تحقيقات
«أردوغان» يقاتل أعداء تنظيم «داعش»
على الرغم من ترحيب الصحف الألمانية بتغيير تركيا لموقفها السلبي إزاء تنظيم داعش وضربها لمواقعه عقب التفجير الذي استهدف مدينة سروج الكردية، إلا أن مواقفها تباينت إزاء إعلان أنقرة الحرب على حزب العمال الكردستاني.
وبحسب ما نقله موقع الإذاعة الألمانية (داتش فيليه) عن صحيفة نويه أوسنابروكر تسايتونغ (Neue Osnabrücker Zeitung)، فرأت أن “تصرف الحكومة التركية يثير قلقاً شديداً، ذلك أن الوضع في الدولة العضو في حلف الناتو وذات الأهمية الاستراتيجية سيصبح أكثر اهتزازاً”.
وتابعت “ها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقاتل على جبهتين: أخيرا ضد الميليشيا الإرهابية لنظيم داعش، التي استطاعت ولزمن طويل استخدام تركيا كدولة عبور لمقاتليها، والآن مجدداً ضد حزب العمال الكردستاني، الذي خاض ضده خلال السنوات الماضية على الأقل نزاعين مسلحين كبيرين. السلام الداخلي في البوسفور والأناضول مهدد”.
انتقادات
وحول الانتقادات التي وجهت للرئيس التركي في عملياته ضد تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني، كتبت صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ (Frankfurter Allgemeine Zeitung) معلقة:
“من واشنطن تردد ما مفاده أن أردوغان لم يهاجم داعش فحسب، وإنما أيضا المقاتلين الأكراد من حزب العمال الكردستاني. على العكس من ذلك في أوروبا، التي تعالت فيها الانتقادات لأنقرة لهذه الضربة المزدوجة من قبل الحكومة الألمانية كما من قبل الاتحاد الأوروبي. وهي في وضع استراتيجي صعب والتداعيات قد تتجاوز الدول المعنية وهو أمر من شأنه أن يشكل اختلافاً كبيراً في الرأي. ومن الأفضل ألاّ تزيد الاختلافات في الرأي بين أوروبا والولايات المتحدة. حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وهي محظورة أيضاً في ألمانيا. ولهذا لا يجب مبدئياً حرمان أنقرة من حقها في الرد عسكرياً على هذه المنظمة. وعلى أي حال ليست هناك من حلول كاملة في هذه الحرب ذات الجبهات المتعددة”.
تصرفات أردوغان
وبالمقابل اتخذت صحيفة تورينغيشر لاندتسايتونغ (Thüringische Landeszeitung) موقفاً مغايراً، حيث علقت قائلة:
“يبدو أن أردوغان لن يخلد في كتب التاريخ على أنه ملاك سلام – وأن يزيد من إشعال النيران قد يعود بالضرر على تركيا في حد ذاتها. والدولة التي تهتز في الداخل، تشكل هدفاً سهلاً لداعش”.
دولة كردية
من جهتها وفي تعليق بعنوان “تركيا تخوض حربا ضد أعداء داعش”، كتبت مجلة دير شبيغل الألمانية (der Spiegel) قائلة:
“أنقرة تريد مهما كلف الثمن الحيلولة دون ظهور أراض مترابطة فيما بينها تحت سلطة كردية. وطالما لا تغير (تركيا) شيئاً من موقفها هذا، فإن تنظيم داعش سيُبقي على سيطرته على مناطق واسعة من سوريا وتركيا”.