مصر الكبرى

03:11 مساءً EET

نص توصيات المؤتمر الدولى لتفكيك الفكر المتطرف بالاقصر

أصدر اليوم الأحد ،  المشاركون بالمؤتمر الدولي العام الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى ختام إجتماعم بمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر ، وحضره شيخ الأزهر ، ووزير الأوقاف بمصر ، وووزراء أوقاف ومفتون وعلماء من 70 بلد أسلامى ، البيان الختامى للمؤتمر الذى إستمرت فعالياته يومين ، التوصيات والبيان الختامى ، جاء فيه :” اجتمعت كوكبة من علماء الأمة ومفكريها في المؤتمر الدولي العام الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي عُقد بمدينة الأقصر يومي 14 , 15 من شهر نوفمبر الجارى ، وتدارسوا خلال اجتماعاتهم ما يمر به العالم في الآونة الأخيرة من أزمات سياسية وأمنية وفكرية ، نتجت عنها ممارسات خاطئة ، وظواهر مقيتة كالإرهاب والعنف والتطرف الفكري ، مما يهدد الأمن والسلم العالمي ، ويضرب استقرار كثير من الدول والمجتمعات الإنسانية في مقتل ، حتى أصبحت أكثر دول العالم مهددة بالدخول في دوامة الفوضى المدمرة والعنف الذي لا يُبقي ولا يذر .
 
  وانطلاقًا من المسئولية الشرعية والوطنية والإنسانية الملقاة على عاتق العلماء والمفكرين , وإيمانًا منهم بضرورة المواجهة العلمية للأفكار المنحرفة وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول كثير من القضايا , وفي مقدمتها أسباب التطرف وآليات تفكيكه وإزالة هذه الأسباب , والعمل على كشف توظيف بعض المنتسبين للإسلام الدين لأغراض نفعية   أو سلطوية أو حزبية , وبعد جلسات علمية وحوارية ونقاشية مطولة انتهى المجتمعون إلى تقرير ما يأتي:
 
أولاً : أهم أسباب التطرف والغلو :
 
1-  الانغلاق , والجمود ، والتقليد الأعمى ، وسوء الفهم  ، والوقوف عند حرفية النصّ ، والابتعاد عن فقه المقاصد والمآلات ، وعدم فهم القواعد الكلية للتشريع ، وإتاحة الفرصة لتصدر غير المؤهلين وغير المتخصصين لبعض جوانب المشهد الدعوي .
 
2-  متاجرة بعض الجماعات والتنظيمات بالدين , واتخاذه مطيّة لتحقيق مصالح سياسية وحزبية ، مع إيثار مصالح الجماعات والتنظيمات على المصالح العليا للدين والوطن , وغلبة التدين الشكلي والتدين السياسي على التدين الخالص لله (عز وجل) .
 
 
3-  نجاح بعض القوى الاستعمارية في استقطاب عملاء لها في كثير من الدول العربية والإسلامية ، سواء على وجه المصالح المتبادلة , والوعود الوهمية لبعض الجماعات ، أم عن طريق شراء الذمم والولاءات .
 
ثانيًا : آليات تفكيك الفكر المتطرف وعلاج أسبابه :
 
1-  التأكيد على قصر الخطابة والدعوة والفتوى على أهل العلم المتخصصين دون سواهم ، وقصر الخطبة على المسجد الجامع دون الزوايا والمصليات ، ودعم موضوع الخطبة الموحدة .
 
2-  العمل على تجفيف منابع التطرف بالجامعات ، وذلك من خلال منع تجنيد الشباب عن طريق حوارات علمية عن الإسلام وروحه السمحة تتسم بالواقعية والموضوعية والعقلانية ، وبما يمس القضايا العصرية مسّا واقعيًا  ، وكذلك عن طريق منع تحويل القاعات المخصصة للمذاكرة أو الترفيه بالجامعات والمدن الجامعية إلى زوايا لتجنيد طلاب الجامعات لصالح الجماعات المتطرفة والمتشددة ، والاستعاضة عن ذلك بمسجد جامع في كل جامعة وكل مدينة جامعية يقوم بالإشراف عليه من الناحية الدعوية العلماء المتخصصون من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وأئمتها.
 
3- التحصين المبكر للأطفال والناشئة , والحرص على عدم وقوعهم في أيدي المتشددين ، وبخاصة في مرحلة الروضة والتعليم الابتدائي ، وعدم إسناد تدريس مادة التربية الدينية إلى غير المتخصصين , وعدم تمكين أي من المنتمين للتيارات المتطرفة أو المتشددة من تشكيل عقول أبنائنا في هذه المراحل السنية المبكرة ، مع التوسع في مجال ثقافة الطفل بأعمال هادفة ، مثل مجلة ” الفردوس ” التي تصدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ومجلة        ” نور ” التي صدرت أخيرًا عن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف .
 
