آراء حرة
08:48 مساءً EET
محمد حمادى يكتب :اعلام ” السوشيال ميديا ” ودوره فى الراى العام
اصبحت مواقع التواصل الاجتماعى هى المنبر المفتوح للجميع للتعبير عن الراى بكل اشكاله والوانه وصوره ومما لاشك فيه فان هذه المواقع كان لها دور رئيسى فى قيام ثورات الربيع العربى ، وهو المكان الوحيد الذى من خلاله لاى شخص ان يعبر عن رايه بسهولة ويسر وبتلقائية ووجد الكثير من الشباب ضالتهم في العالم الافتراضي؛ ليعبروا من خلاله عن أحلام وطموحات باتت مستحيلة، ويطلقون سهامهم دون رحمة على مظاهر الاختلال والديكتاتورية بحملات إلكترونية، هزت عرش رأس الدولة وحاشيته.الى ابعد الحدود ، لهذا ملايين الشباب أطلقوا صرخاتهم الغاضبة عبر العالم الافتراضي لرفض الظلم واستنكار ما يتناقض مع قيم وعادات المجتمع.
ومواقع التواصل الاجتماعى لها الفضل فى توجيه الراى العام فى مصر فى الفترة الحالية ، ولها دور فعال وايجابى لايمكن ان ننقصه او نستثنيه باى حال من الاحوال فى القضايا الاجتماعية او السياسية او الوطنية فعلى سبيل المثال عقب نجاح ثورة 25 يناير،وصعود جماعة الإخوان إلى سدة الحكم في البلاد، وعدم تحقيق الأهداف التي خرج من أجلها الشباب، خاصة مع الإخفاقات التي صاحبت العام الأول من حكم جماعة الإخوان، ثارت مواقع التواصل الاجتماعي من جديد، وبدأت في تحريك جموع المصريين للقيام بثورة 30 يونيو، التي ساندها الجيش.
وبدأت دعوات حركة “تمرد” تنتشر عبر مئات الصفحات التواصل الاجتماعي “فيس بوك”؛ للتعبير عن رفض المصريين لحكم الإخوان والدعوة لمظاهرات 30 يونيو2013، وتبعتها عشرات آلاف من التغريدات على موقع “تويتر”.
وظهر ما يسمى بحرب “الهاشتاجات”، وكانت محاولات شبابية لنقل الأفكار بين أبناء جيلهم، وكانت حروب الـ”هاشتاج” جزءا لا يتجزأ من الصراع الدائر لإسقاط الإخوان.
واستخدم النشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الحشد والتعبئة، فكانت دعوات حركة “تمرد” للتوقيع على استمارة تدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ونشرت بياناتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى انتشارها بشكل كبير وسريع.
وخرج المصريون بجميع طوائفهم، في مشهد يعيد سيناريو 25 يناير مع اختلاف الأحداث، وتم الإطاحة بنظام جماعة الإخوان، وتصحيح مسار ثورة يناير وإعلان خارطة طريق جديدة.
كان لها الفضل فى وقف برنامج اسلام بحيرى وتعامله مع التراث الاسلامى ،ايضا كانت سببا فى استقالة وزير العدل السابق ، ايضا كانت سببا فى اقالة محافظ الاسكندرية هانى المسيرى ، واخير وليس اخرا وقف برنامج الاعلامية ريهام سعيد وغيرها .
ولكن من الضرورى ان ننتبه جيدا من هذا الاعلام الجديد الذى لاحدود له ، وخطورته المهيمنة على صانعى القرار ، ففى الماضى كان يلقبون الصحافة الورقية “الجرايد ” بـــ “صاحبة الجلالة ” لما لها من القدرة فى توجيه الراى العام ، وتوضيح الحقائق والمعلومات ولكن كل هذا تحت رقابة الدولة ، اما الفيسبوك او تويتر فهما لارقابة لهما ومن هنا ياتى الخطر ، لان كل دقيقة ينهمر سيلا من المعلومات والقضايا والاقاويل ولا نعلم مصدرها او حقيقتها من اشخاص او صفحات مجهولة هوية صاحبها ، ويتم التفاعل معها بشكل مباشر وتتم سرعة تداولها سرعة البرق ، وبهذا يكمن الخطر لترويج الاشاعات والاخبار الكاذبة بشكل فج .
ان هذا الاعلام الكبير الذى يجلس امامه بالساعات ملايين من البشر ، يتلقى كل ثانية الاخبار والمنشورات والمعلومات المبهمة ، منها الحقيقى ومنها المغرض هنا ياتى دور الاعلام الرسمى المتمثل فى الصحف اليومية والاذاعة والتليفزيون لتوثيق الخبر او المعلومة وانه لا ينقاد فى بحر مواقع ” السوشيال ميديا ” وان يكون هو المتحكم فى الخبر والمعلومة الاكيدة والموثقة كما كان فى السابق وكما كان معروفا بــ” صاحبة الجلالة “.