محليات
إصدار أكثر من 60 ألف فتوى واعتمادها كمرجعية بالبرلمان الأوربي
بلغ عدد الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية في عام 2015 أكثر من 60 ألف فتوي شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة،فيما أرسلت الدار على مدار العام عدة حملات وقوافل إفتائية إلى النمسا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وسنغافورة وكازاخستان والبرتغال وأسبانيا وباكستان ودول غرب إفريقيا وأمريكا وجيبوتي والمغرب ولبنان والإمارات واليونان وغيرها من دول العالم، حيث التقت خلالها رؤساء الدول والوزراء وعقد ندوات ومحاضرات في كبرى الجامعات هناك عن الإسلام الوسطي، وعقد العديد من اللقاءات والفعاليات الجماهيرية والإعلامية.
جاء ذلك في التقرير السنوي لدار الإفتاء المصرية لعام 2015، والذى يعد عام الإنجازات الكبرى للدار وشهد جهودا دؤوبة من الدار وعلمائها وعلى رأسهم فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية من أجل القيام بالدور والوظيفة، وتحقيق الغاية والهدف، وقد استطاع مفتي الجمهورية أن يحافظ على مؤسسية الدار وخطابها المتزن المتسم بالوسطية والاعتدال الداعم لمد جسور التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة.
وأشار التقرير إلى أن من أهم الإنجازات اعتماد دار الإفتاء كمرجعية للفتوى في البرلمان الأوربي فيما يخص الفتوى وقضاياها، لبلورة خطاب إفتائي رصين يلبي متطلبات المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا, بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.
كما تم إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم 15 نوفمبر الماضى ومقرها القاهرة واعتماد اللائحة التنفيذية لها، وانتخب فضيلة المفتي بالإجماع رئيسا لها بحضور أكثر من 30 مفتيا من مختلف دول العالم, وطرح استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف في الفتوى وصياغة المعالجات المهنية لمظاهر التشدد في الإفتاء, والتبادل المستمر للخبرات بين دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، ووضع معايير وضوابط لمهنة الإفتاء وكيفية إصدار الفتاوى تمهيدا لإصدار دستور للإفتاء يلتزم به المتصدرون للفتوى.
ونوه التقرير بانعقاد المؤتمر العالمي للفتوي كأول مؤتمر دولي في تاريخ دار الإفتاء في أغسطس الماضى تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية, والاتفاق على جملة من المبادرات والتوصيات كان أهمها إنشاء أمانة عامة لدور وهيئات الفتوى في العالم، ومركز عالمي لإعداد الكوادر القادرة على الإفتاء عن بعد، وكذلك إنشاء مركز عالمي لفتاوى الجاليات المسلمة بهدف إعادة المرجعية الوسطية في الفتوى.
وأوضح التقرير أن دار الإفتاء أصدرت هذا العام مجموعة من الإصدارات التي أثرت المكتبة الإسلامية وساهمت في بناء خطاب إفتائي رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر يأتي في مقدمتها موسوعة الفتاوى المهدية في 20 مجلد وكتاب يؤرخ لمسيرة الفتوى بالديار المصرية وكتاب فقه الجندية من واقع فتاوى دار الإفتاء المصرية لفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وكذلك أبحاث وأعمال مؤتمر الفتوى في مجلدين.
كما أصدرت دار الإفتاء أيضا مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية للرد على مجلة “دابق”، التي تصدرها “داعش”، وأخرى باللغة العربية بعنوان “إرهابيون”، لتفكيك الفكر المتطرف والعقائد الخطيرة التي تعتمدها الجماعات الإرهابية فيما أصدر كذلك مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء كتابه الأول ضمن سلسلة إصداراته لمواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، والذي جاء بعنوان “تنظيم داعش.. النشأة والجرائم والمواجهة”, حيث جاء كتاب مرصد الإفتاء في ستة فصول متنوعة تفند وترد على مزاعم وتأويلات جماعات العنف والتكفير حول العالم وخاصة تنظيم “داعش” الأكثر عنفا وتطرفا ودموية بين التنظيمات الإرهابية.
