مصر الكبرى

10:45 صباحًا EET

نسرين المنياوي تكتب : في الابتزاز بالدين وبالخوف

 
ليسوا وحدهم "إسلاميون" وليس الفريق "وطنياً" كما يدعى وحده !
رأي فى الابتزاز بالدين وبالخوف، تأصيل ضرورى لبعض المفاهيم
 
فى موضوع الفريق ، يكفى ماينطق به هو نفسه مما يدين طريقة تفكيره وفاشيته فى التعامل مع معظم ماسئل عنه من مشاكل ومواقف ، ناهيك عن أدائه عندما تولى المسئولية بالفعل ! ومايعلمه الجميع تفصيلا ويقينا من تاريخه ، لكى لانعطيه صوتنا فى انتخابات الإعادة .

  ولمن لازال لديه شك فى ذلك أقول بالمنطق : كيف يمنح الآمان من انتمى إلى نظام يتخذ من استخدم الترويع وسيلة ليسود طوال عام ونصف بل لكيان لايعترف إلا بالحلول الأمنية طوال ثلاثين عاما ولازال يصر على الحلول الأمنية كمبدأ ويستخدم التلويح بالخوف كدعاية انتخابية ؟!!!!! ومن يجده مثاراً للفخر أن ينتمى لنظام دفع بكل غالٍ ثمنا فى سبيل بقائه ومن كانت مصالحهم معه فى السلطة ، على حساب كل القيم والأعراف الإنسانية والفطرة السليمة التى تستدعى أمانة الحاكم على الشعب وخدمته لمصالح هذا الشعب ؟!
وفى المعسكرالمقابل ، أقول : كفى استعلاء بالدين .. فكل من يدين بدين يعتز به .
كمسلمة ، ليس لدى أدنى مشكلة أن توجد "جمعية" إسمها : "الإخوان المسلمون" ، فهناك جمعية إسمها الجمعية الشرعية وجمعية الشبان المسلمين وجمعية الشبان المسيحيين .. جمعيات هدفها نشر أفكار ومبادىء إيجابية بناءة تخدم المجتمع من خلال مبادئ تعتنقها من منطلقات دينية ، وترغب فى نشر الدعوة للدين وتؤدى خدمات للناس فى إطار خدمة هذا الهدف كما يبدو ،  إذاً ما المشكلة ؟ ..
"إسلاميين"
عدا القلة التى تجتهد لتقرأ الأحداث وتجتهد لتتعلم طوال الوقت ، فالمشكلة تبدأ بشعب ، 40 % منه لايعرف القراءة والكتابة وال 60 % الباقية نصفهم يعرف ولايقرأ واغلبهم اكتفوا بما تعلموه من الدين والتاريخ الذى تعلموه فى مدارس مناهجها موجهة سياسيا طوال ال 60 عاما الماضية ، ويستقى أغلبهم الباقى من معرفتهم ومعلوماتهم بعد هذا من التليفزيون كوسيلة إعلامية ، على اختلاف توجهاته وعلى اختلاف مصادر تمويله ، إعلام كان ولايزال هدفه تجريف وتسطيح فكر الناس ، ومن الجرائد والمطبوعات إذا كانوا قارئين ، والباقى لايعنى لهم مايحدث أكثر من أثره على مفردات ترف عيشهم ، ويعلم الله بعد هذا إن كان أى من هذه الفصائل قد نمى معارفه الدينية بحضور دروس دين مختلفة فى مصادرها ومرجعياتها وأساتذتها ، سيطر عليها منذ أيام السادات مجموعة غير متجانسة من الموجهين الدينيين .
وفى ضوء كل هذه المتلازمات الحتمية غير القابلة للإنكار لواقعيتها ، أجد من يقوم بتسمية الإخوان والسلفيين اللى نزلوا معترك السياسة "إسلاميين" ؟؟؟؟؟؟!!
هذا هو التضليل الصريح ..لأنه يعنى ببساطة أن كل من ليس له علاقة  ، أو اختار الا يكون ضمن هذا الفريق أو ذاك يصبح غير مسلم !.. بناءً على إى دليل أو قاعدة ؟ وطبقا لأى فهم من آراء وتفسيرات العلماء ؟؟
إن هذا لايختلف عن تسمية الليبراليين بالرافضين لكل ماهو متدين ، ووصم العلمانيين بالكفر وهى أمور فيها من السذاجة الفكرية واللفظية ما تضيق به النفس ويرفضه العقل السوى وحتى الفطرة السليمة .
نرجع لغيرالمختلف فيه من العلم : القرآن والصحيح الثابت من السنة .. القرآن كلام الله والسنة الصحيحة الثابتة ؛ تفصل ما أجمل فيه أو تشرح أمثلته وتؤكد معانيه ومقاصده .. وماكان غير ذلك من نظريات وتطبيقات تستدعى ماجاء فى القرآن والسنة أو تفسره ، تعرف على أنها : "أثر فهم العلم على عقل من فسر وفهم" وبالتالى الملزم منها ماوقر فى قلب المسلم مقتنعا به ومطابقا لما فهمه هو وايده اتفاق الثقات من أهل العلم من حوله ! وهو فى النهاية حر فى اختيار مايعتقده ومايفعله ، حيث حياته وصفاته وماله وقدراته : ما أوتى من فهم وعلم ، ماهى إلا اختبار موسع من الله هو هدفه سبحانه من الخلق ، إنما خلقناكم لنبلوكم أيكم أحسن عملا ، ويندرج حسن العبادة والطاعة وإعمار الأرض تحت بند هذا العنوان الكبير : الأختبار ، المبنى على فكرة حريته التى بُنى عليها تكليفه ومن ثم استحقاق الثواب والعقاب ، لاستقرار حقيقة عدل الله وعلوها على كل حقيقة عدا رحمته .  
