كتاب 11
السياحة المصرية بين “الجمود والنهوض “
يلعب الاقتصاد دور البطولة في تقدم الشعوب ،فلن تتقدم امة دون أ تمتلك اقتصاد قوي ،لأنه محور “التنمية المستدامة”، وحتى تنهض “مصر “وتخرج من حالة الجمود والتدهور الاقتصادي الذي أعقب ثورتي “يناير 2011″ و”يونيه 2013” ولا تزال تدعيانه حاضرة حتى ألان علي الرغم من محاولة الحكومات السابقة إيجاد حلول سريعة لوقف النزيف وبدأ التعافي إلا أن السياحة المصرية تغرد بعيد عن النهوض ولا تزال تواصل النزيف وتقف في محيط الجمود ولذلك تحدثت في مقالات سابقة عن آليات التنشيط السياحي وعددت عوامل التأثير وسبل التنشيط وطالبت المسؤولين بإيجاد حلول “خارج الصندوق ” لان السياحة تشكل أكثر من 11% من إجمالي اقتصاد “مصر “وتعافي القطاع السياحي سيكون له تأثير ايجابي علي وضع الاقتصاد المصري بشكل كبير يتجاوز نسبة 11% وهو مطلوب حاليا وبشكل سريع.
فتداعيات حادث سقوط الطائرة الروسية في” شرم الشيح “مطلع “الشهر الماضي ” كان له اثر سلبيا كبير علي السياحة المصرية بعد أجلاء بعض الدول الأوربية رعاياها من المدنية بالإضافة إلي التناول السلبي من قبل أجهزة الإعلام الدولية عن الوضع في البلاد ،ومع ذلك لم يكن المسؤولين في “مصر ” علي قدر المسؤولية الاحترافية في إدارة تلك الأزمة واقتصر فكرهم علي التسويق الداخلي للسياحة للمصرية من خلال وزارة الشباب والرياضة وهيئة تنشيط السياحة ومبادرات بعض الهيئات والوزارات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني علي تنظيم رحلات لمنتسبيها إلي شرم الشيخ بهدف تنشيط السياحة واخرجها من حالة الجمود وكأن السياحة في مصر “شرم الشيخ “فقط وهو تركيز غير مجدي ولا مفيد ،بالإضافة إلي معالجة لن تنعش الاقتصاد ولن توفر العملات الأجنبية التي نحتاجها في في الوقت الحالي.
الواقع مؤلم والأرقام هي الحقيقة المجردة في المشهد السياحي المصري التي تعبر عن تراجع كبير في العائدات لا يتناسب مع الواقع الأمني الحالي لمصر الذي تعافي بشكل ملحوظ ففي عام 2010 قبل اندلاع ثورة يناير كان عدد السياح الذين زاروا “مصر ” 14 مليون و700 ألف سائح تراجع علي مدار السنوات الخمس الماضية ليسجل في عام 2015 6مليون و60 ألف ،وهذا يدل علي تراجع كبير يصل الي 70%من الإجمالي.
كنت أتمني أن يكون هناك تنسيق علي مستوي وزارة السياحة مع السفارات المصرية في الخارج ورجال الأعمال المصريين في أوربا لتوضيح حقيقية الوضع في “مصر “بالإضافة إلي دعوة بعض الشخصيات المؤثرة في تلك الدول إلي زيارة مصر ،سواء يتحمل تكاليف الزيارة وزارة السياحة أو احد رجال الأعمال المحبين لمصر وهم كثيرون وقادرون علي تغيير المشهد وهذا سيكون له مردود ايجابي بالإضافة إلي عمل حملة تسويق دولية لأهم المزارات السياحية في “مصر “وتبث هذه الحملة الإعلامية الإعلانية في القنوات المهمة في تلك الدول ،وهذا الاقتراح حال تنفيذه سيؤتي ثماره في غضون أشهر قليلة وتنتعش السياحة المصرية وتعود إلي ما كنت علية قبل 2011 بل ترتفع إلي معدلات اكبر واقوي إذا تم التسويق لها بطريقيه احترافية ،فنحن نمتلك منتج سياحي ليس له مثيل في العالم متفرد في الشكل والمضمون فقط نحتاج إلي طريقة العرض والترويج وبعدها نتصدر المشهد السياحي في الشرق الأوسط والعالم العربي فهل من مجيب ..؟