وأشار التقرير إلى إصدار دار الإفتاء موسوعة تضم نحو 1000 فتوى ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية, معظمها وردت من دول غربية, وتجيب عن كل ما يدور في أذهان المسلمين في الغرب، حول مختلف المسائل, بخاصة الشبهات التي يعتمد عليها “داعش” وغيرها من الجماعات المتطرفة.
وحول جهود الدار في التصدي للفكر المتطرف خلال العام الحالى فقد أنشأت دار الإفتاء المصرية مرصدا لرصد فتاوى التكفير والآراء المتطرفة التي تعتمد عليها جماعات الإرهاب في تبرير أفعالها الإجرامية، حيث يقوم هذا المرصد بالرد عليها وتفنيدها والتحذير منها وانتهت الدار من أول موسوعة إفتائية عن التكفير تضم تحليلا لمسائل التكفير والفكر المتشدد وطرق المعالجة الفكرية لقضايا التطرف, ونظرا لأهمية الفضاء الإلكتروني، فقد اهتمت الدار بإنشاء عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل صفحة “داعش تحت المجهر” وغيرها.
كما أطلقت دار الإفتاء مرصد “الإسلاموفوبيا” في ديسمبر, لرصد الإسلاموفوبيا ومعالجتها، وتقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهة هذه الظاهرة، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج.
وتفاعلت مع عدد من كبريات الصحف والوكالات ووسائل الإعلام العالمية مثل (رويترز والأسوشيتدس برس والنيويورك تايمز)، وكذلك كتابة عدد 63 من المقالات المهمة التي نشرت لفضيلة المفتي في الصحف الدولية مثل (واشنطن بوست والإندبندنت ولوموند والتايمز والنيوزويك ولوس أنجلوس تايمز ووول ستريت جورنال ولوفيجارو)، وغيرها من الصحف العالمية لتصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام، ومناشدة المجتمع الدولي بعدم إتاحة الفرصة للمتطرفين في استخدام الدين كأداة ترويجية لأنشطتها غير الإنسانية.
كما وقعت دار الإفتاء خلال عام 2015 سبعة من بروتوكولات التعاون في الداخل والخارج في إطار الجهود الساعية إلى نشر الوعي الديني الصحيح داخليا، وفي أوساط المسلمين في جميع أنحاء العالم وتقديم الدعم الشرعي اللازم لهم وتعاونت مع وزارة الخارجية المصرية لبيان صحيح الدين بإرسال نشرة دينية نصف شهرية باللغة الإنجليزية إلى السفارات والقنصليات المصرية بالخارج بالتنسيق مع وزارة الخارجية.
كما قامت دار الإفتاء المصرية بجهد كبير في التواصل والتفاعل عبر موقعي “تويتر ويوتيوب”، حيث أتاحت الدار عددا من المواد المرئية والمقروءة في تلك الصفحات، بالإضافة إلى نشر الرسالة الوسطية وتوضيح صحيح الدين وأحكامه فيما يطرأ ويستجد على الساحة من قضايا ومسائل تهم مستخدمي تلك المواقع وروادها.
كما أطلقت الدار العديد من الحملات العالمية على الفضاء الإلكتروني باللغات الأجنبية لتوضيح الصورة الحضارية للإسلام, والتي جذبت أكثر من 20 مليون متفاعل حول العالم، وأطلقت دار الإفتاء في أكتوبر البرنامج التدريبي الثالث لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج لتدعيم الشباب بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة، لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة، فيما عقد مركز التدريب أكثر من 20 دورة تدريبية في الداخل والخارج لتأهيل المفتين على صناعة الفتوي.
كما شاركت دار الإفتاء في شهر مايو الماضي في وفد الدبلوماسية الشعبية، الذي زار ألمانيا قبيل زيارة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي إلي برلين، والتقى الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية ممثلي البرلمان الألماني, ورؤساء عدة إدارات بوزارة الخارجية الألمانية على رأسها إدارة حقوق الإنسان لعرض حقيقة تطورات الأحداث في مصر وتصحيح المفهوم المغلوط لديهم حول ممارسات التنظيمات الإرهابية.