عين ع الإعلام
باحث أمريكي: على واشنطن ألا تسمح للإخوان باستغفالها مرتين
كشف الباحث الأمريكي إريك تراجر عن زيارة مزمعة الأسبوع المقبل يقوم بها وفد يضم اثنين من قادة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى واشنطن لانتقاد
الحكومة المصرية الراهنة.
وقال تراجر، زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في مقال نشره المعهد على موقعه الإلكتروني الجمعة، إن الوفد قد يحظى باهتمام الإعلام ومؤسسات الرأي، إلا أنه لا ينبغي لإدارة أوباما أن تتواصل مع هذا الوفد على أي مستوى.
وحذر من أن تواصل الإدارة الأمريكية مع جماعة الإخوان التي تتبنى العنف بشكل صريح، من شأنه في هذا التوقيت أن يقوض جهود الإدارة الرامية لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع القاهرة، كما سيؤثر سلبا على محاولات الإدارة تشجيع حكومة السيسي على العمل صوب مزيد من الانفتاح السياسي.
ويقوم باستضافة وفد الجماعة، كل من “مركز دراسات الإسلام والديمقراطية في واشنطن” الذي استضاف وفدا مشابها في يناير الماضي، و”معهد مصر للتنمية الديمقراطية” وهو مؤسسة بلا صفحة على الشبكة العنكبوتية ولا وجود على وسائل التواصل الاجتماعي، ويضم الوفد: وائل هدارة، عضو الجماعة المقيم في كندا الذي عمل كمستشار من الخارج للرئيسي المعزول محمد مرسي، و مها عزام، التي لا تنتمي للجماعة وترأس المجلس الثوري المصري الذي تدعمه الجماعة، والذي ينادي من المنفى بالإطاحة بالسيسي.
ورأى الباحث أن العضو الأكثر جدلا في الوفد هو القيادي بالجماعة عمرو دراج، الذي لعب دور الأمين العام للجمعية التأسيسية لكتابة الدستور في خطوة تجلت فيها شراهة الجماعة للسلطة وكلفتهم خسارتها في نهاية المطاف بعد أن أججت الجماعة الأزمة السياسية بالدفع بالدستور إلى استفتاء في غياب الأحزاب غير الإسلامية التي قاطعت الجمعية احتجاجا على إعلان مرسي المحصِّن لقراراته في انفراد سافر بالسلطة.
وأعاد تراجر إلى الأذهان كيف أن الأسلوب الإقصائي الذي تمت به صياغة الدستور ولغته ضيقة الأفق فيما يتعلق بتفسير الشريعة – عززا المخاوف لدى الناس من أن الجماعة إنما كانت تحاول فرض رؤيتها الدينية على مصر، الأمر الذي أسهم في دفع الحشود إلى الشوارع مطالبين بالإطاحة بمرسي في يونيو 2013.
وطالب الباحث إدارة أوباما بالعمل في المقابل على التواصل مع شريحة واسعة من قطاعات المجتمع المصري، وأن تضع حدا للتعاطي مع منظمة تسعى صراحة لتدمير حكومة حليفة.
وحذر من أن التقاء وفد الجماعة من شأنه الإضرار بمصداقية إدارة أوباما في دعم مصر حيث ستفسر حكومة الأخيرة وداعميها، تلك الدعوات بالانفتاح التي تطلقها الإدارة الأمريكية بأنها تساعد في التمكين لعودة جماعة الإخوان إلى الساحة السياسية، وهو ما يرفضه النظام ومناصروه في مصر بشكل قاطع.
أخيرا، يقول تراجر، ينبغي ألا تُلدغ الإدارة من جُحر الإخوان مرتين؛ وأن تعتبر من لقائها في يناير الماضي وفدا من الجماعة ذاتها، وكيف أذاعت الجماعة نبأ الاجتماعات مستخدمة إياها كوسائل دعائية لتشجيع أنصارها وتحدي الشرعية الدولية لحكومة السيسي، حينما كانت الإدارة تؤمل أن تبقى اجتماعاتها مع مسؤولي الجماعة طيّ الكتمان، الأمر الذي أحرج إدارة أوباما محليا وعزز القول بنظرية المؤامرة في مصر بشأن دعم الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان.
واختتم الباحث مقاله “ينبغي على إدارة أوباما عدم السماح لنفسها بأن تُستخدم كوسيلة دعائية في حرب جماعة الإخوان الدائرة ضد الحكومة المصرية، باختصار، ينبغي عليها ألا تسمح للإخوان باستغفالها مرتين”.