اجتماعيات
مرور 5 سنوات على وفاة أسامة أنور عكاشة
قبل أيام من قدوم شهر رمضان، تحل الذكرى الخامسة لرحيل مبدع الدراما الرمضانية الكاتب أسامة أنور عكاشة، الذى رحل فى 28 من مايو عام 2010.
بغيابه، عانت الدراما الرمضانية كثيرا من افتقاد المسلسل الراصد لحياة البيت المصرى، حيث كان قد رصد فى مسيرته تحولات الحياة فى مصر من الحارة الشعبية للقصور. يغيب مبدع الدراما عن الدراما. عن عشاق فنه الذى أرخ لمراحل مهمة من تاريخ مصر، وكان دائما يقدم برمزيته صورا من حياة الناس البسطاء.قدم المؤلف والكاتب الراحل أسامة انور عكاشة العديد من الاعمال الدرامية المهمة والتى تعد علامة فى تاريخ الدراما العربية واليوم نحيى ذكرى وفاته من خلال رصد الاعمال الدرامية التى قدمها أسامة أنور عكاشة وما زالت حتى الا آن عالقة بأذهان المشاهد العربى فانه يعتبر ملك الاجزاء حيث استطاع ان يقدم اكثر من عمل فنى فى عدة اجزاء والمدهش فى الامر ان المشاهد لا يمل من هذه الاعمال لكونها كانت تقدم دراما جديدة جذابة فى كل جزء.
قدم اسامة ما يقرب من 73 عملا ويأتى من أهم هذه الأعمال مسلسل ” الشهد والدموع ” والذى قدمه على جزئين وشهد المسلسل حالة من الترابط بين الجمهور والمسلسل حيث استطاع أنور عكاشة من خلال المسلسل ان يعبر عن كل مواطن برغم من بساطة الفكرة والتى تقوم على صراع الاشقاء على الميراث الى ان يصبح لعنه عليهم.
في مثل هذه الأيام كان السؤال دائما “ماذا سيقدم أسامة أنور عكاشة بعد الحلمية أو أرابيسك، أو حلم الجنوبى أو زيزينيا؟
قال عنه صلاح السعدنى: إنه قدم ملحمة من تاريخ مصر ستظل من أفضل ما جسدت الدراما فى العالم العربى.
ولد عكاشة لأب كان يعمل تاجرا وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس كفر الشيخ مسقط رأس والده قبل أن يلتحق بجامعة عين شمس في نهاية الخمسينيات في القرن الماضي لدراسة الآداب حتى حصل على ليسانس الآداب في قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بها في العام 1962.
عمل بعد تخرجه من الجامعة في عدد من مؤسسات وزارة التربية والتعليم ورعاية الأحداث حيث عمل مدرسا بالتربية والتعليم عام 1963، قبل أن يصبح عضوا فنيا بديوان محافظة كفر الشيخ.
كما عمل إخصائيا اجتماعيا بجامعة الأزهر في الفترة من (1966- 1982 ) قبل أن يتقدم باستقالته في نهاية السبعينيات من العمل الحكومي.
تفرغ للكتابة فقدم العشرات من الأعمال الأدبية فكتب القصة القصيرة قبل أن يتحول إلى العمل بالكتابة الدرامية على يد الكاتب سليمان فياض.
بدأت علاقته بالتليفزيون مصادفة عندما حصل فياض على مجموعة قصصية له وأعد إحدى قصصها في شكل سهرة تليفزيونية، وبعدها بعام اختار المخرج كرم النجار قصة أخرى من المجموعة بعنوان “الإنسان والحبل”، وقدمها في شكل سهرة تليفزيونية، بعدها بدأت في كتابة السيناريو لأول مرة.
وعلى امتداد مشواره الفني والإبداعي تصدى الكاتب الراحل في أعماله للعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية الكبرى بأسلوب مدهش ورصد خلال هذه الأعمال العديد من المتغيرات التي شهدتها مصر منذ بداية فترة الانفتاح الاقتصادي، وسيطرة رأس المال على الحياة الاجتماعية للمصريين وما صاحب ذلك من تحولات في المشهد الاجتماعي والسياسي المصري وتجلى ذلك واضحا في الرائعة “ليالي الحلمية” ومن قبلها “الراية البيضاء” و”رحلة أبو العلا البشري”.
كانت له عبارات شهيرة منها أن الفن ديكتاتور لا يقبل شريكا، وأن الحب ينتهى فى أعماله الدرامية دائما نهايات مأساوية بالزواج.