4- مواجهة الجماعات المتطرفة بتفكيك شبهاتها والرد عليها بالأدلة العلمية الدامغة ، وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، حتى لا تنطلي هذه الأفكار الضالة المنحرفة على عقول الناس ، وبخاصة النشء والشباب , مع التوسع في الدراسات والبحوث والكتب والمجلات التي تعمل على تفكيك هذا الفكر ، وبخاصة تلك التي تصدر عن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية ، مثل كتاب ” مفاهيم يجب أن تصحح ” الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية , وتمت ترجمته إلى أربع لغات , هي : الإنجليزية , والفرنسية , والألمانية , والسواحلية , مع التوصية بترجمته إلى اللغات الأخرى , وأن تكون مادة الثقافة الدينية مقررًا أصيلاً في جميع المراحل التعليمية .
 
5- ضرورة التنوع الثقافي من خلال الانفتاح على الآخر والتواصل معه ، مع إعداد الموفدين إعدادًا متميزًا وبخاصة في مجال اللغات بما يؤهلهم للتواصل مع الآخر , والتوسع في مجال الترجمة والنشر , والانفتاح والتواصل الثقافي الداخلي على شاكلة “ملتقى الفكر” الذي نظمته وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة طوال شهر رمضان ، بما يجمع العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء والإعلاميين على مائدة فكرية واحدة , مع التأكيد على أهمية وجود بناء معلوماتي قوي ومحترف يستطيع مواجهة ما ينشر من أفكار هدامة تصحيحًا وتفنيدًا ومراجعة , حرصًا على عقول الشباب وغيرهم من أن تتخطفها أيدي المتشددين.
 
6- التأكيد على أهمية قيام وسائل الإعلام باستضافة العلماء المتخصصين الذين يحملون الفكر الوسطي المستنير وإبراز فكرهم ، وعدم السماح لحملة الفكر المتطرف والمتشدد أو المتحلل من الوصول إلى الشباب عبر القنوات الإعلامية المرئية أو المسموعة أو المقروءة , مع التركيز على نشر الخطاب الديني الوسطي القائم على عظمة الأخلاق وحسن المعاملة واحترام الآخر وتقديره والابتعاد عن التدين السياسي والتدين الشكلي الظاهري البعيد عن جوهر الدين  .
 
7-  تعميق جسور التواصل والتعاون بين الأزهر الشريف ووزارات : الأوقاف ، والتربية والتعليم ، والتعليم العالي , والثقافة ، والشباب والرياضة ، ودار الإفتاء المصرية , والمؤسسات الإسلامية الوسطية بالدول العربية والإسلامية , من أجل تفكيك الفكر المتطرف والقضاء عليه ، وبيان خطورته على الفرد والمجتمع والعالم ، مع العمل على بناء تكتل عربي وإسلامي وإنساني لمواجهة قوى الشر والتطرف والإرهاب .
 
8-  العمل على تحقيق الاجتهاد الجمعي الذي يدعى إليه كبار علماء المسلمين ممن يحملون هموم العالم , ويعملون على حلّ مشكلاته , لينظروا غير هيابين ولا وجلين في القضايا المشكلة والعالقة , خصوصًا ما كان منها متعلقًا بقضية الإرهاب , وتحديد مفهوم دار الإسلام , والالتحاق بجماعات العنف المسلح , والخروج على المجتمع وكراهيته , واستباحة دم المواطنين بالقتل أو التفجير , أو ما كان متعلقًا بحقوق الإنسان والحرية , أم كان متعلقًا بأمور الاجتماع وأولها قضايا المرأة , وتحديد أوائل الشهور العربية بالحساب الفلكي , ومسائل الحج , وبخاصة الإحرام من جده للقادم جوًا أو بحرًا , ورمي الجمرات في سائر الأوقات , وغير ذلك مما يفرضه واجب الوطن وواجب الوقت وحاجة الناس , مع استنهاض الأمة لاستصدار فتاوى تُوجب العمل وتحرّم التقاعس والكسل , شريطة ألا يُفتى في هذه القضايا الدقيقة بفتاوى مجملة ونصوص عامة لا تنزل إلى الأرض ولا تحسم القضية ولا تغير الواقع .
 
