سياحة وسفر
#مصر_بلادى_الجميلة
فى اول يوم اسرد عليكم القرّاء الأعزاء نبذات مختصرة من معالم مصرنا السياحية والتاريخية وسنستمر معا على مدى حلقات ثلاثون لنستمتع معا بعبق تاريخ مصرنا الغالية ومعالمها السياحية والتاريخية العظيمة وسنتجول سويا فى جنبات سحر هذة العظيمة
(١)#مصر_بلادى_الجميلة
بدأت وانتهت في مصر
مقبرة الأغاخان ذكرى قصة حب هزمت الفوارق
تمثل مقبرة الأغاخان في مدينة أسوان جنوب مصر، ذكرى أشهر عاشقين شهدهما العالم خلال منتصف القرن الماضي.
وتضم المقبرة المطلة على النيل، رفات محمد شاه أغاخان الإمام الثامن والأربعين للطائفة الإسماعيلية، وزوجته البيجوم “أم حبيبة” التي توفيت قبل تسع سنوات، وأوصت قبل وفاتها بأن تدفن في القبر الذي دفن فيه زوجها قبل عقود، ظلت خلالها وفية لذكراه، وتحرص على زيارته في موعد سنوي لا تغيب عنه، مهما كانت الظروف.
تعرف محمد شاه أغاخان بزوجته “إيفيت لابدوس” التي اشتهرت تاليا باسم “أم حبيبة” في مصر، في نهايات الثلاثينات من القرن الماضي، وكانت ذهبت إلى مصر بعد فوزها بلقب ملكة جمال فرنسا في ١٩٣٨بدعوة من القصر الملكي في مناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد.
وكان أغاخان يتصدر قائمة المدعوين في الحفل الملكي عندما وقعت عيناه للمرة الأولى على تلك الفاتنة الفرنسية، التي دعيت لافتتاح الرقص مع أحد الأمراء المصريين، قبل أن يسارع أغاخان الذي كان يبلغ من العمر وقتها ٦٨عاماً، إلى التعرف إليها معرباً عن إعجابه الشديد بجمالها، وكان الحفل بداية لقصة حب عنيفة جمعت بين الاثنين على التراب المصري، وتوجت بعد عام واحد بالزواج في حفل أسطوري.
ورغم أن “لابدوس” كانت تصغر الأغاخان بنحو ثلاثين عاما، إلا أن زواجهما جاء تتويجا لقصة غرام ساخنة، ودفع لها الزوج وقتها مهراً قدر بنحو “مليون فرنك سويسري”، لتتحول تلك الفاتنة التي كانت تعمل بائعة للورد في فرنسا إلى امبراطورة متوجة، على عرش الطائفة الإسماعيلية التي ظل الأغاخان يترأسها حتى وفاته، ويتحول اسمها إلى “أم حبيبة”، بعد انضمامها للطائفة.
ويقول مقربون من الاثنين إنهما عاشا حياة رائعة رغم الفارق العمري الكبير بينهما، وانتقلت البيجوم إلى مصر للإقامة مع زوجها في سنوات عمره الأخيرة، وفضلا السكن في أسوان لأسباب علاجية، وبنى الأغاخان فيها قصرا منيفا لزوجته، إلى جانب مقبرته التي دفن فيها. واختار للمقبرة موقعا بديعا كان أحد الأسباب التي حولتها تاليا إلى مزار سياحي، يحرص السائح في أسوان على زيارته، فضلا عن مئات من أبناء الطائفة الإسماعيلية.
ويحتل القبر الذي يعد تحفة معمارية رائعة الجمال، مكانا فريدا أعلى هضبة في الجهة الغربية لواحدة من الجزر المنتشرة في نيل أسوان، ويطل القبر من إحدى جهاته الأربع على فندق “كتراكت” الذي يعد أشهر فنادق أسوان التاريخية، فيما يشرف من الناحية الأخرى على مقبرة رومانية إغريقية، ومعبد “ساتت” الذي شيدته قبل ما يصل إلى خمسة آلاف عام الملكة حتشبسوت.
ويرجع تاريخ بناء مقبرة الأغاخان إلى ،١٩٥٧م وهي مبنية على طراز المقابر الفاطمية في القاهرة القديمة، واستخدم البناؤون في عمارتها من الداخل الرخام المرمري الخالص، بناء على وصية من الأغاخان، الذي كان يفضل طيلة حياته، أن يقضي شهور الشتاء من كل عام في أسوان.
ودفن الأغاخان في المقبرة بعد شهور قليلة من بنائها، وعهدت زوجته منذ وفاته إلى حراسها أن يضعوا وردة حمراء داخل كأس من الفضة موضوعة فوق قبر الأغاخان يومياً، وظل هذا التقليد قائما طيلة حياة “البيجوم أم حبيبة”، وبعد رحيلها في يوليو/ تموز ٢٠٠٠م لأنها أوصت بذلك قبل وفاتها في مدينة “كان” الفرنسية، قبل نقل جثمانها إلى القاهرة حتى تدفن إلى جوار زوجها في مقبرته.
وكانت البيجوم حريصة على الإقامة لفترة بالقصر الذي شيده زوجها في أسوان، وتنتقل يوميا لزيارته في قبره ووضع الزهور الحمراء فوقه، ومن أجل ذلك حرصت على زراعة حديقة القصر بنوع بالورود الحمراء التي كان يحبها الأغاخان.
والى لقاء غدا ان شاء الله