مصر الكبرى

11:34 صباحًا EET

صراع الفرقاء..من الفائز؟

لا أحد يستطيع أن ينفي دخولنا نفق صراع الفرقاء بين المؤيدين والمعارضين لحكم الإخوان لمصر ومسارهم السياسي منذ تولية د/مرسي وحتي الآن! هذا النفق المظلم الداكن يخلو تماما من أي نقطة اتفاق تلوح في الأفق لتكون منطلقا لبداية عقد تفاهمات جديدة تقوض من حالة التناحر الشديدة التي تخيم على المشهد ,حتي مولودنا الذي طال انتظارنا له "الدستور"ليضع النقاط فوق الحروف في مشوار مصر المستقبل سيولد ميتا بقيصرية دامية يئن منها الجميع منها منذ لحظة المخاض باستفتاء تحوم من حوله الشبهات من جراء محاولة طبخه وتمريره المستميتة متخطيا كل الأعراف والقوانين!

فقد بات واضحا للمصريين رغبة الهيمنة المحمومة التي يسعي إليها فريق الرئيس والموالين له ومنهم على سبيل المثال القيادي السلفي "حازم ابو إسماعيل"وأتباعه في كل خطوة من شأنها تمكينهم من مفاصل الدولة المصرية والإنقضاض عليها ضاربين بالامن والداخلية والقضاء عرض الحائط ! فلاضابط ولارابط لما يريدون تحقيقه ,فهم في غيهم ماضون غير عابئين وبالمصريين "غير الأخوانيين" الذين يشاركونهم الأرض والسماء والهواء فلا يلقون لهم بالا كما لو كانوا دخلاء على الوطن طالما هم غير منتمين إلى الأهل والعشيرة الحاكمة فلايحق لهم الاعتراض بل ينبغي أن ينصاعوا تماما لكل القرارات بلا أدني اعتراض فعلينا السمع والطاعة نحن أيضا؟! ياللعجب!إنهم يصدرون إلينا صنفا رئاسيا جديدا غير مسبوق لمصر مابعد الثورة إنهم ينصبونه"زيوس"كبير الآلهة _والعياذ بالله_هبط على البلاد بعشيرته ليغنموا مصر بما فيها ومن فيها بسرعة البرق فلاوقت لديهم لالتقاط الانفاس فهم منوطون بمهمة ينبغي أن تكتمل سريعا ليضمنوا بقاء أبديا على سدة الحكم بدستور باطل واستفتاء باطل بكل المقاييس!وإلا فالحرق والتدمير والتهديد والوعيد!إن من يقم بإحصاء عدد القرارات التي أعلن عنها ثم تم إلغاؤها أو تجميدها يجدها تؤكد شبقهم بسرعة الاستحواذ والسيطرة فكلها جاءت اعتباطية وغير مدروسة تمت بغوغائية بربر جاءوا من عوالم أكل الدهر عليها وشرب فهم لايعوون أن طريقة حكم جماعة أو قبيلة لايستوي مع حكم أكبر بلد في الشرق الأوسط.إنها مصر لايغرنكم انها متعبة ومنهكة فقد طال نضالها منذ قيام الثورة وتقلبت بها الظروف مابين معاناة فقد الشهداء الأبرار ,ثم التلظي بحكومات مؤقتة مترنحة تحت حكم عسكري فاقد للخبرة والحنكة السياسية اللازمة لتؤهله لحكم البلاد بعدما تخلصنا من ديكتاتورية مبارك وأعوانه من قبل كل هذا ! إلى أن سلمنا العسكر لهذه الجماعة التي في ظاهرها دكتور مرسي وباطنها مكتب الإرشاد ! وهذا كان نتيجة طبيعية لتفكك القوي المدنية وتشرذمها وقتذاك.لكن مايظهر للعيان الآن أن المصريون عازمون على التصدي لكل مالايوافق قناعاتهم بعزيمة وبأس شديدين تمثلا في احتشادهم بقوة ليقولوا "لا" باعلي صوت الرافضة لاستفتاء الاخوان ودستورهم الذي سالت بسببه دماء خيرة من شبابنا دون أن يحرك الرئيس ساكنا لحماية شعبه من اعتداء انصاره ! وأما عن هذا الانشطار الذي فجره الاعلان الدستوري الباطل فلايزيد عن كونه سببا ليطفو الخلاف على السطح وتنكشف الهوة بين الفرقاء التي كانت كامنة إلا اننا لم نلحظ في سلوك المصريين جنوحا إلى العنف مثلما أظهرت الجماعة وانصارها عنفا غير مسبوق للمصري تجاه أخيه المصري مما يدلل على اصرارهم على فرض مايريدونه بالقوة وبإراقة الدماء بخاصة لو استشعروا خطرا يهدد وجودهم خارج المعتقلات بعد طول انتظار وعلى كرسي الحكم بعد طول التمني فهل ننتظر أن يزيد غيهم فيتمادون في بطشهم فيزجون بنا إلى مرحلة التصفيات الجسدية لرموز معارضيهم أم ماذا ينتظرنافي الأيام القادمة؟كلنا نصبو إلى استقرار نتعطش إليه على اسس سليمة ودستور يحمينا ويحمي أجيال وأجيال ,لابد أن يكون منطلقنا لحل الخلافات جميعها بالحوار الهادئ المتزن المنزه عن المصالح الشخصية حتي نلملم شمل الأسرة المصرية داخل وطن واحد يأوينا بعيدا عن حرق أنفسنا وبلادنا معنا,فلايعقل أن يحرق أحد بيته الذي يسكنه اللهم إلا في غيبة كاملة للعقل !فلنجنح إلى السلم ونستفيق من كبوة الخلافات التي لن تحقق لنا ولمصرنا سوي الإفناء الذاتي والإطاحة بكل شئ فسيخرج الجميع من الصراع بخفي حنين فاقدا الأهل والعشيرة والنصير والحليف …وحتي الغريم!

التعليقات