الحراك السياسي
الشعب يرفض روشتة «هيكل» لإنقاذ «السيسي»
واصل الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل تقديم نصائحه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بدت في أغلبها شبيهه بروشتة إنقاذ للسيسي من عدة أزمات تكالبت عليه في الآونة الأخيرة، سبق وقدمها هيكل للرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.
هيكل أكد خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي، في برنامج “مصر أين وإلى أين؟”، المذاع على قناة “سي بي سي” الجمعة 23 أكتوبر 2015 على حاجة الرئيس المصري لحزب سياسي أو جبهة وطنية، تضم تحالفاً شعبياً قوياً.
وشدد في طرحه الذي يتشابه مع فكرتي التنظيم الطليعي، والإتحاد الإشتراكي الذي أسسه عبد الناصر خلال الحقبة الناصرية ليدعمه شعبياً وفي قراراته المصيرية، على أهمية أن يضم هذا التحالف الشعبي جميع طوائف المجتمع.
أزمة الرئيس هيكل شدد على أن أزمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحقيقية هي عدم وجود حزب يتبعه، مضيفاً: “السيسي ينقصه حزب سياسي”، إلا أنه أشار إلى أن هناك تخوفات كثيرة من “حزب الرئيس”، قائلاً: “لو الرئيس قال عمل حزب، كل المنافقين هينضموا إليه”.
وأوضح أنه يؤيد وجود “جبهة وطنية” لدعم السيسي بدلاً من حزب، خوفاً من صناعة نظام سلطوي قائم على المصالح الخاصة مثلما حدث في الماضي على غرار الحزب الوطني المنحل. وأشار إلى أن مصر تعاني من عدد من المآزق، أحدها عدم وجود حزب سياسي للرئيس عبد الفتاح السيسي، يستطيع من خلاله التواصل مع الجميع.
وأضاف “على الرئيس أن يعرض تقريراً للأمة عن الحالة الآنية، ولما يسعى إلى تحقيقه في المستقبل”، معرباً عن قلقه من عودة النظام البائد إلى المشهد السياسي على حساب الشباب، منوهاً بأن الإدارة المصرية لم تملك صدراً رحباً للاستماع للشباب، ما أدى إلى ابتعادهم عن المشهد، وقال: “نحن نعاني من أزمة ثقة بين الدولة والشباب ويجب حلها”.
تنظيم للتواصل مع الجماهير وحول الدعم الإعلامي للسيسي وامتلاكه وسائل إعلام للتعبير عنه، قال هيكل أن “وسائل وصول الرئيس إلى الناس ليست ميكرفونات الإذاعة أو التليفزيون، وأنه لابد من التنظيم الواصل بين المركز إلى الفروع، فالوصول الحقيقي يقتضي الاتصال مباشرة وبوسائل مباشرة بالناس والأرض، ولابد أن يكون للرئيس أناس حوله شبه حزب من خلال جبهة وطنية أو تحالف يقوده، لأنه إذا بقي وحده يقود سواء من خلال مقر القيادة العامة للقوات المسلحة أو القصر الجمهوري فهذا غير كاف”.
ودعا “هيكل” لمجموعة “إدارة أزمة”، مقترحاً أن يكون من بينها شخصية مثل محمد أبو الغار وأيضاً رئيس حزب الوفد وكل الناس الممثلة في حدود 10-12 شخصاً بينهم شباب، وأضاف “ويجب على الرئيس أن يضع شروط دعمه بمعنى أنا أمثل كذا وعلى من يمثل هذا ويؤكد ذلك أهلا وسهلا به”.
الشعب يدير ظهره هيكل أشار إلى إنه يخشى أن يدير الشعب المصري ظهره للسيسي ويثور ضده، ولكنه أكد أن السيسي والنظام الحاكم يتمتع حتى الآن بقدر كبير من الثقة الجماهيرية التي يجب استغلالها في شكلها الأمثل.
مقاطعة الانتخابات ليست مؤشر ورفض هيكل، الربط بين ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية وبين شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال: “لا أعتقد أنها تعكس شعبية الرئيس، واضاف “أعتقد أنها تعكس حيرة الخيارات وحيرة الشعب المصري في خيارات مستقبله وهو ليس وحده في ذلك وهناك شعوب كثيرة على وجه الأرض، في الهند مثلاً هناك حيرة من نوع ما، لكن بشكل أو بآخر تمكنت الهند من الوصول لإدارة تحكم المشكلة”.
وأضاف: “في اعتقادي في مصر أن السيسي جاء في وقت الإدارة فيه صعبة فهناك نظام سابق فشل ومن قاموا بالثورة لم يستطيعوا القيام بنظام بديل واضطررنا لإدخال عناصر أخرى، الإخوان ثم القوات المسلحة، وتحول السيسي من عسكري إلى سياسي، والوضع مختلف الآن عن دول أخرى، فالهند الطبقة السياسية استطاعت أن تستوعب وتسير، والصين كذلك، لكن في مصر لم تظهر القوى الجديدة وتأخر ظهورها والموجود في هذه اللحظة في الانتقال بين اللحظة الراهنة والمستقبل هذا الفراغ وهو مشكلتنا، وما يملأه هو وعي الناس لكن يحاول بعض الناس أن يخبطوا في الظلام لأخذ أي جزء من الكعكة ثم يغادروا”.
ردود أفعال في مجملها أتت بعض ردود الأفعال رافضة لروشتة هيكل مؤكدة عدم حاجة السيسي إلى حزب سياسي، مشيرين إلى أن كل الأحزاب الحالية مؤيدة له، وأن الاحزاب لم تقصر. الدكتور يسري العزباوي الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية،قال بحسب صحيفة الوطن المصرية أن الرئيس هو المستفيد من عدم وجود حزب سياسي يدعمه، وأن معظم الأحزاب السياسية على الأرض مؤيدة للرئيس، حتى أحزاب مثل “التيار الشعبي” و”المصري الديمقراطي الاجتماعي”، بداخلها فئات كبيرة مؤيدة للسيسي.
وقال أن حديث “هيكل” عن تأسيس جبهة شعبية لمساندة الرئيس أمر صعب ويلغي المعارضة وتوقع “العزباوي”، وجود حزب سياسي في المستقبل القريب يساند السيسي، مشيراً إلى أن ملامح هذا الحزب تتشكل الآن وتظهر تدريجياً على الساحة، مرجحاً أن يكون “مستقبل وطن” هو الفصيل السياسي الأقرب للرئيس أو حزب الرئيس في الفترة المقبلة، رغم تفضيله أن يبقى الرئيس بلا حزب.
الدكتور حازم عبد العظيم أمين لجنة الشباب السابق بالحملة الانتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسي، انتقد دعوة هيكل، معرباً عن رفضه العودة للعهود السابقة، بوجود حزب يسيطر على الساحة السياسية.
وأبدى “عبد العظيم”، تعجبه من المطالبة في هذا التوقيت بوجود ظهير سياسي أو جبهة شعبية تساند الرئيس، قائلاً: “في كل دول العالم، عندما ينجح ممثلو الأحزاب في الانتخابات الرئاسية، يتقدمون بالاستقالة من أحزابهم، فكيف ندعو الآن لوجود حزب للرئيس”.
وأشار “عبد العظيم”، إلى أنه يوجد في الشارع حزب للرئيس، وخاض الانتخابات ممثل في قائمة (في حب مصر)، وتحدثت باسم الدولة والرئيس، والجميع يعرف ذلك سواء في السلطة أو الشارع، بحسب تعبيره.