تحقيقات
متى تفي قطر بوعود تحسين ظروف العمال الأجانب؟
تعرضت دولة قطر لانتقادات حادة بسبب ما وصف بالاستغلال غير الإنساني للعمال الأجانب استعداداً لبطولة كأس العالم عام 2022.
في حين رفضت قطر الانتقادات الأجنبية الموجهة إليها ضد ظروف عمل آلاف العاملين الأجانب في مواقع بناء الملاعب. الصحفي الألماني فلوريان باور زار قبل منتصف عام 2015 الدوحة ويطلعنا على معاناة العمال الأجانب هناك، رغم وعود قطر بتحسين أوضاعهم.
وسط المنطقة الصناعية قرب المصانع والمستودعات وأراض صحراوية في الدوحة يعيش العمال الأجانب الذين يشيدون الملاعب والمباني المخصصة لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وهم من جنسيات مختلفة كالنيبال وبنغلادش والهند والفلبين.
معظم الطرق في المكان الذي زاره الصحفي الألماني – حيث يسكن العمال – غير معبدة، كما أن المباني التي تعلو بين ثلاثة وأربعة طوابق هي في الغالب بدون نوافذ. ومن الصعب العمل والحياة هنا بشكل مريح.
يوم الجمعة، هو يوم العطلة الوحيد بالنسبة للعمال، هذه هي المرة الرابعة في غضون أربع سنوات ونصف يسافر فيها الصحفي الألماني إلى قطر، هذا البلد الصغير الذي أنفق الكثير من الأموال كي يصبح أمة رياضية عظيمة.
عام 2014 أعلنت الحكومة القطرية عن رغبتها في القيام بإصلاح نظام قانون العمل وتحسين ظروف العمل والمعيشة للعمال المهاجرين، والغاء نظام “الكفالة” المثير للجدل، حيث يلزم العمال الحصول على تصريح من أرباب العمل لمغادرة البلاد.
جاءت مبادرة تحسين ظروف العمل والمعيشة للعمال المهاجرين نتيجة الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي على قطر، بعدما سلطت وسائل إعلام عديدة الضوء على الأوضاع المأساوية في ورش البناء، والتي لقي فيها عمال مصرعهم بسبب حوادث الشغل.
بعد إعلان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية القطرية في شهر مايو 2014 عن تلك الإصلاحات، ذهب الصحفي الألماني إلى قطر ليرى مدى تطبيق تلك الوعود. وعندما وصل إلى عين المكان شاهد في ضاحية من الشاطئ عمارة للعمال.
بعد إعلان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية القطرية في شهر مايو 2014 عن تلك الإصلاحات، ذهب الصحفي الألماني إلى قطر ليرى مدى تطبيق تلك الوعود. وعندما وصل إلى عين المكان شاهد في ضاحية من الشاطئ عمارة للعمال.
أخذ العمال الصحفي معهم في جولة داخل غرفهم، فوجد مطبخاً وصفه بأنه يثير الإشمئزاز ومراحيض قليلة، ربما عشرة مراحيض لمئة شخص تقريبا، أغلبها من دون أبواب.
كل العمال الذين يعيشون في المكان الذي زاره الصحفي الألماني هم من النبيال. وهم ينامون منذ عامين في غرف لا تتجاوز عشرين متر مكعب لستة عشر شخصا، وهم يعملون يومياً دون عطلة أسبوعية.
إضافة إلى الحرارة المرتفعة التي تصل إلى خمسين درجة وغياب مكيفات الهواء ، فإنهم لا يحصلون على الراتب الأدنى المتفق عليه بين البلدين، حيث يحصلون فقط على حوالي مئتي دولار شهرياً، بحسب قول العمال.
في مارس من عام 2015 كان يوجد أكثر من 13 ألف عامل أجنبي في قطر. ويحاول العديد من العمال في المنطقة الصناعية نسيان واقعهم من خلال لعب الكريكيت أو كرة القدم خلف بنايات سكنهم وسحاب الغبار. وبينما يلعب بعضهم ينتظر آخرون دورهم في جو مرح.