9-  الإشادة بإقامة هذا المؤتمر في مدينة الأقصر والتوصية بتكرار التجربة في المؤتمرات المختلفة ، العلمية , والثقافية ، والاقتصادية , وغيرها , في محافظات الجمهورية المختلفة , لتسليط الضوء على ما تحويه مصرنا الغالية بمحافظاتها المختلفة من كنوز حضارية وأثرية وطبيعية وتاريخية ، حيث إن لكل محافظة روحًا خاصة وعبقا خاصًا ، كما أن لها إسهامها في التاريخ المصري والحضارة المصرية , وهو ما يجب الوقوف عليه والتعريف به ” .
 
وكانت مدينة الأقصر قد إستضافت على مدار يومى السبت والأحد ، وبرعاية الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى ، وحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، ووزير الأوقاف بمصر ، الدكتور محمد مختار جمعة ، ومحافظ الأقصر ، الدكتور محمد بدر ، المؤتمر العام الخامس والعشرين ، للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، حول ” رؤية الأئمة والدعاة لتجديد الخطاب الدينى وتفكيك الفكر المتطرف ” والذى إحتوى على ثلاثة محاور هى : أسباب التطرف وسبل إزالتها ، وآليات تفكيك المتطرف ،والخطاب الدينى بين حتمية التجديد وخطواته ، وترأس جلساته وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، وتولى أمانته العامة ، الدكتور محمد على عجيبة ، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .
 
ودارت الجلسة الأولى للمؤتمر الذى إستمر يومين ، حول ” أسباب التطرف وسبل إزالتها ” وترأسها الدكتور شوقى علام مفتى مصر ، وتحدث فيها الدكتور محمد أحمد حسين ن المفتى العام للقدس وخطيب المسجد الأقصى ، حول ” التطرف والغلو .. الأسباب والعلاج ” ، والدكتور عبدالحى عزب ، رئيس جامعة الأزهر ، حول ” الأسباب الفكرية الداعمة لإثبات التطرف ” ، والدكتور بكر زكى عوض ، العميد الأسبق لكلية اصول الدين بجامعة الأزهر الشريف ، عن ” أسباب الفكر التكفيرى وسبل إزالتها ” ، والدكتور مصطفى رجب ، العميد الأسبق لكلية التربية بجامعة سوهاج ، حول ” التطرف والتعصف والإرهاب من منظور تربوى ” ، والدكتور شمس الدين كريم نائب رئيس الجامعة المصرية للثقافة الغسلامية بكازاخستان ، حول ” محو الأمية الدينية من خلال الإنترنت بكازاخستان ” .
 
ودرات الجلسة الثانية ، حول ” آليات تفكيك الفكر المتطرف ” ، وترأسها وزير الإرشاد والأوقاف بالسودان ، نزار الجيلى ، وتحدث فيها الدكتور جابر نصار ، رئيس جامعة القاهرة ، حول ” دور المؤسسات التعليمية فى تفكيك الفكر المتطرف ” ، والدكتور أحمد تميم ، مفتى أوكرانيا ، حول ” إحياء مدارس الأولين إماتةُ لفكر المتطرفين ” ، والدكتور عبدالله النجار ، العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا بالأزهر الشريف ، حول ” آليات تفكيك الفكر المتطرف ” ، والدكتور إبراهيم الهدهد ، نائب رئيس جامعة الأزهر ، حول ” واقع الخطاب الدينى ” ، والكاتب الصحفى ، جلاء جاب الله ، رئيس مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر بمصر ، والكاتب الصحفى ، علاء حيدر رئيس وكالة انباء الشرق الأوسط بمصر ، حول ” دور الإعلام فى تفكيك الفكر المتطرف ” .
 
ودارت الجلسة الثالثة ، حول ” الخطاب الدينى بين حتمية التجديد وعقباته ” وتراسها الدكتور أسامة الأزهرى ، عضو المجلس الإستشارى للتنمية المجتمعية برئاسة الجمهورية المصرية ، وتحدث فيها الدكتور محمد بن أحمد بن صالح ، استا الدرسات العليا بالجامعات السعودية ، حول ” نظرات فى تجديد الفكر والعلوم الإسلامية ” ، ووالدكتور جمال سيدبى ، نائب رئيس جامعة قناة السويس بمصر ، حول ” ” من عوائق التجديد عدم إعمال العقل ” ، والدكتور محمد سالم ابو عاصى ، العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر ، حول ” ” حرفية الفهم عقبة من عقبات التجديد ” ، والدكتور جمال فاروق ، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر ، حول ” معوقات التجديد ووسائل إزالتها ” ، والدكتور حامد أبوطالب ، العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ، حول ” عوائق تجديد الخطاب الدينى ” ، ومصطفى عرجاوى استاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر ، حول ” عقبات التجديد للخطاب الدينى ” ، وغير ذلك من المشاركات وأوراق العمل .

التعليقات