ثقافة

09:13 مساءً EET

نادى بقطر يكتب: الجرس (قصة قصيرة)

   لم تهدأ شعوب العالم المختلفة والأجناس المتباينة من حالة الهرج والمتابعة عن كثب كل بطريقته بعدما نشرت وكالات الأنباء العالمية وأيدتها الصحف والمجالات كذلك القنوات التليفزيونية المتخصصة والعامة وأصبح شاغل الفضائيات ووسائل الأعلام حول العالم وهو الموضوع الأوحد أنشغالا وهو تحديد ميعاد أنتهاء الكون نتيجة تصادم كوكب الأرض بمذنب هالى السريع مما يؤدى إلى أنشقاق كوكب الأرض هذا ما أكده علماء الفلك ومراكز الفضائيات فى العالم .

هذه الأخبار جعلت سكان الأرض من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب يبحثون عن الشواهد الدالة على الحدث الكبير المزمع أن يتم فى القريب العاجل .

 

من هنا أنطلق الصحفى أدم يتجول فى بلدان العالم ويرسل تقاريره الصحفية إلى جريدته ومنها لوسائل الأعلام المختلفة .

 

وكانت رسالته الأولى من الصين هكذا كتب .

 

أدم يكتب لكم من الصين وأنقل لكم الصورة كثيرا جدا من الصنيين فى صلاة دائمة ليلا وعملا نهارا وقليل من النوم وأناس لا تبرح أماكن العبادة المختلفة والكثيرة والكثير منهم فى حالة صمت وأعين مشدودة لفوق نحو السماء وتسامح بين المتخاصمين وقبلات هنا وهناك ربما تغير سلوك ربع شعوب الأرض تقريبا .

 

حانات خاوية إلا من نفر قليل وإن كانت فى بعض الصحف تنشر كثرة السرقات وشجار بين رافض ومصدق أما السياسين يحاولون التهدئة بل ويطالبون الشعب بغض البصر لأى أحداث تشغلهم عن العمل .

 

كذلك هناك نشاط كبير جدا لرجال الدين من تبشير ووعظ ومطبوعات توزع فى كل مكان حتى أمام الحانة .

 

أناس لا تبالى وأخرون مهزوزين هنا الصين من أدم .

 

أدم يكتب إليكم وهو يجوب الأفق ويستحث الاحداث من هنا وهناك أخبار معاهدات بين دول وحمامات سلام وأصوات مدافع وحجارة أيضا صراخ فى بيت وسلام فى أخر .

 

أما شرقنا الحبيب لا يختلف كثيرا فالأنسان هو الأنسان رغم الأختلاف فى الأجناس فرجال الدين هنا يؤكدون أن نهاية العالم فى يد الله وحده ولا يعلم أحد الميعاد . فقط بعض الظواهر والأحداث تتنبأ عن قربه فقط فالبعض كسب نفوس بعيدة عن الأيمان والأخر كسب فلوس كانت بعيدة عن مناله أصوات يارب أرحم وأصوات تنادى بالأنتاج أيادى مرتفعة نحو السماء وأيادى تتحسس أجسام الغير فقراء ينعمون بمأكل وملبس من أخواتهم فى البشرية وأخرون يكنزون ما تمتد اليه أيديهم .

 

أدم يكتب لكم من قارة أوروبا هنا العمل يسير بشكل طبيعى وإن كانت حرارة النقاش أذابت الجليد وأهتمامهم الكبير بالتنسيق مع أمريكا لتجهيز صاروخ نووى لتفتيت المذنب بحسابات دقيقة .

 

أدم يكتب إليكم من القارة السمراء .

 

رجل الشارع غير مصدق وأخر يجول بخاطره الكثير والكثير الكل يحاول بطريقته أن يهرب فكريا عن هذا الموضوع وأخر يبحث عن نفسه قد يجدها .

 

وأحدهم تحسس لحيته وقال لمن حوله دعونى وشأنى أما أن نطفو على السطح أو ندفن فى القاع .

 

تتلاحم الأيام والقيادات تنفى بشدة ولا تريد أن تبطئ المكينة أو الترس .

 

صراخ وضحك وبكاء من أناس متبانية الأحوال أيام كالدهر على القلوب أماكن العبادة ممتلئة عروض الملاهى الليلية كثيرة وبأسعار متدنية . رجال لها بطون كنصف كرة تستثمر الحدث لصالح أرقامهم فى البنوك وموائد خضراء تدور حولها البلية .و محاكم بلا كلل .

 

الأسماك فى البحار والطيور فى السماء والحيوانات فى البرية تحيا بلا تأثير عصفور يغرد على صوت مدفع .

 

الكل مترقب ومتابع قلوب تكاد أن تقف وأنفاس بلا أصوات لحظات تمر كالدهرو فى الميعاد المحدد

خرج العلماء من صومعاتهم ليعلنوا للعالم  اجمع أن المذنب هالى أصتدم بأحد المذنبات الأخرى فتغير مساره بعيدا عن الأرض وهذا صدر فى بيان رسمى .

 

 كما أصدرت الأمم المتحدة بيانا أكدت فيه وحدة وسلامة الشعوب فى السلم وعلى القادة أن يعملوا على ذلك وأن نستفيد مما حدث وننمى حالة السلام والمحبة بين الشعوب وأن ما تم من أحداث إجابية لم نقدر عليه فى عقود مضت إمضاء : سكرتيرعام الأمم المتحدة .

 

ملحوظة : سادت حالة من الفرح والسعادة لشعوب الأرض كلها وأمتلأت الملاهى الليلية والبارات والموائد الخضراء والمحاكم حتى الحروب وكل ما سبق ربما زاد لعلنا كنا نحلم .

 

 

التعليقات