تحقيقات

10:11 صباحًا EET

الولايات المتحدة: فليغرق بوتين في مستنقع داعش

أشار تقرير نشره موقع ديلي بيست الأمريكي للتحليلات السياسية، إلى التحذيرات التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من تبعات “الأخطاء الجسمية” التي ترتكبها الولايات المتحدة وحلفائها برفضهم التعاون مع الحكومة السورية في حربها ضد المتشددين.

وقال الموقع إن بوتين قدم نفسه كوسيط إقليمي قوي قادر على قيادة تحالف لدحر داعش وسواه من المتشددين.

وهو الأمر الذي ضحك له سراً عدد من المسؤولين الأمريكيين، وتمنوا لبوتين حظاً سعيداً.

تحذير من مستنقع

وقال مسؤولان أمريكيان لديلي بيست إنهم بصورة ما أملوا بأن تغطس روسيا في “مستنقع سوريا”، وهو صراع آثرت الولايات عدم الخوض فيه، عبر تقييد مشاركتها بضربات جوية موجهة فقط ضد داعش، ومقاتلي جبهة النصرة.

وقال مسؤول، وهو يشير لهزيمة روسيا قبل أكثر من عشرين عاماً في حربها مع متشددين إسلاميين إن “أرادت روسيا الغرق في تلك الفوضى، فلتهنأ بذلك، ونأمل أن يحالفها الحظ”.

وقال توني بلينكين، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لصحافيين بأن الروس ربما “يرتكبون خطأ استراتيجياً فادحاً عبر تعميق مشاركتهم العسكرية في سوريا”. كما حذر بلينكين من “خطر الخوض في ذلك المستنقع”.

وأضاف بلينكين “أعتقد أنهم يتذكرون أفغانستان. وربما تفيد تلك المعرفة أو القلق في تقييد ما يقومون به. وليس علاقتهم بسوريا بالأمر الجديد، بل أن الروس وضعوا قدمهم في المنطقة منذ وقت طويل، ويحاولون اليوم البقاء هناك”.

بروباغندا

وفي لقاءات مع عدة مسؤولين أمريكيين شاركوا في عمليات عسكرية واستخباراتية ضد داعش، وقوات القاعدة في المنطقة، وصف أولئك المسؤولين خطاب بوتين بأنه بروباغندا “مثيرة” قصد منها إظهار نفسه بأنه نجح في تنظيم تحالف إقليمي يحل مكان الولايات المتحدة.

وعندما سئل مسؤول آخر كيف استقبل الأنباء بأن روسيا تشارك في نقل معلومات استخباراتية حول مواقع داعش مع قوات سورية وعراقية وإيرانية، أجاب “بتثاؤب طويل”.

وحول خطة تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتي أعلن عنها العراقيون قبل يومين، قال مسؤول عسكري أمريكي “كل ذلك كان محاولة من بوتين لترك انطباع قوي قبل إلقائه كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

شجب

ويشير ذا ديلي بيست إلى استياء عبر عنه الجيش الأمريكي ووكالات استخباراتية إزاء رفع حجم التواجد العسكري الروسي في سوريا، والذي شهد وصول ما لا يقل عن أربع طائرات من طراز سوخوي سو ـ ٣٤ إلى مطار في غرب سوريا، مما رفع العدد الإجمالي للطائرات العسكرية الروسية الموجودة في على الأراضي السورية إلى ٣٢. وقال مسؤولون أمريكيون أنهم يواصلون تقييم احتمال إصدار بوتين أوامر بتوجيه ضربات ضد داعش أو القاعدة أو قوات متمردة في سوريا، في أي وقت. ومن شأن تدخله أن يدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وقد ينجح، وأن لبعض الوقت، في تحقيق هدفه.

لا نية

وقال الجنرال في القوات الجوية الأمريكية، وقائد القيادة الأمريكية في أوروبا، فيليب بريلوف، إنه بالاستناد للطائرات التي نشرتها روسيا في سوريا، لا نية لقوات بوتين بمهاجمة داعش. وعوضاً عن ذلك، وجدت تلك القوت هناك لدعم نظام الرئيس السوري، وربما ضد أي تدخل أمريكي.

وأضاف بريدلوف إن “القدرات الدفاعية الجوية المعقدة التي نشرها الجيش الروسي في سوريا ليست لمحاربة داعش، بل لشيء آخر. وإن أولى أولويات بوتين في سوريا هي الحفاظ على نظام الأسد”.

أولوية الأولويات

كما أعرب مسؤولون عسكريون آخرون لديلي بيست عن شكهم بنوايا روسيا في دخول الحرب ضد داعش، وتحقيق الاستقرار في مناطق واسعة في سوريا والعراق غزاها داعش قبل عام ونصف تقريباً.

وقال مسؤول عسكري أمريكي آخر رفض ذكر اسمه، بأنه من غير المحتمل أن يؤدي الاتفاق الجديد لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين روسيا وسوريا والعراق وإيران، لتطوير قدرات العراق الأمنية، والتي هددها تمدد داعش في مدن غربية مثل الرمادي، وباجي في وسط العراق، وفي مدينة الموصل، في شمال البلاد والتي سيطر عليها التنظيم منذ أكثر من عام.

وعندما سئل ذلك المسؤول العسكري الأمريكي عما إذا كان الروس سوف يساعدون العراقيين في استهداف داعش في الرمادي، أجاب بكلمة “لا”. وأجاب أيضاً بكلمة “لا” عندما سئل عما إذا كانوا سيدعمون الجيش العراقي في استعادة مدينة بيجي.

التعليقات