مصر الكبرى
الجميلة و الجاسوس المكلف
كانت احدي الجميلات علي المعمورة يعشقها كل من عرفها أو اقترب منها هي الحلم
الذي لاينتهي تسكن قلبي منذ أن أراد الله لي أن أكون أحد الناظرين اليها لا يستطيع
أحد أن ينتزعها من قلبي أو عقلي ماحييت لا أراها بعيناي فقط لكن أراها يقظة لا
حلما تعددت الأوصاف و كلها لم تصل الي حد الكمال الذي يشبهها أو يقترب منها
أتألم كثيرا كلما ارتحلت عنها الي أماكن بعيدة أجد لها العشاق و النساك
يتألمون كلما تألمت و يصرخون و هم ليسوا من نسلها يقدرونها و يوقرونها و
يتغزلون فيها حتي و هي تتألم في قوتها و في ضعفها يحبونها بجنون .
كلما رأيت الكثير من نسلها ارتابني الشك و أخذتني الحيرة لاستحالة الربط بين طهر
الطاهرة و نجاسة الأوغاد و أسأل نفسي كيف يحلم الجرذ القذر أن يلتهمها أليست
هي التي يعشقها أشاوس الرجال علي البسيطة و هل يرضي هؤلاء الأشداء باذلالها
ثم اكتشفت مع الكثيرين مثلي من الحالمين بقربها أن الجرذ جاسوسا قذرا باع
الأرض و العرض و سلم الجسد كاملا مقابل أن يحصل علي صفة الجاسوس الأمثل
هذه الكنية يحصل عليها كل من اغتال البراءة و خان الصداقة و أسكن رفيقة
السجن و أبلغ عن أشرف الرجال امعانا في ارضاء سيد العبيد الذي يأتمر بأمره
ثم عاد الجاسوس لينضم الي خليه الجواسيس التي تنتشر في الأرض تنشر الفساد
في البلاد بين العباد ترتدي عباءة أطهر البشر و تتاجر بما أوحي اليه ليبلغة الي
الأتباع و تتقول عليه بما لم يقل .
ثم في غفلة من الزمن و في لحظة تم اختيارها من سيد العبيد الي الجواسيس
المكلفين أن يخرجوا بصحبة الجرذان الوفيرة و التي تمتاز بعدم القدرة علي
الابصار ليلا أو نهارا لكنها تصدر اليها اشارات صوتية خافتة لتصدر ضجيجا
يخيف من حولها لكي تمكن الجواسيس من السيطرة و ليصعد جاسوس منهم
ليتصدر المشهد و يخطب في الجواسيس و الجرذان فقط .
استمرت المشاهد السيئة كثيرا من الوقت تمتد ثلاثة أعوام و نيف حتي ظن البعض
أن لا خروج من هذا المشهد الشديد الظلمة و الحالك السواد .
كانت كل هذه المشاهد أمام المحبوبة التي يحلم بها كل من سمع عنها كنت أراها
تتألم و تبكي و تنحني و تنهار و كلما أردت أن أخفف عنها كانت هي التي تحنو
علي لترفع عن كاهلي كل آلامي و أوجاعي و تنظر الي و تدعوني الي الصلاة و
الصبر و أن أنتظر منها اشارة الخلاص حيث أن لها من العشاق و المريدين و
الحالمين بقربها أعداد لا قبل لي بحصرها .و اذا بالاشارة تأتي لأجد نفسي بين الكثير من الأشاوس الذين كنت أسمع بهم في
قصص الخيال لكنه الآن واقع و ليس حلما.
ثم خرجت الينا و قد زال عن و جهها اللون الشاحب و أطلت بوجنتيها الرائعتين و
و قدها الممشوق و اذا بعيونها تصدر بريقا لم أري مثله من قبل بريق ممزوج
بالأمل و الفخار و اذا بها تبتسم ابتسامة و سط النسيم العليل الذي يداعب خصلات
شعرها و تقول هيا تحركوا و حرروا البلاد و العباد الكل ينتظركم اليوم جمعتكم
و كنت قد ادخرتكم لهذه اللحظة و اذا بالجمع يتحرك و كأن من يخطب فيهم قائدا
مغوار و اذ بنا تتشابك أيدينا جميعا و نتحرك دون أن نتحدث معا و كأننا نعرف
الهدف الذي نريد دونما تنسيق مسبق لكن المعشوقة قد حدثتنا بحديث واحد لا
لبس فيه نفهمه جميعا .
تحركنا و ألقينا القبض علي كل الجواسيس و الجرذان و ضعناهم أذلاء
تحت أقدامها ننتظر أمرها و ماذا ستقرر بشأنهم و كنا نعتقد أنها سوف تقرر أن
يعدموا أو يحرقوا …. لكنها عرضت عليهم التوبة الي غير رجعة الي الكفر و
الخيانة و اذا بهم يداهنون و ينتظرون أن ينقذهم سيد العبيد كما ساندهم سابقا
و اذا بالعار يأتي في رسالة سيدهم حيث قال نحن لانصادق من باعوا أوطانهم.
ثم صدر الأمر من الحبيبة با ستتابة من أراد و متابعتة و من أعرض فينال ما
يستحق من عقاب المفسدين في الأرض .
و اذا بالشمس تشرق بعد أن انتهينا و قد كانت لاتشرق حيث كانت الظلمة حالكة
و اذا بالجميع يقف علي صفحات النهر الخالد يشاهد الحبيبة تقول قولتها التي
لاتنسي أنا قد أنحني لكني لا أنكسر أنا قد ينتابني الاعياء لكن لايتمكن مني المرض
أنا قد تتم اصابتي بالسهام المسمومة لكني أتعافي ولا أموت أبدا فدمي يتجدد دائما
كانت هذه رسالة السعادة التي بشرتني بها مع جمع العشاق .
بني وطني أفلا تعقلون … ان حبيبتي هي الوحيدة التي تمتلك ساعة الصفر.