عبد الفتاح حلمي بلال يكتب: مباراة الوقت الضائع في الاستفتاء تبدأ بعد النتيجة

  
انتهت مباراة الشوط الثانى فى الاستفتاء على وثيقة الدستور بين فريق ( نعم) وفريق ( لا ) وسوف تعلن رسميا نتيجة المبارة وسوف تحتفل فورا جماهير الفريق الفائز احتفالا كبيرا بمدرجاتها وقد يهبط من المدرج المواجه أسرابا قد تنطلق صوب حكم المباراة او صوب اللاعبين أو صوب المدرج الأخر حسب ثقاقة الفريق الفائز ـ كيف لا وهى المباراة التى ستعطى الفريق الفائز حق تشكيل الفريق القومى للبلاد
سيعد الأمن عدته وخطته اللأمنية بدقة تحسبا لهذه اللحظه وسوف ينجح فى السيطرة على الموقف لكونه بدأ يسبق الأحداث بخطوة معلوماتية و قراءة جيدة للواقع وفهم خريطة الملعب بكفاءة العقل التى دقت على رأسها الطبول ورغبة فى استدراك أدراكه بشكل يتوائم مع معطيات العصر ـ مستعينا ـ بدعم القوات المسلحة
لكن المباراة على هذا النحو تكون نهائية تماما و تنتج أثارها فورا ـ فقط ـ فى عالم الرياضةأما فى عالم السياسة فاننى اعتقد أن الأمر ليس كذلك ففى عالم الرياضة ( الكورة ـ اجوال )لكن عالم السياسة يبقى فريدا حتى ولو تشابهت فكرة الطعون على النتيجة بينه وبين عالم الرياضة ـ حيث تبقى مباراة الوقت بدل الضائع فى السياسة بعد ءاعلان النتيجة والتى لاتتم داخل ملعب الاستاد المحدود بحدود أربع (لجان الاستفتاء) وانما تتم على كامل أرض الوطن بعد رؤية المراكز القانونية الجديدة التى تتبلور على ضوء نتيجة المباراةوسوف تتم مباراة الوقت الضائع بعد اعلان نتيجة الاستفتاء بين كل من :أولا:ـ الفريق الفائز + جمهوره الذى عايشه بمدرج التصويت + من يرتاح الى هذه النتيجة من حزب الكنبه الذى لم يشارك فى المباراة داخل الاستاد + كتلة سلبية جدا بسبب ظروفها غير معنية تماما + من سينتقل فورا من جمهور الفريق الخاسر الى مدرج الفريق الفائز ومرتديا زيه ( المتلونين ) ……… من جهه
ثانيا :ـ باقى الشعب بعد أن وضحت امامه تماما مراكزه القانونية على ضوء القوانين التى ستصدر فورا لتطبيق النتيجة على أرض الواقع طوال الاسابيع التالية لاعلان النتيجة ……… من حهة اخرى
مباراة الوقت بدل الضائع سيتبلور فيها وعلى اساس خامة تكويناتها وبريقها وضوئه االحجم الحقيقى الاطار كل فريق طيلة هذه الأسابيع القادمة ـ فاذا كانت نتيجة الصندوق معبرة بشكل حقيقى عن رأى الشعب فسوف يزيد حتما رصيد الفائز بشكل جارف فى مبارة الوقت بدل الضائع ـ أما اذا كانت النتيجة غير معبرة فسوف تتغير حتما ولزاما نتائج الوضع النهائى بعد مباراة الوقت الضائع
كل ذلك سيؤثر فيه حتما مدى ذكاء الخطة التنفيذية لتطبيق التداعيات القانونية للنتيجة على أرض الواقع ولسوف تلعب الأقدار حتما دورا أساسيا غير هين على ارض الواقع تلك الأقدار المتمثلة فى القوى الخارجية التى تمكنت من جسد الواقع وتنامت ارادتها داخل حيز طالما تركته مهجورا الارادة الوطنية عن قصد أو غير قصد
لاشك أن الارادة الوطنية بالرغم من حالة الاعياء الشديد التى أصابتها تحاول جادة أن تنهض لتحرر مساحات احتلت من ارادتها وأظن أن مرحلة مباراة الوقت الضائع سوف تعتمد على خطة الاستنزاف أكثر من المواجهة وسوف تنجح الارادة الوطنية فى أن تحرز نصرا طالما سطر التاريخ وسجل لها حصريا القدرة على الاعجاز فى احرازه وهى فى أصعب وأحلك الظروف