كتاب 11
العالم فى حاجة الى نظام عالمي جديد
المجتمع الدولي فى حاجة ضرورية إلى إنشاء نظام عالمي جديد للحيلولة دون نشوب نزاعات جديدة, 50 مليون لاجئ فى مختلف أنحاء العالم منذ الحرب العالمية الثانية تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية وحدها عن المشاكل الحالية التي أدت سياستها إلى انهيار نظام الأمن العالمي، بالإضافة إلى سلسلة من الانقلابات الحكومية في بلدان الشرق الأوسط وأوكرانيا ليس فقط الصراعات الدولية التقليدية، وإنما أيضاً عدم الاستقرار داخل بعض الدول، وبخاصة عندما يدور الحديث حول تلك البلدان الواقعة عند تقاطع المصالح الجيوسياسية للدول الكبرى.
حين أطلقت الولايات المتحدة حربها التي سمتها (الحرب العالمية على الإرهاب) بعد أن لعبت بمصطلح (الإرهاب) لكي يكون هذا المصطلح صالحاً لأن يطلق على أشخاص دون أشخاص، ودول دون دول، وجماعات دون جماعات، وممارسات دون ممارسات، وإرهاب عملاء أمريكا في كل مكان، وكذلك إرهاب أمريكا نفسها في أفغانستان والعراق والصومال والسودان ولبنان، و سوريا وغيرها مما قد يأتي بعدها.
عندما شنت الولايات المتحدة حربها العالمية على ما أسمته (الإرهاب)، جعلت جزءاً رئيساً من هذه الحرب مواجهات فكرية، تستهدف حضارة وثقافة وقيم الأمم ، وقد استلزم ذلك أن يبدأ الأمريكيون عملية تضليل كبرى، لصرف الناس عن مصالحهم الاساسية بجميع أنواعها في السياسة والاقتصاد والاجتماع والدين والثقافة.
وزير الحرب الأمريكي (دونالد رامسفيلد) هو أول من أطلق شرارة (حرب الأفكار) ضمن ما أسمته أمريكا (الحرب على الإرهاب) وذلك عندما دعا في مقابلة صحفية في خريف عام 2003م إلى شن تلك الحرب وظل يردد الكلام عن أهميتها، حتى أواخر بقائه في منصبه، وقد أدلى بحديث إلى صحيفة الواشنطن بوست في (27 /3/2006م) قال فيه: (نخوض حرب أفكار، مثلما نخوض حرباً عسكرية، ونؤمن إيماناً قوياً بأن أفكارنا لا مثيل لها) وأردف قائلاً: (إن تلك الحرب تستهدف تغيير المدارك، وإن من المحتم الفوز فيها وعدم الاعتماد على القوة العسكرية وحدها)
مثال على ذلك أوكرانيا تحولت إلى صراع من هذا النوع، عندما اخذت القرارات المتسرعة وراء الكواليس حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، و كيف كانت محفوفة بمخاطر جسيمة، وعوضاً عن الحوار الحضاري، دفعوا بأوكرانيا إلى انقلاب حكومي وأقحموا البلاد في الفوضى و. وهناك ايضا سوريا والمحاولات الخرقاء للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة الإسلاميين المتطرفين “داعش” و ادخالها فى حرب أهليهة وعرضوها لانهيار أقتصادى و مجتمعى، وخسائر هائلة و سرقة النفط من حقولها على ايدى الدواعش و بيعه فى السوق السوداء.
أن الأمريكان يصنعون ” الثورات الملونة” الجديدة واحدة تلو أخرى، يظنون أنفسهم رسامين عباقرة، فلا يستطيعون التوقف أبداً عن اشعال الحروب ولا يفكرون بالعواقب على الإطلاق”.
النظام العالمي أحادي القطب أظهر عدم قدرته على تحمل قوة مهيمنة واحدة، ، فإن هذا البناء الهش أثبت عدم قدم قدرته على المواجهة الفعالة لتهديدات مثل النزاعات الإقليمية والإرهاب وتجارة المخدرات والأصولية الدينية والنازية الجديدة. ” العالم أحادي القطب بجوهره هو تبرير للدكتاتورية تجاه الشعوب و البلدان”.
الولايات المتحدة الأمريكية متهمة بتقويض نظام الأمن العالمي، ويجب على الدول الصاعدة أقتصاديا أن تلقى آذاناً صاغية مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا و التى يعانى أمنها أيضاً من السياسة الأمريكية. أنه حان الوقت لبناء نظام عالمى جديد يضمن قواعد اللعبة بين دول العالم وصياغة القوانين الجديدة للعلاقات الدولية يضمن مبادئ حرمة الحدود، مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها.