سياحة وسفر

07:40 صباحًا EET

#مصر_بلادى_الجميلة 6 (مجمع الأديان)

القرّاء الأعزاء وقبل ان اصحبكم عبر تاريخ مصرنا المحروسة اهنئكم جميعا بالمولد النبوى الشريف وبقدوم أعياد الميلاد المجيدة ومن هذة الارض الطيبة نشأ معنى الأديان وترعرع وتجمع المعنى فى قلب واحد الا  وهو مصر المحروسة ومن هنا سنستمتع معا اليوم بأعظم  تجمع دينى وهو مجمع الأديان ملتقى الحضارات والذى يجمع الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام فى بوتقة واحده فهيا معا نبحر بسفينة التاريخ ونشم عبقه ونعى ان مصر هى ملتقى الحضارات .

عندما تطأ  قدميك هذا المكان تشعر وكأنك داخل حوار الزمن والأديان ، فهنا تجد الكنائس تحتضن المساجد ، فتتداخل اصوات أجراس الكنائس مع صوت الأذان ، فى تناغم داعيا الى الوحدة الوطنية والتراحم ، معلنة أن الدين لله والوطن للجميع ….

منطقة مجمع الأديان بمنطقة مصر القديمة ، ذلك المكان الذى يجمع الأديان السماوية الثلاثة الأسلام والمسيحية واليهودية ، و يضم مجمع الأديان جامع عمرو بن العاص وهو أول مسجد بنى في مصر وإفريقيا ورابع مسجد بني في الإسلام بعد مساجد المدينة المنورة والبصرة والكوفة، بجواره توجد مجموعة من الكنائس والأديرة التي شرفت بتواجد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام والسيدة العذراء خلال رحلتهما في مصر، وبجانب هذا وذاك نجد المعبد اليهودي، الذي شاهد عبادة موسى عليه السلام لله الواحد الأحد.

مسجد عمرو 

فلبدأها أولا بمسجد عمرو بن العاص والذي بنى عام ٢١هـ ، وهو أكبر وأقدم المساجد بأفريقيا ، وقد شارك عدد من الصحابة في تصميمه أهمهم أبي ذر الغفاري ، وبالعودة إلى بداية الفتح الإسلامي لمصر .. نجد أن مسجد عمرو بن العاص يختلف كليا على ما هو عليه الآن فكان سقفه من الجريد والطين ومحمولاً على أعمدة من جزوع النخل وارتفاعه منخفضاً. أما الحوائط فمن الطوب اللبن وغير مطلية ولم يكن له صحن أما أرضه فكانت مفروشة بالقش، وبه بئر يُعرف بالبستان للوضوء. ولم يكن به مآذن ولا أية نوع من أنواع الزخارف سواء في الداخل أو الخارج، وكان محراب الصلاة مسطحاً ومرسوماً على الحائط دون تجويف ثم أدخلت التجديدات والتوسعات على الجامع بعد ذلك على مر العصور.

حصن بابليون

يتميز هذا الموقع بأنه يتوسط مصر بين الوجه البحري والوجه القبلي وبالتالي تم بناء حصن بابليون به للحماية العسكرية الرومانية ليكون خط الدفاع الأول لبوابة مصر الشرقية، ومن خلاله يُحكم الرومان السيطرة على أي ثورات تقوم ضد حكمهم في الشمال أو الجنوب.

ويطلق على الحصن مسمى قلعة بابليون أو قصر الشمع ، ويرجع إطلاق هذا المسمى عليه لانه كان أول كل شهر توقد الشموع على أحد أبراج الحصن ، ويقع بداخل الحصن عدد من المعالم الأثرية القبطية منها المتحف القبطي وست كنائس قبطية ودير، وهي:

كنيسة العذراء والمعـروفة بالمعلقـــة – أبو ســرجه – القديســــة بربارة – مارجـــرجس – قصرية الريحــان – دير مار جرجس للراهبات – مار جرجس للروم الأرثوذكس بجانب المعبد اليهودي .

الكنيسة المُعلقة 

وهى تعد أحد أهم آثار مجمع الأديان وتُعرف بهذا الاسم لأنها شيدت فوق حصن بابليون الروماني على ارتفاع ١٣متراً فوق سطح الأرض وبذلك تصبح أعلى مباني المنطقة.

وتعد الكنيسة المعلقة، التي يرجع تاريخ إنشائها للقرن الخامس الميلادي، من أقدم كنائس مصر وكانت في الأصل معبداً فرعونياً. وفي عام ٨٠ ميلادية أنشأ الإمبراطور الروماني (تراجان) حصن بابليون الروماني على أجزاء من المعبد لاستخدامه في العبادة الوثنية، وعندما انتشرت المسيحية وتحول الرومان للدين الجديد تحول المعبد الوثني إلى أقدم كنيسة رومانية في مصر، التي تقام بها الشعائر الدينية حتى اليوم بانتظام.

ومن مميزات الكنيسة أنها تحتوي على ١٢٠ أيقونة موزعة على جدرانها وتحتوى بداخلها على كنيسة أخرى يصعد إليها من سلم خشبي وهى كنيسة مار مرقص.

