لكن لكي تعود مصر للقيام بهذا الدور المحوري، فلا بد أن تكون نموذجا، وهذا النموذج يتطلب أن تكون هناك ديمقراطية”.
وعبر عن تفاؤله بتأثير الثورات العربية، لأنها من المفترض أن تؤدي إلى حكم رشيد، موضحا “أن من يحكم دولة، لا بد أن يبحث عن مصلحة الشعب، والأمور لم تتحدد معالمها، ولم تتبلور بعد. وهناك تخوفات حاليا، ولكن هذه أمور طبيعية في مرحلة التحول والمخاض. لكن لا شك، عندما تكون هناك حكومات تبحث عن مصلحة الشعوب، وليس مصلحة الحاكم، فهذا يؤدي بصورة قطعية، دون أدنى شك، إلى المصلحة العامة”.