مصر الكبرى

10:26 صباحًا EET

أحمد حمدي يكتب : الكورالية والنظرية الميكافيلية !

 تسألني عن " الميكافيلية " فأجيبك بأنها نظرية تنتسب إلي صاحبها "نيكولا ميكافيلي" الفيلسوف الإيطالي الشهير صاحب كتاب "الأمير" , ومقولته الجليلة "الغاية تبرر الوسيلة" !وتسألني عن " الكورالية " فأجيبك بأنها نظرية تنتسب إلي كرة القدم , وتعود مرجعيتها إلي خلط الكورة بالسياسة ! وإذا كانت الميكافيلية هي إصطلاح سياسي متعارف عليه دولياً عبر التاريخ , فالكورالية هي ليست بإصطلاح متعارف عليه علي الإطلاق , بل هي كلمة جَت علي بالي وانا قاعد باشرب شاي بلبن !
 فأخذت أتابعت الأخبار والصور المتداولة عبر الإنترنت عن مساندة لاعبي كرة القدم لمرشحي الرئاسة , وأنا أتذكر بعينٍ دامعة وقلب مرهف الهتاف القومي الوطني الذي إهتز له الوجدان , وإرتعشت أمامه الأبدان " زي ما قال الريس منتخب مصر كويس " ! مشاهد لايمكن أن تُمحي من ذاكرة التاريخ , فهاهو مجدي عبد الغني ممسكاً بتلابيب عريس الدولة جمال مبارك بعد هدف متعب في الجزائر ويكاد أن يخنقه فرحاً ! وهاهو حسن شحاتة يُذكرك بالريس عبد الواحد بعد أن عاد له بصره في نهاية فيلم رد قلبي , وهاهي أعلام مصر ترفرف علي أنغام الأغنية الوطنية " والله وعملوها الرجالة " مع صور جمال وعلاء وبرقيات السيد الرئيس . كانت أيام سودا بصراحة !ونعود لواقعنا الحالي اللي لا يقل سواداً وإن كان في إتجاه مختلف , فبدئنا بمواقع شباب الإخوان التي تتحدث عن ربط ألوان بانارات المرشحين بفرق كرة القدم المصرية , فحمدين صباحي يختار اللون الأخضر البورسعيدي المناضل الذي ينافس علي عدم الهبوط في نهاية المسابقة , وابو الفتوح البرتقالي المنجاوي صاحب الأداء الرفيع الذي لا يحصل علي بطولة , وعمرو موسي صاحب اللون الأبيض الخاسر دائماً صاحب المركز الثاني الذي يعيش علي ذكريات الماضي , أما مرسي فهو اللون الأحمر الذي يفوز في النهاية رغم حملات التشكيك دائماً !
 وبعيداً عن الجدل الكروي في مناقشة دور التحكيم في انتصارات الأهلي , وهو العامل الذي لا أراه الآن يصب في صالح مرسي ومديره الفني بديع , إلا أن الربط جاء من شباب الإخوان الذين وضح سيرهم علي خطا أسلافهم في إستغلال شعبية كرة القدم واللعب علي وتر التعصب وقلة الوعي في تحقيق إنتصارات سياسية تندرج تحت مبادئ الإنتهازية الميكافيلية .
