الحراك السياسي
«سرت» عاصمة جديدة لتنظيم «داعش»
حذر معهد واشنطن للدراسات من إمكانية سيطرة تنظيم داعش على مناطق أخرى في ليبيا، بعد سيطرته الكاملة على مدينة سرت في ظل غياب أي فصائل تنافسُه على السلطة.
وفي الوقت الذي ركز فيه البعض على هزيمة تنظيم داعش المتطرف في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، يبدو أن التنظيم كان ينمي أصوله وقدراته ببطء في سرت لينشأ عاصمته الأولى خارج سوريا والعراق.
هذا ما خلص إليه تقرير أخير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، الذي حذر أيضا من إمكانية سيطرة التنظيم على مزيد من المناطق الليبية في حال توفرت بعض الظروف.
ونشأ داعش ليبيا في مدينة درنة في أبريل 2014، قبل أن يتمدد إلى سرت بعدها بشهور قليلة، بسهولة حيث سيطر على مسقط رأس القذافي لأسباب عدة أبرزها كما يقول معهد واشنطن، الانشقاقات في تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا الموالي للقاعدة، والتسويات التي توصل إليها التنظيم مع القبائل المحلية، فضلا عن انضمام بعض أنصار القذافي في سرت إلى داعش.
ورغم فشله في درنة، إلا أن التنظيم بات أكثر تمرساً في عملياته داخل سرت، وبات قادرا على السيطرة على مزيد من المناطق وهو يسعى إلى ربط أراضيه في منطقة سرت بمنطقة الجفارة وسط البلاد التي تتضمن حقل المبروك النفطي ومدينة ودان، كما يحتاج أيضا إلى دمج المزيد من القبائل التي كانت موالية للقذافي في منطقة فزان جنوباً.
ويأتي التقرير فيما قلل محللون آخرون من أهمية سيطرة تنظيم داعش على سرت، مشيرين إلى أن انحساره في الشرق الليبي يوضح عدم قدرته على مجابهة الجيش الليبي، كما أن تراجع الدعم الخارجي أثر على قوته، فلم يعد أمام التنظيم في ليبيا سوى مدينة سرت التي تخلو من أي تحد حقيقي لسيطرة داعش.