سياحة وسفر

08:30 صباحًا EET

#مصر_بلادى_الجميلة 12 (دير القديس سمعان الخراز)

فى اخر يوم من ايام العام اتقدم اليكم جميعا بااجمل الامنيات لعام جديد سعيد وفى هذا اليوم نتجول فى منطقة المقطم لنرى معا دير القديس سمعان الخراز (الدباغ)

دير القديس سمعان الخراز

سمعان الخراز

لم‏ ‏يذكر‏ ‏التاريخ‏ ‏عن‏ ‏نشأة‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏الكثير‏ ‏لكن‏ ‏تذكر‏ ‏المخطوطات‏ ‏الأثرية‏ ‏أنه‏ ‏مصري‏ ‏قبطي‏ ‏أرثوذكسي‏، عاش في القرن العاشر في مصر ‏تعلم‏ ‏مهنة‏ صناعة وتصليح‏ ‏الأحذية‏ ‏ولذلك‏ ‏سمي‏ ‏بالخراز‏، ‏ولما‏ ‏شعر‏ ‏أن‏ ‏مهنته‏ ‏هذه‏ ‏قد‏ ‏ترهقه‏ ‏أحيانا‏ ‏تركها‏ ‏إلي‏ ‏مهنة‏ ‏أخري‏, ‏هي‏ ‏دباغة‏ ‏الجلود‏ ‏فأطلق‏ ‏عليه‏ ‏لقب‏ ‏الدباغ‏ ‏أيضا‏, ‏ويعرف‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏موجودا‏ ‏في‏ ‏بابليون‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏في‏ ‏زمان‏ ‏البطريرك‏ ‏الأنبا‏ ‏إبرآم‏ ‏السرياني‏ 975 – 979‏م‏، ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الخليفة‏ ‏المعز‏ ‏لدين‏ ‏الله‏ ‏الفاطمي‏ ‏أول‏ ‏حكام‏ ‏الدولة‏ ‏الفاطمية‏ ‏في‏ ‏مصر،, وكان رجلاً تقياً صالحاً، جاءت إلى دكانه يوماً امرأة لتعرض عليه حذاءها ليصلحه لها وبينما كانت تقوم بخلعه وقعت عينا سمعان على ساقها فاشتهاها، فللوقت قام بقلع عينه بالمخراز منفذاً بذلك شكل حرفي لإحدى وصايا السيد المسيح التي يقول فيها : إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم.” (متى 28:5 – 29). وعندما بلغ الأمر للكنيسة قرر الكهنة مسامحته على ما فعل لأنه قام بذلك ببساطة ودون فهم حقيقي لرمزية الوصية.

نقل جبل المقطم

بحسب الرواية الدينية فإن يعقوب ابن كلس – اليهودي الأصل – وزير المعز لدين الله، فى ذلك الوقت كان يعادي المسيحيون بشدة، وأما الخليفة فقد كان رجلاً محباً للمعرفة ولمجالس الأدب. فدعا هذا الأخير بطريرك الأقباط يباحث اليهود في مسائل الدين في حضرته، لبى البطريرك الدعوة مصطحباً معه الأسقف ساويروس بن المقفع. وخلال النقاش أتهم ساويروس اليهود بالجهل مستشهداً بآية من سفر أشعياء تقول: “الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف ! شعبي لا يفهم!” (إشعياء 1: 3). أثار ذلك غضب بن كلس الذي قرر مع أحد رفاقه الرد على المسيحيين من خلال تصيد ثغرة ما في كتبهم، وخلص بحثه إلى آية في العهد الجديد يخاطب فيها المسيح تلاميذه “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم”(مت 20:17).

عرض الوزير تلك الآية على الخليفة وطلب إليه أن يجبر المسيحيين إثبات زعم كتابهم هذا، راق اقتراحه للخليفة الذي كان يريد التخلص من الجبل الكائن شرق القاهرة، ومن ناحية أخرى فإن تملص المسيحيين من تحقيق الآية الإنجيلية سيكون لهو دليل على بطلان دينهم ومعتقداتهم.

بعث المعز للبطريرك يعلمه بطلبه مهدداً إياه إذ فشل بعواقب وخيمة ومنحه مهلة ثلاثة أيام لتنفيذ ذلك. قامت الكنيسة كلها في البلاد خلال تلك الفترة بالصوم والصلاة. تكمل الرواية الدينية القصة متحدثة عن ظهور مريم العذراء  للبطريرك في صباح اليوم الثالث، أخبرته بأن يخرج ليرى رجلاً يحمل جرة ماء سيكون هو المختار للتتميم المعجزة على يديه.

وعند تنفيذه لوصية العذراء وجد سمعان الخراز فكلمه بما حدث وأما هذا الأخير فقد طلب من البطريرك أن يبقى بين الشعب في اليوم المقرر لنقل الجبل  خلف البابا ومن هناك سوف يقوم بالصلاة بينما يقوم البطريرك برسم علامة الصليب، وتم ذلك كما قال حيث وقعت زلزلة عظيمة وتحرك الجبل حتى بانت الشمس من تحته وارتعب الجميع وشهدوا لإله البابا والمسيحيون،  وتقدم المعز لدين الله إلى البابا الأنبا ابرام وطلب منه أن يكف عن الصلاة  ليقف الجبل عن التحرك.  وسمى الجبل  بالمقطم او المقطع أو المقطب لأن سطحة كان متساوياً أى متصلا فصار ثلاث قطع واحدة خلف الاخرى ويفصل بينهم مسافة.

وكان لهذه المعجزة الجبارة عدة نتائج هامة فبعد أن تمت المعجزة انفرد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي بالبابا ابرام بن زرعة وقال  له اطلب ما تشاء فأفعله لك، فقال له البابا لا اطلب إلا ان يطيل الله حياتك ويمنحك النصر على أعدائك، ولكن الخليفة أصر ان يطلب البابا شيئا، فطلب البابا إعادة بناء كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين في بابليون اذ قد هدمها بعض السوقة والرعاع وكذلك ترميم كنيسة المعلقة، وفعلا حرر الخليفة مرسوماً بذلك وأمر بصرف تكلفة هذه الأعمال من خزينة الدولة، واعتذر البابا عن أخذ المال وقال للخليفة أن الذي نبني له الكنيسة قادر على أن يساعدنا حتى نتممها وهو غير محتاج إلى مال العالم.

  وقد كان تجديد بناء كنيسة مرقوريوس أبى سيفين فاتحة عهد من البناء والتجديد فتجدد عدد كبير من الكنائس قد تم تجديدها وترميمها.

                                                     
والى لقاء جديد ورحلة جديدة يوم السبت القادم ان شاء الله .

التعليقات