ولكني عدت وأبديت حسن نية , وقلت لنفسي أن الأمر لا يغدو دعابة عابرة لا تعبر عن نهج ما انتهازياً , إلا أن فوجئت بالحديث عن أن جدو كان لاعباً بديلاً في كأس الأمم واستطاع تحقيق أهداف مكنت مصر من الحصول علي اللقب , وابو تريكة كان بديلاً في لقاء الأهلي السابق وأحرز بدوره "هاتريك" صعد بالأهلي للدور الثاني , في إشارة لأن مرسي البديل قد يحمل الكأس لمصر هو الآخر !
 ثم توالت الأخبار عن تأييد لاعبي كرة القدم لمرسي مرشح الإخوان , فبدئت بهادي خشبة وانتهت بأبو تريكة ! وهو ما ينذر بأنها قد لا تنتهي بأبو تريكة , فلربما يطل علينا فلافيو معلناً تأييده لمرسي ولمشروع النهضة !  ولكن دعونا نتوقف عند أبو تريكة تحديداً , فالمتابعين لأبو تريكة يجدون من اتجاهاته في اللعب والحياة أنه يمثل تجسيداً للفكر والإتجاهات الإخوانية , بل تستطيع القول بقلب مطمئن انه رجل يتنفس هواء الإخوان .
فالمتابعين لكرة القدم والعالمين بفنياتها يدرك جيداً أن أبوتريكة إعتاد دائماً في حال صعوبة اللقاء محاولة خداع الحكام للحصول علي ركلات جزاء غير صحيحة تعبر بالفريق إلي النصر . وهو أسلوب لا يجد به أبو تريكة المؤمن الخلوق أي تأنيب للضمير , ويحيا مع معتقداته الدينية بمنتهي السلام النفسي , فالرجل ينجح في خداع الحكم لتحقيق الفوز ويخرج ساجداً حامداً شاكراً يتحدث عن نصر من عند الله ! ولابأس ابداً في حصوله علي بعض المكافآت والهدايا المصاحبة للفوز الخادع , فهذه نقرة وتلك نقرة أخري !  وحتي علي مستوي الحياة العامة , تجد أن في غمرة ثورة يناير إختفي أبوتريكة عن الأنظار تماماً , لم يساند هذا ولا ذاك . فلم يساند النظام كما فعل أقرانه الرياضيين , ولم يساند الثورة كما يزعم ان فعلها الإسلاميين ! وظل منتظراً حتي وضحت الرؤية بنسبة تفوق مجموع أوائل الثانوية العامة في الجمعة الموافق 11 فبراير قُبيل تنحي الرئيس بساعات , ليعلن أبوتريكة بشجاعة الأبطال أن الشعب يريد إسقاط النظام ! في رؤية انتهازية ميكافيلية كما يقول الكتاب !  ووسط هذه السطور تجد الربط الواضح بين إتجاهات أبوتريكة الحياتية , واتجاهات الإخوان السياسية . ابوتريكة يخلط الدين بكرة القدم , والإخوان يخلطون الدين بالسياسة .
أبوتريكة يخدع الحكام والجماهير في اللعب مستغلاً شعبيته ومظهر الواعظ الذي يبدو به دائما , والإخوان يخدعون الجميع في السياسة مستغلين ذات الشعبية وذات المظهر . ابوتريكة ينتظر حتي يري إلي أين تتجه الدفة , والإخوان هم من ابتدعوا هذا النهج !فهنيئاً للإخوان بأبو تريكة , وهنيئاً لأبوتريكة بالإخوان . وهنيئاً للإثنين بهذا الشعب العاطفي الطيب إلي درجة السذاجة , وكل مرسي وأنتم طيبين !