من بين الاعمال التى قدمها أيضا أسامة ولاقت نجاحا كبيرا مسلسل ” ليالى الحلمية ” بأجزائه الخمسة والتى كانت شاهدا على العصر التاريخى لمصر منذ عصر الملكية الى عصر الجمهورية عبر خمسة اجزاء رصد فيها الصراع الدائر بين الثلاثى سليم البدرى الذى قام بدوره يحيى الفخرانى ونازك السلحدار والتى قامت بدورها صفية العمرى وسليمان غانم الذى قام بدوره صلاح السعدنى وكان الصراع عبارة عن صفقات تجارية وبجانب العلاقات الزوجية و لم يكف الصراع عند هذا الحد بل امتد الابناء و الاحفاد ايضا.
وكان أول من قدم الفنانة الراحلة فاتن حمامة فى الدراما من خلال مسلسل ” ضمير ابله حكمت ” والذى شاركها البطولة فيه جميل راتب وصلاح قابيل وتدور أحداثه حول شخصية حكمت ناظرة مدرسة البنات والتي تحاول تحقيق حلمها بتطبيق تجربتها التربوية على كافة مدارس الإسكندرية، ولكنها تواجه عقبات كثيرة داخل المدرسة وخارجها، بالإضافة إلى مشاكلها الشخصية والتي تسعى لحلها.
وقدم ايضا مسلسل “المصراوية ” حيث قدم ثلاثة اجزاء رصد فيهم حكم العمدة وكبير البلد والذى قام بدوره الفنان هشام سليم فى الجزء الاول و ممدوح عبد العليم فى الجزء الثانى والثالث ولكن الجزء الثالث لم ير النور بسبب ظروف مرضه ووفاته وكيف كان العمدة يحاول ان يحكم بلده بالعدل وفى نفس الوقت يرصد مدى ضعفه امام والدته والتى تعتبر الحاكم الاول والاخير.
ومن بين المسلسلات التى قدمها اسامة انور عكاشة وكانت محل جدل كبير اثناء عرضها مسلسل ” كناريا و شركاءه ” والذى قام ببطولته فاروق الفيشاوى ولوسى و توفيق عبد الحميد وتدور احداثه حول شخصية سيد كناريا مع شقيقته الأرملة بعد خروجه من السجن، ويحاول أن يستقيم في عمله كخطاط ومصمم أفيشات، ولكن تنقلب حياة سيد رأسًا علي عقب ويصبح مراقب من عدة جهات بعد إغراق الأسواق بكميات هائلة من النقود المزيفة، ويتوجس شريكه القديم عواد – المتزوج من وفاء زوجة سيد السابقة – منه خيفة، ويفاجأ سيد بمحاميه الخاص يعترف قبل وفاته بأنه تستر علي تزوير شهادة إبن سيد من زوجته وفاء فيقرر البحث عن إبنه و الثأر ممن حرموه منه.
ومسلسل “عفاريت السيالة ” الذى قام ببطولته احمد الفيشاوى وعبلة كامل وتدور احداثه حول شخصية “رزقة” التى تتبني وتربى ابن شقيقتها “مغاورى” بعد وفاة والدته بعد ولادته، ليكبر ويعيش مع خالته في حارة السيالة بالإسكندرية حيث يعانون من الفقر والظروف الصعبة ، لتنقلب الأحداث عندما يظهر فجأة رجل أعمال ثري يدعي أن مغاوري ابنه، لتتصاعد الأحداث.
ومن مسلسلات الأجزاء ايضا ” زيزينيا ” الذى قام ببطولته يحيى الفخرانى واثار الحكيم وتدور احداثه حول بشر عامر عبد الظاهر والذى قام بدوره يحيى الفخرانى وعايدة التى قامت بدورها اثار الحكيم حيث ينشا بينهما قصة حب كبيرة وسط احادث مليئه بالاسقاطات السياسية.
ومن المسلسلات ايضا التى تعد علامة فارقة فى تاريخ الدراما مسلسل ” الرايا البيضا ” والذى قامت ببطولته سناء جميل وتدور احداثه حول صراع محموم لا ينتهي بين طرفين بالإسكندرية، “فضة المعداوي” التاجرة الثرية والمتسلطة في حلقة السمك، والسفير المتقاعد مفيد أبو الغار، حيث تحاول فضة المعداوي بكل ما لديها من نفوذ أن تستولي على القصر الأثري الذي يملكه الدكتور مفيد ويقيم فيه بعد تقاعده.
واخير قدم ايضا الاعمال التراثية من خلال مسلسل ” ارابيسك ” والذى قام ببطولته صلاح السعدنى و سهير المرشدى وتدور احداثه حول شخص يمتلك ورشة صناعة الارابيسك في حي شعبى الذي يتميز بالشهامة والرجولة وهذا الشخص يسعى دائما لحل مشاكل أهل الحي مما يسبب له مشاكل بسبب تدخله في شئون الاخرين.