مصر الكبرى

10:46 صباحًا EET

الإخوان يعدون مذبحة القلعة لإنقاذ مرشحهم

 
رغم إعلان جماعة الإخوان المسلمين في بداية الثورة عن عدم رغبتها في خوض معركة الرئاسة, فقد صارت بعد سيطرتها على البرلمان أكثر إصرارا على الوصول إلى كرسي الرئاسة. وعندما تبين أن الرأي العام المصر قد اختلف وهناك احتمال في فشل محمد مرسي في جولة الإعادة, دعت جماعة الإخوان المرشحين الذين خرجوا من سباق الرئاسة إلى الإجتماع لضمان تأييدهم لمحمد مرسي أمام أحمد شفيق في 16 يونيو القادم.
   وبعد أن كان الكتاتني يتباهى كالطاووس في البرلمان بأن حزب الحرية والعدالة هو الذي يمثل الشعب بعد حصوله على أغلبية الأصوات في الانتخابات البرلمانية, بينت انتخابات الرئاسة أن الإخوان صاروا الآن أقلية وأن مرشحهم – الذي صوت له السلفيون كذلك – لم ينل سوى ربع أصوات الناخبين. وتأكد الإخوان أنه في حال أعطى دعاة الدولة المدنية أصواتهم لشفيق في انتخابات الإعادة, فسوف يسقط مرشح الإوخوان وتنتهي معه أسطورة أنهم هم الذين يمثلون شعب مصر, مما يعطيهم الحق في كتابة الدستور وتشكيل الحكومة, بل وفي إلغاء الدولة المدنية.
   لذلك حاول الإخوان كسب الناخبين عن طريق استدراج منافسيهم السابقين على الرئاسة للتحالف معهم, وقدموا لهم الوعود بإختيار بعضهم نوابا للرئيس محمد مرسي, أو في إدخالهم في تشكيل حكومة ائتلافية بعد نجاحه. وأعلن مرسي خطة لتكوين جبهة وطنية من كافة القوى السياسية التي تقف مع الثورة لإسقاط من أسماهم بقايا النظام السابق. وكأن الإخوان الذين لا يؤمنون بالدولة المدنية أو بتبادل السلطة أو بحق ممثلي الشعب في إصدار القوانين, صاروا يعتبرون أنفسهم قادة ثورة 25 يناير ويعتبرون برلمانهم هو برلمام الثورة ومرشحهم للرئاسة هو مرشح الثورة.
   لكن عمرو حمزاوي – عضو مجلس الشعب – فاجأ الإخوان بعرض مضاد: أن يقوم محمد مرسي بالإنسحاب من انتخابات الرئاسة ليعطي الفرصة لحمدين صباحي لخوض المعركة النهائية أمام أحمد شفيق. وقال حمزاوي في موقعه على تويتر: "إن أراد الإخوان توافقا ينقذ الثورة والديموقراطية والدولة المدنية, ويمنع إعادة إنتاج النظام القديم … فلينسحب مرسي". كما أعلن عصام الشريف – المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي – عن وجود توافق بين عدد كبير من القوى السياسية على اقتراح انسحاب مرسي من انتخابات الإعادة, حتى يتمكن الصباحي من منافسة شفيق.
   ولما كان الإخوان الذين يتباكون على الثورة لا يريدون الحفاظ على الديموقراطية أو الدولة المدنية التي يخططون لإسقاطها, فهم لن يوافقوا على هذا المخرج. بل على العكس راح دعاة الإسلام السياسي يتهمون الليبراليين بعدائهم للثورة.  وفي مقال بعنوان " إنقاذ الثورة واجب الوقت", قال فهمي الهويدي الكاتب الإسلامي المعروف بتعاطفه مع نظام الخميني في إيران: "النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة … تشير إلى أن هناك إعادة منتظرة بين المرشحين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق … (وقد) التبس الأمر على البعض حتى تصوروا أن الصراع في جوهره بين الإسلاميين والعلمانيين … في حين أن التناقض الرئيسي والصراع الحقيقي هو بين الثورة وخصومها من أركان النظام السابق وأعوانه." (الشروق 26 مايو)
   ثم عاد الهويدي ليتهم معارضي الإخوان بأنهم يمثلوم "فتنة الدعاية السوداء" فقال: "أخشى أن يلتبس الأمر على بعضنا فيخطئون في توصيف ما جرى في مصر, الأمر الذي يوقعنا في محظور انتكاسة الثورة والتمهيد لإجهاضها. ذلك أنني لم أفهم أن يقول قائل بأن خيارنا القادم هو بين الفاشية والدكتاتورية, وأن الصراع يدور بين الدولة المدنية والخلافة العثمانية". (الشروق 27 مايو)
   هل يريد الهويدي إقناعنا بأن الإخوان لا يخططون لإقامة دولة الخلافة في مصر, وطيف يفسر ما قاله الشيخ يوسف القرضاوي منظر الإخوان الذي حصل على الجنسية القطرية ويقيم بالدوحة, عندما دعا الشعب المصري لمنح أصواتهم لمرشحي التيار الإسلامي فقط, لضمان تطبيق الشريعة وإقامة دولة الخلافة.
   حذار أيها الليبراليون فإن الإخوان يعدون لكم مذبحة مثل تلك التي أعدها محمد علي للمماليك, حتى يصل مرسي للرئاسة وتكتمل سيطرة الجماعة على أركان الدولة المصرية, وينتهي إلى وقت طويل حلم الحرية الذي لا يزال يداعب المصريين.  
أحمد عثمان
 

التعليقات