آراء حرة

07:47 صباحًا EET

عمرو عبدالرحمن يكتب: 25 يناير : انتقام الاستعمار واخوانه من مصر 52

يوم 25 يناير 1952 : وفي موقعة الاسماعيلية الشهيرة .. ربما انتصرت قوات الاستعمار البريطاني علي قوات الشرطة المصرية “عسكريا” يوم المواجهة غير المتكافئة بين جيش نظامي مدجج بالدبابات والمدفعية الثقيلة، وبين رجال كل ما قاتلوا به كان حفنة من الأسلحة الخفيفة ، وبالرغم من ذلك فقد صمدوا أمام جحافل العدوان البريطاني بل وأجبروه علي احترام بسالتهم وفدائهم للوطن في إذلال ما بعده إذلال لإمبراطورية غربت شمسها في مصر إلي الأبد.

لقد خرجت مصر هذا اليوم مهزومة عسكريا ولكن الأهم ، منتصرة سياسيا .

فقد تحول اليوم إلي ذكري للشهادة والصمود في وجه الاحتلال ، وكاد يفجر ثورة الشعب المصري كله ضد الاستعمار وعملائه ، لولا تدخل صبيان بريطانيا في مصر ” الاخوان المسلمون ” لتحويل مجري فوران البركان ، وإطفاء لهيبه المشتعل في صدور الشعب بتدبير حريق القاهرة الكبير يوم 26 يوليو 1952 .. الذي جاء كصدمة مفاجئة وطعنة في ظهر الأمة المصرية وإنقاذا لمن صنعهم بيديه القذرة : الاحتلال البريطاني .

إلا أن عدوان الاحتلال ومؤامرات أعوانه الاخوان ، لم يؤخر الثورة إلا قليلا ، فسرعان ما تفجرت مجددا بسيناريو مختلف ، بقيام جيش مصر الوطني بقيادة ثورة الشعب في 23 يوليو 1952 .

وفي حين فشلت محاولات جماعة الاخوان الماسونية في تسلق جدران الثورة علي أكتاف قادتها ، مستغلين حسن نوايا المصريين ، بعد ان انكشفت جرائمهم ودسائسهم في أكثر من مناسبة ، فقد ظلت الجماعة وآلهتها ” المخابرات البريطانية ثم الأميركية ” تحمل شهوة الانتقام من مصر علي مر العقود.

= لندنسان .. بيت الشيطان

بدأ التغلغل الاخواني في الغرب بدعم الكيان الصهيو ماسوني العالمي ، بعد طردهم شر طردة من بر مصر المحروسة .

وتحولت لندن بالتحديد إلي كعبة وقبلة الاخوان الارهابيين من كل مكان في العالم ، حتي اشتهرت العاصمة البريطانية أخيرا بلقب : لندنسان .. بيت الشيطان .

وعلي الضفة الأخري من الأطلنطي ، توثق التواطؤ بين سكان البيت الأبيض والجماعة الماسونية بالتحديد من عهد الرئيس آيزنهاور منذ أوائل الخمسينات تحت شعار ” دعم أمريكا للإسلام المعتدل ” ضد نموذج الإسلام المصري المتحضر بطبيعته السمحة مع نفسه ومع الآخر .

= ستينجر والهامبرجر الامريكاني

عادت الجماعة الارهابية تدق أبواب مصر بعنف مجددا بعد أن أفرج السادات عن سجنائها من عهد ناصر ، فتلاقوا مع العائدين من أفغانستان بدعوي قتال الروس بقيادة المخابرات الامريكية ، في المعارك التي استخدمت فيها أمريكا أعوانهم الجدد … ( حذاء بريطانيا القديم ).

وتحول الاخوان بقيادة اسامة بن لادن و ايمن الظواهري إلي  مرتزقة برايات سود ، بدعوي الجهاد ضد ” الكفار ” – السوفييت (!!!) وبدعم الـ”الأطهار” الامريكيين ، من أول صواريخ ستينجر وحتي وجبات الهامبرجر …!!!

وسمعنا لأول مرة عن تنظيم التكفير والهجرة كطفل سفاح لهذا اللقاء الحرام بين ارهابيي الداخل والخارج.

كانت أولي جرائم هذا التنظيم الارهابي، هي العملية التي دبروها لاغتيال الرئيس محمد أنور السادات ، يوم احتفال مصر بانتصارها العظيم علي ” اسرائيل ” .. في المعارك التي دارت رحاها في اكتوبر 1973 ، ورفض الاخوان – خوارج الدين والوطن – نيل شرف المشاركة فيها.

ثم جاءت اللحظة المناسبة لتحالف أعدائنا علي نية الانتقام الأسود من مصر ، حيث تحالفت أجهزة الاستخبارات البريطانية والأميركية والاسرائيلية ومعهم الاستخبارات التركية (شريكة بريطانيا في عدوانها القديم علي الامبراطورية المصرية بعهد محمد علي) ، مع قوي الشر الاخوانية.

وكان عنوان اللحظة التي تم التدبير لها بليل : يوم 25 يناير .

يوم 25 يناير 2011 ، وبعد 59 عام من موقعة الاسماعيلية، انطلق العملاء والجواسيس من حركات 6 ابريل والاشتراكيين الثوريين ، والليبراليين امثال محمد البرادعي ووائل غنيم واسماء محفوظ واسراء عبدالفتاح واحمد ماهر واحمد دومة بعد تدريبهم في معسكرات صربيا وأروقة واشنطن علي كيفية التحكم في الجموع وتحريضها ضد الدولة ، وفقا لنظرية نبي الربيع الماسوني ؛ جين شارب .

كان الهدف هو تمهيد الطريق لنزول جماعة الاخوان يوم 28 يناير ، استغلالا لغضب الشعب ضد فساد النظام ثم تحويل الغضب إلي صراع بين الشعب ومؤسسات دولته بهدف إسقاط الدولة كلها .. مصر كلها .. وليس فقط النظام ، ثم المتاجرة بدماء الأبرياء الذي راحوا ضحية المؤامرة مدنيين وعسكريين ورجال أمن، حسبما كان مدبرا في النسخة المصرية من سيناريو ” الربيع ” الذي انتهي دائما بوصول جماعات الارهاب إلي الحكم أو سيطرته علي بلاد العرب .

إلا أن ثورة يوم 30 يونيو 2013 ، قلبت المائدة علي مخططات الخراب في أرض العرب .. فتوحدت قوي الشعب وجيشه وشرطته بعد أن أدركوا من أي جحر أتتهم اللدغة السابقة، وانتهت المعركة بانتصار مصر المحروسة علي أعدائها.

وهذه الأيام تعيد قوي الشر تجميع راياتها لكن بسيناريو مختلف ، ولكن التنظيمات لم تتغير:
( 6 أبريل – الاشتراكيين الثوريين – جروبات الاولتراس بعد اختراقها من الاخوان والسلفيين ).

كلها تحاول الحشد مرة أخري لتمهيد الطريق أمام عودة شرعية الارهاب وشريعة الغاب بدعم استخباراتي تركي قطري امريكي و…. بريطاني.

فهل تنتصر مصر مرة أخري أم تسقط لا قدر الله.

هذا هو السؤال الذي سيكتب الشعب إجابته بيده شعبا وجيشا وشرطة خلال الأيام القادمة.

فإما تسقط مصر إلي الأبد بلا رجعة كما يتمني أعداؤها . أو تصمد مجددا بروح الأمة القائدة، روح مصر المحروسة المنصورة بإذن ربها .

*** حفظ الله مصر وهزم أعداءها بأيد جندها خير أجناد الأرض

التعليقات