كنيسة أبو سرجة

إحدى الرسومات الموجودة بالكنيسة المعلقة 

تم تشريف هذا المكان بتواجد نبي الله عيسى عليه السلام ووالدته به خلال رحلة الهروب من بطش الملك (هيردوس) ملك اليهود، وذلك بالمغارة المقدسة داخل الكنيسة، ولذا يقصدها الزائرين من جميع الطوائف المسيحية في العالم، يذكر أن تاريخ إنشاء الكنيسة يتزامن مع تاريخ إنشاء الكنيسة المعلقة واسمها الأصلى (سرجيوس وأخيس) وهما جنديان مشهوران استشهدا بسوريا فى عهد الإمبراطور (مكسيمنانوس).

كنيسة القديسة بربارة

تعد كنيسة القديسة بربارة من أجمل كنائس الأقباط . تم إنشاءها في أواخر القرن الرابع عشر وكرست باسم السيدة بربارة التى ولدت فى أوائل القرن الثالث المسيحى بانيكوميدا إحدى بلاد الشرق في أسرة غنية وثنية. واعتنقت المسيحية على يد العلامة أوريجانس المصرى ورفضت الزواج لتكريس حياتها لخدمة الديانة التي اعتنقتها واستشهدت في عهد الإمبراطور الروماني ماكسيميانوس بعد أن انتهرت أباها على عبادته الأوثان فغضب عليها وقتلها.

دير الرهبات البنات

يتردد الكثير من المسيحيين على هذا المكان تبركا بالشهيد صاحب الدير لاسيما المصابون بأمراض عصبية وعقلية، ويتميز الدير بتصميمه الرائع، ويتصدر مدخله تمثال محفور على الحجر لمارجرجس وهو يقتل التين بحربته.

ويتكون هذا الدير من قاعة مستطيلة بواسطة حجاب من خشب الخرط إلى مربعين، ويؤدى إلى أولهما مدخل فى الطرف الجنوبى يغلق علية مصراعان خشبيان عاديان يفضى إلى رحبة صغيرة مربعة تتصدرها صورة فسيفسائية للشهيد مارجرجس ممتطيا صهوة جواد وفى يدة اليمنى مما يطعن بة التنين.

بينما يوجد إلى الشرق باب أخر يؤدى إلى قاعة أستقبال بسيطة ليس فيها سوى ست نوافذ أعلا جداريهما الشمالى والجنوبى يتقدم ضلعها الشمالى حجاب من خشب الخرط يتوسطة مدخل يفضى إلى المزار الدينى، وتتوسط ضلعها الجنوبى حنية صغيرة أعدت للشموع التى يضيئها الزوار.

كنيسة قصرية الريحان

أنشئت هذه الكنيسة في بداية القرن الرابع الهجري وتُعرف أيضا باسم كنيسة السيدة العذرء. وفى زمن الملك الحاكم بأمر الله سعى الروم فى امتلاك كنيسة المعلقة بمساعدة أم الملك وكانت روميه، ولما عارض فى ذلك القبط أمر الحاكم باعطائهم كنيسة قصرية الريحان بدلاً عنها. وبعد وفاته استردها القبط مرة أخرى.

كنيسة ماري جرجس

كانت هذه الكنيسة من أحمل كنائس الحصن الرومانى، شيدها الكاتب الثرى أثناسيوس عام ٦٨٤ ميلادية ولكنها لسوء الحظ التهمتها النيران منذ ثمانين سنة ولم يبق منها سوى قاعة استقبال بخارجها تعرف “بقاعة العرسان” يرجع تاريخها الى القرن الرابع عشر.

يذكر أن المنطقة تحتوى على مجموعة أخرى من الكنائس بالقرب من مسجد عمرو بن العاص داخل مدينة الفسطاط وهى: – كنيسة أبو السيفين – الأنبا شنودة – المشيرية – بابليون الدرج – أبا كبير ويوحنا – الأمير تادرس المشرقى – رئيس المــلائــكة ميخائــيل – دير أبى سيفين للراهبات – مارمينا بزهراء مصر القديمة.

المتحف القبطي

يضم أيضا حصن بابليون هذا المتحف الذي أسس عام ١٩١٠م على يد مرقس سميكة باشا، وذلك لأهمية وجود مكان يتسع لضم مجموعات آثرية من العصر المسيحى التي تم تخزينها فى إحدى القاعات القريبة من الكنيسة المعلقة ولتسهيل دراسة تاريخ المسيحية في مصر.

تبلغ مساحة المتحف القبطي الكلية، الذي يرصد تاريخ المسيحية في مصر، حوالي ٨٠٠٠ م كما يبلغ عدد مقتنياته حوالي ١٦٠٠٠ آثر رتبت تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني، وأهم هذه المعروضات كتاب مزامير داود الذي خصصت له قاعة منفصلة.

المعبد اليهودى

ويكمل مجمع الأديان آثار الديانات السماوية الثلاثة بوجود المعبد اليهودى، الذي كان في الأصل معبدا ثم تحول إلى كنيسة حتى عهد أحمد بن طولون وعاد مرة أخرى كمعبد بعد أن اشترته الطائفة اليهودية وزعيمها فى ذلك الوقت إبراهيم بن عزرا، ولهذا يطلق على المعبد أيضاً معبد بن عزرا.

ويستمد المكان أهميته من وجود صندوق سيدنا موسى به ويشرف أيضا بأنه المكان الذي شهد وقوف وصلاة سيدنا موسى بعدما كلفه الله بالرسالة ويدلل على ذلك الكتابات المحفورة على تركيبة رخامية فى منتصف المعبد، ولذا يعتبر المعبد مزاراً هاماً بالنسبة لعدد كبير من السائحين وخصوصاً السائحين اليهود.

التعليقات