إذاً .. كل من قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، هو مسلم ومهما قل فهمه لدين الله فهذا لاينفى كونه مسلم عاقل حر .. كذلك أهل الكتاب مهما كانت تفاصيل عقيدتهم فقد ذكر القرآن اختلافهم عنا واختلافهم بينهم وبين بعضهم ، وإلا لكان كل الناس على دين واحد ، هم فى بلادنا مثلنا تماما مواطنون ، وهم فى القرآن : "لم ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين من أهل الكتاب أن تبروهم وتقسطوا إليهم"  والبر هو أرقى أنواع العلاقات والقسط هو العدل .. هذا قرآن صريح لايحتاج معجما لتفسيره .. لأولى الألباب .. لقوم يتفكرون .. لقد كانت أول كلمة نزلت على رسولنا عليه الصلاة والسلام : "إقرأ" ..يفقهون
إذاً الإخوان والسلفيين فى السياق السياسى لا يطلق عليهم لفظ إسلاميين ، لأن العبرة فى السياسة بالطرح الذى تقدمه القيادة السياسية فى أساليب القيادة وبالبرامج المقترحة لتلك القيادة فى حل مشاكل البلاد .
واستخدام الدين فى هذا السياق هو خلط مقصود لتشويش الرؤى السياسية للناخب  باستخدام العاطفة الدينية كوسيلة وهو أمر لايهدف إلا لمصالح سياسية.
أن نسمى فصيل سياسى يستخدم الدين ولا حتى على سبيل الاختصار :"إسلاميين" أمرٌ غير مبرر ولايوافق الحقيقة ، لأننا بهذا نضفى هالة من القدسية على فكر أو طرح سياسى غير مقدس لأنه اجتهاد بشرى يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب ، وأيضا وبطريقة غير مباشرة ننزع صفة الإسلام عمن لم يوافق على هذا الطرح . وهذا خلط ومحض تضليل ، بل هو تفكير إقصائى عنصرى لاينتمى إلى الثقافة الإسلامية أصلا حيث الطرح الإسلامى واضح : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" .
أكرمكم عند الله أتقاكم : الذى يستحضر العدل ويتحرى تقوى الله وليس من ينضم إلى جمع أو يحجم عن الانضمام ، هذا ليس من الإنصاف ولا العدل .
لا "إسلاميين" وغير إسلاميين فى السياسة ، إنما فى السياق السياسى نسميهم : "مستخدمى تعابير تنتمى للقاموس اللفظى الأسلامى فى الدعاية السياسية بهدف استدرار العاطفة الدينية لدى العامة وتوجيه فعلهم التصويتى بناءً على ذلك" وهذا فى رأيى إفلاس سياسى واستعلاء وتمييز متحيز لايليق بالإسلام ولا بالمسلمين !
إن للإخوان المسلمين اليوم مرشح سياسى ، ولهم أداء سياسى خارج وداخل البرلمان لم يكسبهم رصيدا إيجابيا لدى الناس بدليل نسبة التصويت لهم رغم الألة الدعائية والمالية الجبارة التى استخدموها.. كما كان لبراجماتيتهم فى إدارة العلاقة مع السلطة العسكرية القائمة بإدارة البلاد ، ما لانراه أضاف إلى رصيد مصداقيتهم . كذلك هم أستخدموا بغير حياء عاطفة التدين و/ أو الفقر عند العامة للـتأثيرعليهم فى التصويت لمرشحهم ، وهذا تدليس وغش لايليق بمن يدعى التدين ، فمن غشنا فليس منا ، وكذلك أهان عقول الناس وذاكرتهم عندما استدعى التاريخ الأقدم للإخوان فى النضال فضرب لنا مثلا ونسى تصرفاته القريبة التى لازالت فى أعين الناس وتستدعيها ذاكرتهم القريبة بمرارة لاتخفى على أى عاقل .
لا اختيار بين عنصرى وفاشى فكلاهما ملح ملوث فى جرح الوطن ! نريد من يكون نقيا حميدا يضمد جراح الوطن ويربت على كتف مواطنه : لاتحزن إن الله معنا من يكون شعاره قلبا وقالبا : ولسوف نعمل معا شركاء فى الوطن وفى جنى ثمار عملنا وخيراته  وإذا استخدم الدين ففيما هو إيجابى من قيم تجمع ولاتفرق وتعطى الأمل وتدفع إلى الأمام وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والؤمنون .
كفى ابتزازا لمشاعر التدين عند الناس وابتزازا لمشاعر الخوف من الفوضى .
 
 

التعليقات