مرأة
كيف تحمي طفلك من «التنمر الإلكتروني»؟
التنمر الإلكتروني الذي يحدث باستخدام التكنولوجيا الرقمية قد أصبح ظاهرة خطيرة من الممكن أن ينشأ عنها عواقب وخيمة تتمثل في جعل الأطفال منعزلين، وتتأثر واجباتهم المدرسية، وقد يميلون إلى العدائية والاكتئاب، أو حتى يعرضون أنفسهم للأذى.
ويعرف التنمر الإلكتروني باستخدام الإنترنت والتقنيات المتعلقة به من أجل إيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية، ولأنها أصبحت أكثر شيوعا في المجتمع خاصة بين الشباب وضعت تشريعات وحملات توعوية لمكافحتها.
ويستطيع الأهل عمل الكثير أطفالهم حتى لو كانوا يواجهون هذه المشكلة وذلك بتوفير الدعم في الوقت المناسب وبدء حوار حول المشكلة، لذا تقدم ليزا رايت، المؤسس المشارك في المبادرة التعليمية لمكافحة التنمر الإلكتروني، نصائح لنشر الوعي لدى المزيد من الآباء حول ظاهرة التنمر الإلكتروني وكيفية اكتشاف علاماتها الأولية ومعالجتها والتغلب عليها.
وأوضحت أنه لا يمكن التعامل مع تهديدات الإنترنت عبر التكنولوجيا لوحدها بالرغم من اعتبار الإنترنت شبكة واقعية. فلا يمكن للتكنولوجيا إنهاء بعض الأشياء أو منعها ببساطة، والتنمر الإلكتروني هو أحد هذه الأشياء. ولا يعني عدم تمكننا دائماً من وقاية الأطفال من هذه المخاطر بأننا لا نستطيع مساعدتهم.
وقد قامت “كاسبرسكي لاب” مع علماء نفسيين متخصصين بالتعامل مع الأطفال من كافة أنحاء العالم للاتفاق على توصيات حول كيفية دعم الضحايا من التنمر الإلكتروني، مشيرة إلى أن بناء الثقة والمشاركة في حوار صادق من القلب إلى القلب مبكراً هو الخطوة الأولى نحو التعامل مع مسألة التنمر الإلكتروني، كما يجب أن تكون هناك عملية مستمرة من تقييم المسألة ووضع الاستراتيجيات للتعامل مع كل من مشكلة التنمر الإلكتروني وحالة طفلك العاطفية.
توصيات لحماية طفلك
– قفوا بصفهم دون أي افتراضات مسبقة أو أحكام، فقط بالحب والتقبل، لأنهم في هذه المرحلة يحتاجون إلى معرفة بأنكم معهم لدعمهم مهما حصل لهم ومهما فعلوا.
-لا تخففوا من وقع الحادثة، فهذه اللحظة هي أهم لحظة في حياة أطفالكم. وفي حالتهم العاطفية الحساسة، سيعجزون عن التفكير المنطقي، لذا أعلموهم بأنكم تفهمون تماماً جدية الوضع، وبأن شعورهم بالألم مبرر بشكل كامل.
– لم يحن وقت النقاش العقلاني بعد، لذا لا تقترحوا بأن الطفل قد يكون هو من أثار الموضوع، حتى لو كان ذلك صحيحاً، فهذا التصرف قد يؤدي إلى خلق حاجز مع الطفل، ويبدأ بالاعتقاد بأنكم لا تفهمون ما يمر به.
– التعاطف الحقيقي مهم جداً، فمن المهم أن يعرف أطفالكم بأنكم تشاركونهم نفس المشاعر، واشرحوا لهم بأنكم واجهتم تحديات مماثلة، حتى لو كان وجهاً لوجه وليس عبر الإنترنت، وكان الأمر صعباً. لا تخبروهم بأن حجم معاناتكم كان أكبر، أو أنكم كنتم أقوياء بما يكفي لمواجهة المشكلة بمفردكم. أخبروهم بأن كل ما احتجتم إليه هو وجود شخص يستمع إليكم ويفهمكم ويدعمكم.
– فقط عندما تنالون ثقة الطفل، وبالمناسبة هذه عملية قد تأخذ وقتاً طويلاً ولا يجوز الاستعجال بها، يمكنكم البدء بمناقشة الحادثة. لا تشككوا بالأمور التي يقولها الطفل، دعوهم يتولون قيادة الحديث ويستخدمون كلماتهم الخاصة للتعبير، ومن المهم أن يتخطوا هذا الحاجز بأنفسهم.
ولاختصار هذه التوصيات، تقول كارن مولين، الأخصائية النفسية في الشؤون الإلكترونية، “ان التنمر الإلكتروني موضوع معقد يتطلب خطوات متسلسلة، ومن المهم جداً وجود استراتيجية لدعم حالة الطفل النفسية. كما أن هناك خطوات عملية لمساعدة الطفل خلال لحظاته الصعبة بطريقة إيجابية، وبلا أي ضغط إضافي عليه، ودون أن يؤدي ذلك إلى ردة فعل قد تزيد من تعقيد المشكلة. وأما الهدف بعيد المدى فهو مساعدة الطفل على بناء نظام مناعته، ودعمه للتعامل مع هذه التحديات الاجتماعية دون أن يتسبب له الأمر بأي أذى نفسي. إنما تبقى أهم وأول خطوة يتوجب على الأهل فعلها هي كسب ثقة الطفل لهدم الحاجز بينهم، وإشراكهم في خطة لمعالجة الوضع سوياً”.
وقال الكسندر إيروفيف، مسؤول التسويق الرئيسي في كاسبرسكي لاب، “من الممكن أن يكون للكلمات النابعة من القلب والصادقة والداعمة أثر كبير في التغلب على هذه المشكلة. وهذا هو الهدف الرئيسي الذي نسعى لتحقيقه في إطار جهودنا لمكافحة التنمّر الإلكتروني. وهذا ليس رأينا وحدنا، بل حصيلة آراء العديد من العلماء النفسيين المتخصصين من كافة أنحاء العالم من المشاركين في حملتنا. في الواقع، إن ظاهرة التنمّر الإلكتروني موجودة حيثما يكون هناك اتصال بالإنترنت، بمعنى أن العالم بأسره معرض لتلك الظاهرة. وبالتالي فنحن نرغب بتوعية الأهل في جميع أنحاء العالم حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة على النحو الأنسب”.
وكجزء من حملة مكافحة التنمر الإلكتروني، أطلقت كاسبرسكي لاب منصة تفاعلية جديدة “الكلمات تستطيع الإنقاذ”، تتضمن معلومات حول الموضوع، وترشد الأهل إلى العلامات غير المباشرة لتعرض أبنائهم للتنمر الإلكتروني. وتساعد هذه المنصة الأهل على إدراك أهمية القرب من الأطفال، ودعمهم بالخطاب الصحيح.