مصر الكبرى
مجاري الاخوان
أراد الاخوان أن يبهروا الشعب بقدرتهم على الانجاز والتطهير والتعديل وتقليب التربة في لمح البصر. فوقع الحكام الجدد في الخطأ التقليدي الذي يقوم به رؤساء الأحياء ومسئولو الانشاءات بالادارات المحلية في بلادنا عندما يفتحون المجارير في أماكن عدة في آن واحد حتى يشعر المواطن بان الشغل شغال والباشوات مهتمين.
يظل المسئول ينبش هنا وهناك وتتصاعد الرائحة الكريهة فيجري الى مجرور آخر ليفتحه ظنا منه ان تصاعد الرائحة بكثافة دليل أبلج على أن الانجاز في أعلى معدلاته.
لكن الخبرة المصرية المحلية تقول لنا ان المشروع غالبا ما يفشل والرائحة لا تذهب والاصلاح لا يتم. ربما لأنه كان لأسباب واغراض عدة ليس من بينها الاصلاح الحقيقي.
حكامنا الجدد الاخوان المسلمون رفعوا العديد من الأغطية في الوقت نفسه ثم فوجئوا بأن الأمر اكبر منهم وأنهم غير قادرين على اصلاح.
يبدو ان قدر المواطن في هذه البلاد ان يبدا صباحه باستنشاق رائحة المجاري والقفز فوق بركة من الماء القذر وضعهما في طريقه حكام لا يعنيهم سوى النبش والحفر والمكائد دون خطة لسد تلك الفتحات التي ورطونا فيها.
جمال فندي