الكورالية والنظرية الميكافيلية  !

 تسألني عن " الميكافيلية " فأجيبك بأنها نظرية تنتسب إلي صاحبها "نيكولا ميكافيلي" الفيلسوف الإيطالي الشهير صاحب كتاب "الأمير" , ومقولته الجليلة "الغاية تبرر الوسيلة" !
وتسألني عن " الكورالية " فأجيبك بأنها نظرية تنتسب إلي كرة القدم , وتعود مرجعيتها إلي خلط الكورة بالسياسة !  وإذا كانت الميكافيلية هي إصطلاح سياسي متعارف عليه دولياً عبر التاريخ , فالكورالية هي ليست بإصطلاح متعارف عليه علي الإطلاق , بل هي كلمة جَت علي بالي وانا قاعد باشرب شاي بلبن !  فأخذت أتابعت الأخبار والصور المتداولة عبر الإنترنت عن مساندة لاعبي كرة القدم لمرشحي الرئاسة , وأنا أتذكر بعينٍ دامعة وقلب مرهف الهتاف القومي الوطني الذي إهتز له الوجدان , وإرتعشت أمامه الأبدان " زي ما قال الريس منتخب مصر كويس " !  مشاهد لايمكن أن تُمحي من ذاكرة التاريخ , فهاهو مجدي عبد الغني ممسكاً بتلابيب عريس الدولة جمال مبارك بعد هدف متعب في الجزائر ويكاد أن يخنقه فرحاً ! وهاهو حسن شحاتة يُذكرك بالريس عبد الواحد بعد أن عاد له بصره في نهاية فيلم رد قلبي , وهاهي أعلام مصر ترفرف علي أنغام الأغنية الوطنية " والله وعملوها الرجالة " مع صور جمال وعلاء وبرقيات السيد الرئيس . كانت أيام سودا بصراحة !ونعود لواقعنا الحالي اللي لا يقل سواداً وإن كان في إتجاه مختلف , فبدئنا بمواقع شباب الإخوان التي تتحدث عن ربط ألوان بانارات المرشحين بفرق كرة القدم المصرية , فحمدين صباحي يختار اللون الأخضر البورسعيدي المناضل الذي ينافس علي عدم الهبوط في نهاية المسابقة , وابو الفتوح البرتقالي المنجاوي صاحب الأداء الرفيع الذي لا يحصل علي بطولة , وعمرو موسي صاحب اللون الأبيض الخاسر دائماً صاحب المركز الثاني الذي يعيش علي ذكريات الماضي , أما مرسي فهو اللون الأحمر الذي يفوز في النهاية رغم حملات التشكيك دائماً !  وبعيداً عن الجدل الكروي في مناقشة دور التحكيم في انتصارات الأهلي , وهو العامل الذي لا أراه الآن يصب في صالح مرسي ومديره الفني بديع , إلا أن الربط جاء من شباب الإخوان الذين وضح سيرهم علي خطا أسلافهم في إستغلال شعبية كرة القدم واللعب علي وتر التعصب وقلة الوعي في تحقيق إنتصارات سياسية تندرج تحت مبادئ الإنتهازية الميكافيلية .ولكني عدت وأبديت حسن نية , وقلت لنفسي أن الأمر لا يغدو دعابة عابرة لا تعبر عن نهج ما انتهازياً , إلا أن فوجئت بالحديث عن أن جدو كان لاعباً بديلاً في كأس الأمم واستطاع تحقيق أهداف مكنت مصر من الحصول علي اللقب , وابو تريكة كان بديلاً في لقاء الأهلي السابق وأحرز بدوره "هاتريك" صعد بالأهلي للدور الثاني , في إشارة لأن مرسي البديل قد يحمل الكأس لمصر هو الآخر !  ثم توالت الأخبار عن تأييد لاعبي كرة القدم لمرسي مرشح الإخوان , فبدئت بهادي خشبة وانتهت بأبو تريكة ! وهو ما ينذر بأنها قد لا تنتهي بأبو تريكة , فلربما يطل علينا فلافيو معلناً تأييده لمرسي ولمشروع النهضة !   ولكن دعونا نتوقف عند أبو تريكة تحديداً , فالمتابعين لأبو تريكة يجدون من اتجاهاته في اللعب والحياة أنه يمثل تجسيداً للفكر والإتجاهات الإخوانية , بل تستطيع القول بقلب مطمئن انه رجل يتنفس هواء الإخوان .فالمتابعين لكرة القدم والعالمين بفنياتها يدرك جيداً أن أبوتريكة إعتاد دائماً في حال صعوبة اللقاء محاولة خداع الحكام للحصول علي ركلات جزاء غير صحيحة تعبر بالفريق إلي النصر . وهو أسلوب لا يجد به أبو تريكة المؤمن الخلوق أي تأنيب للضمير , ويحيا مع معتقداته الدينية بمنتهي السلام النفسي , فالرجل ينجح في خداع الحكم لتحقيق الفوز ويخرج ساجداً حامداً شاكراً يتحدث عن نصر من عند الله ! ولابأس ابداً في حصوله علي بعض المكافآت والهدايا المصاحبة للفوز الخادع , فهذه نقرة وتلك نقرة أخري !   وحتي علي مستوي الحياة العامة , تجد أن في غمرة ثورة يناير إختفي أبوتريكة عن الأنظار تماماً , لم يساند هذا ولا ذاك . فلم يساند النظام كما فعل أقرانه الرياضيين , ولم يساند الثورة كما يزعم ان فعلها الإسلاميين ! وظل منتظراً حتي وضحت الرؤية بنسبة تفوق مجموع أوائل الثانوية العامة في الجمعة الموافق 11 فبراير قُبيل تنحي الرئيس بساعات , ليعلن أبوتريكة بشجاعة الأبطال أن الشعب يريد إسقاط النظام ! في رؤية انتهازية ميكافيلية كما يقول الكتاب !   ووسط هذه السطور تجد الربط الواضح بين إتجاهات أبوتريكة الحياتية , واتجاهات الإخوان السياسية . ابوتريكة يخلط الدين بكرة القدم , والإخوان يخلطون الدين بالسياسة . أبوتريكة يخدع الحكام والجماهير في اللعب مستغلاً شعبيته ومظهر الواعظ الذي يبدو به دائما , والإخوان يخدعون الجميع في السياسة مستغلين ذات الشعبية وذات المظهر . ابوتريكة ينتظر حتي يري إلي أين تتجه الدفة , والإخوان هم من ابتدعوا هذا النهج !فهنيئاً للإخوان بأبو تريكة , وهنيئاً لأبوتريكة بالإخوان . وهنيئاً للإثنين بهذا الشعب العاطفي الطيب إلي درجة السذاجة , وكل مرسي وأنتم طيبين !

التعليقات